أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما أنه ستكون هناك «مقاربة محدودة» في سوريا لتجنب تجربة العراق، لكنه شدد على أن الضربات الأميركية ستكون محدودة لتوجيه رسالة وليس لتغيير موازين القوى، في وقت قال: أطلع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل أعضاء الكونغرس على الموقف في سوريا، بعد انتقادات من قيادات لجنة المخابرات بالكونغرس لعدم تشاور الإدارة الأميركية معها على النحو اللائق.

وقال أوباما في مقابلة مع برنامج «بي.بي.اس.نيوز اور» على قناة «بي بي اس»: إن حكومته خلصت الى أن نظام بشار الاسد يتحمل مسؤولية الهجوم الذي شهده ريف دمشق الاسبوع الماضي وأسفر عن مقتل مئات المدنيين. لكنه اشار بوضوح الى ان الضربات الاميركية المتوقعة على سوريا ستكون محدودة ولن تكون محاولة لقلب موازين القوى بين قوات الاسد ومقاتلي المعارضة.

وقال اوباما ردا على سؤال عما اذا كان وقع على قرار يسمح بتحرك عسكري في سوريا: «لم أتخذ قراراً بعد»، إلا أنه أكد أن أي «تدخل عسكري مباشر أو تورط في الحرب في سوريا لن يساعد في حل الوضع على الأرض». وردا على سؤال بشأن الجدوى من أي تحرك عسكري محدود، اعتبر اوباما أنه بنتيجته سيتلقى النظام السوري «إشارة قوية بأنه من الأفضل ألا يعيد الكرة».

تجربة العراق

وأوباما الذي عارض قبل عشر سنوات اجتياح العراق من قبل إدارة سلفه الجمهوري جورج بوش الابن الذي تخطى موافقة الامم المتحدة، رفض مسبقا قيام اي مقارنة تاريخية. وتحدث اوباما عن «مقاربة محدودة لكي لا نجد أنفسنا متورطين في نزاع طويل وعدم تكرار تجربة العراق، الأمر الذي يقلق الكثيرين».

مضيفاً: «لا أتمنى أن يستمر النزاع إلى ما لا نهاية في سوريا ولكن عندما تنتهك دول القواعد الدولية حول اسلحة مثل الأسلحة الكيماوية التي يمكن أن تهددنا، يجب أن تدفع الثمن». وأوضح أن معاقبة حكومة الرئيس الاسد «لن تحل كل المشاكل في سوريا. بالتأكيد، هذا الامر لن يضع حداً لسقوط قتلى في صفوف المدنيين الأبرياء في سوريا».وأضاف: «نأمل التوصل الى مرحلة انتقالية في نهاية المطاف بسوريا ونحن مستعدون للعمل مع كل العالم، الروس والآخرين، في محاولة لجمع الاطراف بهدف التوصل الى حل لنزاع».

وأردف: «لكن نريد أن يفهم نظام الأسد أنه باللجوء إلى الأسلحة الكيميائية على نطاق واسع ضد شعبه، ضد النساء والرضع والاطفال، فهو يخرق القواعد الدولية وهو يخلق ايضا وضعا يؤثر سلبا على المصالح القومية الاميركية ويجب ان يتوقف هذا الامر». وقال ايضا: «اذا وجهنا ضربة تحذيرية كي نقول: كفى. يمكن أن يكون لهذه الضربة تأثير إيجاب على أمننا القومي على المدى الطويل». وأوضح أنه لم يتخذ قرارا بعد في شأن كيفية الرد على استخدام الاسلحة الكيميائية في النزاع الدائر في سوريا، الا انه اشار الى ان اي تحرك اميركي سيكون بمثابة تحذير بأنه "من الافضل عدم" استخدام أسلحة كيميائية مجددا.

كيري وهاغل

في الأثناء، ذكرت تقارير أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل سيشتركان مع مسؤولين أميركيين كبار في إطلاع أعضاء الكونغرس على الموقف في سوريا. وأضافت التقارير أن مستشارة الأمن القومي الأميركية سوزان رايس ومدير المخابرات الوطنية جيمس كلابر شاركا أيضا في إطلاع الكونغرس على تفاصيل الموقف والذي تم عبر دائرة تلفزيونية مغلقة.

احتجاج الكونغرس

في السياق، قال مسؤولون بالكونغرس: إن قيادات لجنة المخابرات بالكونغرس لا ترى أن الإدارة تشاورت معها على النحو اللائق فيما يتصل باحتمال القيام بعمل عسكري في سوريا. وقال أحد المسؤولين: إن المناقشات التي أجرتها الإدارة مع مشرعين بارزين منهم رئيسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ دايان فاينستاين ونظيرها في مجلس النواب مايك روجرز اقتصرت على إطلاعهما على «مستجدات الوضع بشكل موجز جدا». وقال مسؤول آخر: إن معظم هذه المحادثات جرت عبر خطوط هاتف لا تحظى بالسرية ويمكن رصد الاتصالات عبرها مما جعل من الصعب مناقشة نتائج مخابراتية حساسة أو تفاصيل خطط الإدارة حول الرد العسكري الأميركي المحتمل. وبعث رئيس مجلس النواب، الجمهوري جون بينر رسالة إلى أوباما يطلب منه فيها أن يوضح للشعب والكونغرس أهدافه وسياسته واستراتيجيته فيما يخص سوريا.

 

دعم كندي

 

أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده تدعم عملا عسكريا محتملا ضد سوريا، لكنها لا تنوي المشاركة فيه.

وقال رئيس الوزراء المحافظ، الذي سبق أن أرسلت بلاده مقاتلات خلال العملية التي استهدفت النظام الليبي السابق في 2011، إن كندا منذ بدء الأزمة السورية أبدت «تردداً كبيراً حيال ضرورة القيام بعملية عسكرية غربية» ضد نظام بشار الاسد.

واعتبر أن النزاع الذي تشهده سوريا منذ عامين ونصف عام هو «طائفي بطبيعته» ولا يمكن تصور حل له في الوقت الراهن. أوتاوا- أ.ف.ب