أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس أمس أن عدد اللاجئين السوريين تجاوز عتبة المليوني شخص، «في ظل انعدام بوادر على نهاية هذا التدفق المأساوي من البشر». فيما حذرت منظمتان دوليتان من أن 90 في المئة من اللاجئات السوريات يتخطين وجبات الطعام لعدم وجود ما يكفي من الغذاء لأطفالهن.
وقال غوتيريس إن «الحرب تسير الآن في عامها الثالث، وما زالت سوريا تستنزف المزيد من النساء والأطفال والرجال الذين يعبرون الحدود في كثير من الأحيان وليس بجعبتهم إلا القليل، إضافة إلى الملابس التي يحملونها على ظهورهم».
واضاف «يدق هذا العدد ناقوس الخطر، حيث قفز عدد اللاجئين إلى ما يزيد عن 1.8 مليون شخص خلال 12 شهراً فقط.. فمنذ عام واحد فقط، بلغ عدد السوريين المسجلين كلاجئين أو من ينتظرون التسجيل 230,671 شخصاً».
واشار الى ان سوريا «تحولت إلى مأساة كبيرة في هذا القرن، إنها كارثة إنسانية تبعث على العار ترافقها معاناة ونزوح لا مثيل لهما في التاريخ الحديث».
وتابع إنه يتم استضافة أكثر من 97 في المئة من اللاجئين السوريين من قبل دول في المنطقة محيطة بسوريا، ما يضع عبئاً هائلاً على البنية التحتية وعلى اقتصادات ومجتمعات هذه البلدان، «انهم بحاجة ماسة لدعم دولي هائل لمساعدتهم على التعامل مع الأزمة».
جولي تأسف
وفي ردة فعلها على ذلك، أعربت المبعوثة الخاصة للمفوضية أنجلينا جولي عن أسفها لمستوى الخسائر البشرية والأضرار والمخاطر التي أجبرت الكثير من السوريين على الفرار للنجاة بأرواحهم. وقالت «من الخطر أن يشعر العالم بالرضا إزاء الكارثة الإنسانية التي تجري في سوريا.. إن حجم المعاناة الإنسانية التي أفرزها الصراع له آثار كارثية، وإذا ما استمر الوضع في التدهور بهذا المعدل، فإن عدد اللاجئين سوف يزداد، وقد تصبح بعض البلدان المجاورة على شفا الانهيار».
وأضافت إن «العالم غير متحد بشكل مأساوي حول كيفية انهاء الصراع الجاري في سوريا، ولكن ليس من الواجب أن يكون هناك خلاف حول الحاجة للتخفيف من المعاناة الإنسانية، وأيضاً، بلا شك، أن يظهر العالم قدراً من المسؤولية من أجل بذل المزيد من الجهد.. علينا تقديم الدعم للملايين من الأشخاص الأبرياء الذين نزحوا عن ديارهم، ورفع قدرات البلدان المجاورة للتعامل مع هذا التدفق».
اجتماع دولي
وقالت جولي إنه مع وصول متوسط عدد السوريين الفارين إلى الدول المجاورة إلى 5,000 شخص يومياً، «فإن الحاجة لرفع مستوى المساعدات الإنسانية والدعم التنموي بشكل أكبر للمجتمعات المحلية المضيفة قد وصلت إلى مرحلة حرجة».
واشارت الى انه سوف يجتمع وزراء من العراق والأردن ولبنان وتركيا مع المفوضية في جنيف اليوم الأربعاء، في مسعى لتسريع الدعم الدولي لتلك الدول التي تستضيف النازحين السوريين.
تحذير
على صعيد متصل، حذّرت منظمتان غير حكوميتان في تقرير جديد أمس من أن العديد من الأسر السورية التي فرّت من بلادها خوفاً على حياتها تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، وبقي أمنها وسلامتها تحت التهديد.
وذكر تقرير وكالة الإغاثة الدولية البريطانية (أوكسفام) ومركز الموارد للمساواة بين الجنسين (أبعاد) في بيروت أن «غالبية الأسر السورية تشعر بالضعف داخل وخارج بلادها، فيما تتحمّل النساء العبء الأكبر من أزمة اللاجئين ولجأن إلى تدابير يائسة للبقاء على قيد الحياة».
وأشار إلى أن «90 في المئة من النساء السوريات اللاجئات اللاتي قابلتهن المنظمتان في لبنان يتخطين وجبات الطعام بانتظام لعدم وجود ما يكفي من الغذاء، ولتمكين أطفالهن وأزواجهن من الأكل».
نازحو الداخل
يمثل عدد المليوني لاجئ كلاً من السوريين الذين سجلوا كلاجئين أو أولئك الذين ينتظرون التسجيل. وحتى نهاية شهر اغسطس الماضي، اشتمل هذا العدد على 110,000 لاجئ في مصر، و168,000 في العراق، و515,000 في الأردن، و716,000 في لبنان، و460,000 في تركيا.
ويشكل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 17 عاما أو أقل حوالي 52 في المئة من هذه الفئة من السكان. وقد سبق للمفوضية منذ أيام فقط، في 23 أغسطس، أن أعلنت أن عدد الأطفال من اللاجئين السوريين قد تجاوز المليون.
كما أن هناك 4.25 ملايين شخص في عداد النازحين داخل سوريا، وذلك وفقاً لبيانات وفرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وذلك لغاية 27 أغسطس. وتبلغ هذه الأرقام مجتمعة ما مجموعه أكثر من 6 ملايين شخص هجروا من ديارهم، ما يعني أن هناك عدد أكبر من السوريين الذين نزحوا قسراً. يو.بي.آي
