يرى مراقبون أن دعوة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى الاستقالة من منصبه إذا كان ينوي الترشح للانتخابات المقبلة جاءت في إطار تحولات في التحالف بين القوى السياسية، حيث تتجه حركة النهضة لبناء تحالف جديد مع حركة نداء تونس سيكون من بين نتائجه ترشيح زعيمها الباجي قايد السبسي للرئاسة بعد إزالة كل المعوقات التي قد تحول دون ذلك، بما فيها قانون العزل السياسي وتحديد سن المترشح في الدستور الجديد.

وتمتلك حركتا النهضة ونداء تونس وحلفائها أغلبية في المجلس الوطني التأسيسي تساعدهما على تحقيق ذلك بدون اعتبار نواب حزب المؤتمر وحلفائه ومن يعارضون فكرة ترشح السبسي للرئاسة.

وينوي المرزوقي الترشح للانتخابات الرئاسية في ظل تراجع شعبيته بشكل غير مسبوق حيث وضعته نتائج عمليات سبر الآراء خلال الأشهر الأخيرة في أسفل الترتيب في حين حصل السبسي على المرتبة الأولى.

وخلال شهر مايو الماضي، أنقذت حركة النهضة المرزوقي من محاولة الإطاحة به من قبل المعارضة في المجلس التأسيسي، غير أن دعوة الغنوشي الى استقالته قبل الانتخابات المقبلة مثّلت تحولا في موقف قيادة حركة النهضة يوحي بأن المرزوقي لن يكون مرشح الحركة للانتخابات المقبلة، وأن التحالف المقبل سيكون بين حركتي النهضة ونداء تونس بتزكية الحلفاء الخارجيين وانسجاما مع طبيعة التحولات السياسية الجديدة في البلاد، خاصة أن «النهضة تحدث عن أن سبب دعوتها هو «ضمان شفافية ونزاهة الانتخابات»، وأن الدعوة الى استقالة الحكومة قبل الانتخابات «تنطبق على الرئيس المرزوقي حتى لا يستغل منصبه في قيادة حملة انتخابية لفائدته». وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عدنان منصر أعلن أن المرزوقي لن يترك منصبه إلاّ لرئيس قادم منتخب وفق الدستور المقبل حسب قوله.

وقال منصر: «في كلّ الحالات لن نسلّم رئاسة الجمهورية إلى أي شخصية قادمة تحت أي ظرف أو نتاج صفقة مفترضة بين أحزاب سياسية»، معتبراً أن «المرزوقي أكثر من يحترم التنظيم المؤقت للسلطة العمومية.. ودخل الرئاسة لفترة زمنية معيّنة».

تطور واضح

وتشهد العلاقة بين السبسي والغنوشي تطورا واضحا منذ اللقاء الذي جمع بينهما في باريس في 14 أغسطس الجاري، كما اعترف الغنوشي بأن حركة نداء تونس، التي كان يصفها بأنها «حركة أزلام وأخطر من السلفيين الجهاديين»، بأنها «حزب كبير والتوافق معه ضروري لمصلحة البلاد».

وتؤكد مصادر مقرب من قصر الرئاسة في قرطاج أن المرزوقي بات يمر بمرحلة القلق على مستقبله السياسي في ظل بوادر القطيعة بينه وبين حركة النهضة، والتحالف الذي كان مستبعدا وبات جزءا من الواقع بين النهضة ونداء تونس. تأكيد

أكد الباجي قايد السبسي إنه صاحب فكرة لقاء راشد الغنوشي، قائلاً إن الأخير سعى إلى لقائه في مناسبتين في 12 و14 أغسطس، حيث التقيا. البيان