يعتزم عضو الكونغرس الأميركي ديفي ريتز طرح مشروع قرار للاعتراف بالضفة الغربية المحتلة كجزء من إسرائيل.. في وقت اقتحم عشرات جنود الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، فيما اعتدى متطرفون يهود على أملاك فلسطينية في القدس.
وصرح ريتز، الذي يقوم بزيارة لإسرائيل، انه «يعتزم لدى عودته للولايات المتحدة تقديم مشروع قرار أمام الكونغرس الأميركي للاعتراف بالضفة الغربية والقدس كجزء من إسرائيل». وأضاف ريتز، الذي تحدث خلال لقائه مع نائب وزير الجيش الإسرائيلي داني دانون ورئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة جرشون مسيكا، ان «المفاوضات مهمة جداً للأطراف، لكن ليكن معروفاً سلفاً ان الضفة الغربية والقدس هي جزء من إسرائيل».
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن ريتز هو عضو في لجنة الموازنة في الكونغرس الأميركي، واحدى الشخصيات المؤثرة تحت قبة الكونغرس، وان هذه هي الزيارة الأولى له لإسرائيل منذ انتخابه عضوا في الكونغرس الأميركي.
اقتحام الأقصى
في موازاة ذلك، اقتحم جنود الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى بشكل جماعي.
وذكرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث»، في بيان، أن «نحو ستين مجنداً من جنود الاحتلال الإسرائيلي، بزيّهم العسكري، اقتحموا المسجد الأقصى بشكل جماعي، صبيحة الثلاثاء من جهة باب المغاربة، وتوزعوا إلى فرقتين، كل يرافقه مرشد إسرائيلي قدم شروحاً عن الهيكل المزعوم، وذلك ضمن ما بات يُعرف بجولات الإرشاد والاستكشاف العسكري، كما واقتحم الأقصى عدد من المستوطنين ومئات السياح الأجانب، كل ذلك بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وتضييق على المصلين عامة، وطلاب مصاطب العلم خاصة».
اعتداء على ممتلكات
في الأثناء، قام متطرفون يهود بالاعتداء على ممتلكات فلسطينية في ضاحية بيت صفافا جنوب القدس الشرقية، وكتبوا شعارات عنصرية، وذلك في إطار الهجمات التي باتت معروفة باسم «جباية الثمن».
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أنه تم ثقب إطارات 6 سيارات، واقتلاع لوحات أرقام سيارات، وكتابة شعارات «الموت للعرب»، و«انتقام»، و«كفى إطلاق سراح مخربين»، و«الانتقام من غير اليهود»، و«جباية الثمن». وأعلنت الشرطة، التي حضرت قوة منها إلى مكان الاعتداء، أنها ستفتح تحقيقاً فيه، علما أن الشرطة لم تقدم أي مشتبه بتنفيذ اعتداءات «جباية الثمن» للمحاكمة خلال السنوات الأخيرة.
إصابات خلال حملة اعتقالات ومواجهات في الضفة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في الضفة الغربية طالت سبعة فلسطينيين، وذلك عقب مواجهات عنيفة اندلعت الليلة قبل الماضية، احتجاجا على استشهاد ثلاثة فلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني أمس أن الاعتقالات طالت من وصفتهم بـ «المطلوبين لقوات الجيش»، من دون أن تحدد الجهات التي ينتمون إليها. وأشارت إلى أنه جرى نقل المعتقلين إلى الجهات الأمنية من أجل التحقيق معهم. من جهته، قال مصدر أمني فلسطيني إنه عرف من المعتقلين شقيقين اعتقلا بعد دهم منزل والديهما في منطقة هندازه شرق محافظة بيت لحم.
مواجهات عنيفة
واندلعت مواجهات عنيفة في عدد من مدن ومحافظات الضفة الغربية الليلة قبل الماضية بين القوات الإسرائيلية وشبان فلسطينيين احتجاجا على استشهاد ثلاثة شبان من مخيم قلنديا.
وذكرت وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية المستقلة أنه في مدينة القدس أغلق شبان مدخل حاجز شعفاط شمال المدينة بالحجارة، وأشعلوا الإطارات المطاطية ورشقوا الجنود بالحجارة.
بينما ألقت القوات الإسرائيلية الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز المسيل للدموع نحو الشبان المتظاهرين والسكان، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بالاختناق جراء استنشاق الغاز. وأفادت «معا» بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت شابا بعد قمع مسيرة خرجت أول من أمس بالقدس. وحاول المشاركون الانطلاق بمسيرة من ساحة باب العمود، إلا أن القوات الإسرائيلية منعتهم وألقت رذاذ الفلفل على وجوههم.
وهاجمت القوات الإسرائيلية مخيم العروب شمال الخليل بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ما أدى لإصابة عدد كبير من أهالي المخيم بحالات اختناق. وأصيب ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح وأصيب شابان فلسطينيان في منطقة باب الزاوية وشارع الشهداء وسط مدينة الخليل.
وفي جنين، أصيب شابان بالرصاص المطاطي وعدد آخر بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية التي اقتحمت قرية صانور. وفي بيت لحم، أصيب فتيان بالرصاص المطاطي وعدد آخر بالاختناق بالغاز في مواجهات مع القوات الإسرائيلية في مخيم عايدة للاجئين شمالي بيت لحم.
سلاح فتاك
من جانبها، ذكرت منظمة «بيتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية أن الاستقصاء الأوليّ الذي نفذه باحثوها الميدانيون بشأن استشهاد الفلسطينيين الثلاثة يشير إلى ان قوات الاحتلال استخدمت سلاحا فتاكا ضد الفلسطينيين. وأوضحت أن التحقيق وصل إلى نتيجة مفادها أنه «ليس من المفترض بعملية اعتقال كهذه، أخطارها الكامنة معروفة لكل الجهات الرسمية سلفًا، أن تنتهي بمقتل ثلاثة مدنيين».
وفي بيان مطول لـ «بيتسليم»، جاء فيه أن «هذه النتائج الصعبة تثير علامات استفهام تتعلق بتحكيم الرأي الذي ساد أثناء اتخاذ قرار الخروج إلى العملية، وبما يتعلق بجاهزية الجيش الإسرائيلي سلفًا، كما أنها تثير الاشتباه الكبير بعدم القيام بكلّ الوسائل الممكنة من أجل منع مثل هذه النتائج، وأنه لم يجرِ التفكير في طرق عمل بديلة. كما يُثار الشكّ باستخدام قوات الاحتلال للرصاص القاتل بشكل مبالغ به».
تضارب بشأن المفاوضات
تضاربت الأنباء حول اللقاء الذي كان مقررا عقده بين طاقمي المفاوضات الإسرائيلي والفلسطيني أول من أمس بعد أحداث مخيم قلنديا. وذكرت مصدر مقرب من طواقم المفاوضات، طلب عدم الكشف عن هويته، أن «اجتماعا جرى في الصباح، استغرق 30 دقيقة فقط تم خلاله مناقشة أحداث قلنديا دون غيرها». وأضاف: إن اجتماعاً آخر كان من المقرر عقده في ساعات المساء، إلاّ أنه لم يتم.
بدورها، كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن اللقاء تم بالفعل صباح الاثنين، بعد ساعات من استشهاد الفلسطينيين الثلاثة. وأكدت أنه تم بين الجانب الإسرائيلي برئاسة وزيرة القضاء تسيبي ليفني والمحامي يتسحاك مولخو، وبين الجانب الفلسطيني برئاسة كبير المفاوضين د. صائب عريقات، مشيرة إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية أعلنت عن إلغاء اللقاء منعا للأحراج. الوكالات
