أخفقت دعوات الشغب التي دعا إليها تنظيم الاخوان المسلمين على شكل «تظاهرات» أمس في مختلف أنحاء مصر، لتصبح جمعة «الفشل الكبير»، مما دفع بمن تبقى من أنصار الرئيس المعزول إلى الاشتباك مع الأهالي في عدة أحياء، ووصل الأمر إلى حد توجيه الشتائم للشعب المصري على شكل شعارات تم ترديدها في عدة تجمعات إخوانية.

في تفاصيل المشهد المصري، أخفق تنظيم «الاخوان» تماماً في تحقيق أهدافه وفشل في إشعال الفوضى في أي من المدن التي خطط لها، حيث خرج العشرات فقط في كل موقع، فيما تم إلغاء العديد من التحركات بسبب قلة العدد.

وصبّ من تبقى من أنصار الرئيس المعزول جام غضبهم على الأهالي، حيث حدثت اشتباكات في معظم الأحياء التي مر فيها «الاخوان» بسبب استفزازهم للأهالي وترديد شعارات وصلت إلى حد شتم الشعب في جمل وعبارات صريحة، مثلما حدث في مسيرة صغيرة للجماعة أمام مسجد صهيب الرومي بمنطقة الشرابية، حيث شتموا كلاً من الشعب والجيش والشرطة. وقبل التحرك التخريبي، حاول بعض المشاركين فيها الاعتداء على بعض أفراد للشرطة، كانوا موجودين أمام المسجد، إلا أن أهالي المنطقة حالوا دون وقوع ذلك.

اشتباكات الزقازيق

ووقعت اشتباكات بين أعضاء وأنصار «الاخوان» والأهالي الذين اعترضوا على خروج مسيرة بميدان القومية بالزقازيق، وتبادل الطرفان الرشق بالطوب والحجارة، وهو ما أدى لتفرق الإخوان الذين وجهوا الشتائم للشعب والجيش والشرطة.

ونشبت مشادات كلامية بين عدد من أهالي الجيزة وأصحاب المحلات والإخوان أمام مسجد الاستقامة، بسبب تكدس السيارات بميدان الجيزة. ورد الأهالي على تظاهرة الجماعة: «الجيش والشعب إيد واحدة»، «تحيا مصر»، «يحيا السيسي».

وشهدت مدينة طنطا أعنف الاشتباكات، حيث قامت قوات الشرطة بإطلاق الغازات المسيلة للدموع للسيطرة على الاشتباكات بين الأهالي وأعضاء جماعة الإخوان. وقامت مدرعات الشرطة بمطاردتهم بشارع سعيد وقامت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع فيما قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض على عدد من أنصار الإخوان.

وأسفرت الاشتباكات عن وقوع عدد كبير من المصابين بإصابات مختلفة وتم نقلهم إلى مستشفى الجامعة والمنشاوي لتلقي العلاج.

ودارت اشتباكات متقطعة، بعد صلاة الجمعة، بمحيط مسجد عمرو بن العاص في منطقة القاهرة القديمة بين أهالي المنطقة وبين عشرات من المنتمين لتيارات متشدِّدة تناصر مرسي على خلفية انطلاق أولئك الأنصار في مسيرة من المسجد مردِّدين هتافات مضادة للجيش والشرطة ووجهوا شتائم لقادة الجيش والشعب. وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة ووقعت اشتباكات بالهراوات وبالأيدي.

فقدان التواصل

وصرح أعضاء بجماعة الاخوان المسلمين لوكالة «فرانس برس» ان هناك صعوبة في التواصل بين أعضاء الجماعة بسبب إلقاء القبض على عدد من قادتها والملاحقات الأمنية لمئات آخرين.

وقال ماهر، وهو مدرس ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين، في اتصال هاتفي: «أحياناً أتلقى أوامر من قادتي لكن الأكثر الآن يأتي عبر الانترنت».

وقالت مصادر أمنية لوكالة «فرانس برس» إن «عدد المقبوض عليهم من جماعة الاخوان المسلمين يتجاوز الألفي معتقل عبر البلاد»، وأضاف المصدر: «ليس هناك قائمة كاملة بالمقبوض عليهم حتى اللحظة».

وكانت آخر عمليات الاعتقال هذه توقيف الناطق الإعلامي باسم جماعة الاخوان المسلمين احمد عارف، في شقة بمدينة نصر في القاهرة، وأحمد أبو بركة القيادي في الجماعة في القاهرة ايضا، بحسب مصادر أمنية.

وقبل هذا الإخفاق الاخواني، نشر الجيش والشرطة آليات مدرعة على مداخل القاهرة ومحيط ميادينها الرئيسية. وعزَّزت تشكيلات من قوات الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة تواجدها على مداخل العاصمة المصرية وعلى محاورها الرئيسية وبمحيط ميادينها، استعداداً لأي عمليات تخريب يقوم بها أنصار مرسي.

ودعا ساسة وكتاب وقادة رأي، عبر فضائيات وصحف، المواطنين على عدم الاستجابة الى دعوات التظاهر، محذِّرين من أن جماعة الإخوان التي ينتمي لها الرئيس المعزول والقوى المؤيدة لها تريد استغلال تلك التظاهرات في إحداث اضطرابات في البلاد. وبرز في السياق دعوة أطلقتها حركة «شباب 6 أبريل» للتظاهر ثم تراجعت عنها لاحقاً. السفارة الأميركية

أصدرت السفارة الأميركية في مصر رسالة أمنية جديدة لمواطنيها أشارت فيها الى انها تلقت تقارير بشأن أنشطة احتجاجية من قبل أنصار مرسي. وأوضحت انه ونظراً لاحتمال اندلاع أعمال عنف، فإن السفارة الأميركية تنصح المواطنين الأميركيين بالبقاء في مساكنهم أو على مقربة منها ابتداء من الساعة الواحدة ظهراً وناشدتهم الاستمرار في مراقبة وسائل الإعلام المحلية عن كثب وكذا أي تحديثات للحالة الأمنية.

وأشارت الى انه بالرغم من أن الأيام القليلة الماضية كانت هادئة نسبياً في القاهرة والإسكندرية فإن الوضع الأمني لا يزال متوتراً ويصعب معه التوقع وسط تقارير متفرقة عن مواجهات وعنف. القاهرة ــ د.ب.أ