تصاعدت وتيرة ردود الفعل الدولية بُعيد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر المتوسط بمدمّرة تحمل صواريخ «كروز» لتنضم إلى ثلاث مدمرات موجودة هناك، تأهباً لأي عمل عسكري، أكدت واشنطن أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرسه ضد النظام السوري، كما وضعت لائحة أهداف عسكرية لضربها جوياً، في وقت يعقد في الاردن غدا الاثنين اجتماع لرؤساء هيئات الأركان في عدد من الدول، بالتوازي مع إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن كل المعلومات تدل على أن النظام السوري ارتكب «مجزرة كيميائية».

وبرزت أمس مؤشرات عسكرية هي الأقوى منذ اندلاع الثورة السورية على إمكانية جدّية لشن ضربات ضد مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري. وأكد مسؤول عسكري أميركي لوكالة «فرانس برس» أن البحرية الأميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ «كروز»، بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت إلى نظام الرئيس بشار الأسد باستخدام أسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة دمشق. وقال المسؤول: إن «الأسطول الأميركي السادس المسؤول عن منطقة البحر المتوسط قرر ترك المدمرة يو.اس.اس ماهان في مياه المتوسط، في حين أنه كان يفترض بها أن تعود إلى مرفئها نورفولك على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأن تحل محلها المدمرة يو.اس.اس.راماج.

وبالتالي، فإن أربع مدمرات أميركية هي غريفلي، باري، ماهان، وراماج، وجميعها مزودة بعشرات صواريخ توماهوك العابرة، ستجوب مياه المتوسط عوضاً عن ثلاث مدمرات في العادة».

تزويد بالخيارات

بدوره، أشار وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل بقوة إلى أن الولايات المتحدة تضع القوات البحرية في أوضاع مناسبة تحسباً لأي قرار يتخذه الرئيس باراك أوباما بالقيام بعمل عسكري في سوريا. وقال: إن أوباما «طلب من البنتاغون الخيارات المتاحة»، مضيفاً أن «وزارة الدفاع عليها مسؤولية تزويد الرئيس بالخيارات لكل الحالات الطارئة. وهذا يتطلب وضع قواتنا وإمكاناتنا في أوضاع مناسبة لكي تكون قادرة على تنفيذ الخيارات المختلفة مهما كانت الخيارات التي قد يختارها الرئيس».

وسئل هاغل عن إمكانية القيام بعمل من جانب واحد، فقال: إن واشنطن «لن تتخلى عن حقها السيادي في التحرك، ولكنه أردف أن سوريا «قضية دولية.. اذا أكدت الاستخبارات والحقائق استخدام أسلحة كيميائية، فهذه حينئذ لن تكون قضية الولايات المتحدة فقط وإنما قضية المجتمع الدولي». وبالتوازي، عقد سيد البيت الأبيض اجتماعا مع فريقه الامني لبحث كيفية الرد على استخدام أسلحة كيميائية.

لائحة أهداف

في السياق، قالت شبكة «سي إن إن» الأميركية، نقلاً عن مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى، إنه تم وضع لائحة الأهداف المحتملة لعمليات قصف جوي، وكذلك إعداد احتمالات استخدام صواريخ «كروز» بما يتيح عدم استخدام طائرات مقاتلة وعلى متنها طيارو سلاح الجو، فوق الأجواء السورية. غير أن المسؤول نبّه إلى أنه «تم اتخاذ هذه الإجراءات لمنح الرئيس حزمة خيارات شاملة وفورية». وأوضح أن «لائحة الأهداف المحتملة ما زالت تضمّ عناوين معلومة للجميع من ضمنها المقرات الحكومية والمنشآت العسكرية».

اجتماع عسكري

من جهة أخرى، يعقد في الأردن غدا الاثنين اجتماع لرؤساء هيئات الأركان في عدد من الدول لبحث أمن المنطقة وتداعيات النزاع السوري. ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية عن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية قوله: إنه «بدعوة من رئيس هيئة الاركان الاردنية المشتركة الفريق اول الركن مشعل محمد الزبن وقائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال لويد اوستن، سيعقد اجتماع في الاردن يضم رؤساء هيئات الاركان في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا وتركيا». وأوضح المصدر أن هذا الاجتماع «سيشكل فرصة للدول المشاركة لبحث الأمور المتعلقة بأمن المنطقة وتداعيات الأحداث الجارية، خاصة الأزمة السورية وتأثيراتها، بالإضافة لبحث أوجه التعاون العسكري بين هذه الدول والأردن بما يحقق ويحفظ أمن الأردن وسلامة مواطنيه».

مجزرة بالأدلة

من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «كل المعلومات تدل على أن نظام بشار الأسد» ارتكب «مجزرة كيميائية» في ريف دمشق.

وقال فابيوس في تصريحات: «نطلب أن يتمكن فريق الأمم المتحدة في المكان من التوجه بسرعة إلى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية»، مضيفاً أنه «إن لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور». وحذر من أن «المعلومات التي بحوزتنا تشير إلى أن هذه المجزرة الكيميائية بالغة الخطورة إلى حد أنه لا يمكن بالطبع أن تبقى بدون رد فعل شديد».

تأكيد إيراني

وفي موقف مفاجئ، قال الرئيس الايراني حسن روحاني إن أسلحة كيماوية قتلت اناسا في سوريا ودعا المجتمع الدولي إلى منع استخدامها. ولم يحدد روحاني الطرف الذي يعتقد أنه استخدم تلك الأسلحة.

وأضاف: «أصيب كثيرون من افراد الشعب السوري الابرياء واستشهدوا بمواد كيماوية»، وأردف: «نندد تماما وبقوة باستخدام اسلحة كيماوية». ويأتي موقف روحاني على خلاف موقف وزارة الخارجية التي اتهمت المعارضة السورية.

المعارضة تنفي

 

نفت المعارضة السورية استخدام مقاتليها للأسلحة الكيميائية، معتبرة أن اتهام النظام السوري لها في هذا الصدد يهدف الى «التغطية على جرائمه».

ونفى الائتلاف الوطني المعارض في بيان «الأنباء الكاذبة التي يروج لها نظام الأسد جملة وتفصيلاً«. اسطنبول- ا.ف.ب