رضخت حركة النهضة، التي تقود الترويكا الحاكمة في تونس، بشكل جزئي أمس إلى مطالب المعارضة وقبلت اتخاذ مبادرة الاتحاد العام للشغل، التي تنص على تشكيل حكومة كفاءات، «منطلقاً» و«نقطةً» للحوار الوطني، محاولةً بذلك تنفيس الغضب الشعبي قبل يوم من «أسبوع الرحيل»، في وقتٍ أقال الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي قيادات عسكرية واستخباراتية في قيادة الجيش. 

وأكّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تصريحات للصحافيين أمس إثر لقاء الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي أنّ حركته «قبلت مقترح الاتحاد منطلقا لحل الأزمة السياسية في البلاد»، مضيفاً إنّ الحركة «قدّمت جملة من المقترحات الجديدة تنطلق من قبول النهضة لمقترح الاتحاد منطلقا لحل الأزمة السياسية في البلاد».

ولفت الغنوشي إلى أنّ «الأمين العام للمركزية النقابية، الذي يقوم بوساطة بين حركة النهضة والمعارضة، سينقل هذه المقترحات إلى المعارضة، وسيتم اللقاء قريباً للإعلان عنها»، رافضاً إعطاء تفاصيل عن المقترحات، بقوله: «الدخول في التفاصيل سيكون على مائدة الحوار الوطني التي ستنعقد قريبا».

وتوقّع رئيس حركة النهضة أن تلقى هذه المقترحات استجابة «جيدة» من المعارضة، مردفاً: «تقديرنا بأننا قريبون جداً من الخروج من الأزمة، تقديرنا أنّ الحوار الوطني سينطلق سريعا من أجل تجاوز الأزمة، وأنّ المجلس الوطني التأسيسي ومؤسسات الدولة التي تعطّلت المدة الماضية ستنطلق في أقرب وقت».

نقل رسائل

من جهته، قال العبّاسي إنّه «سينقل مقترحات النهضة إلى المعارضة، وإن قبلتها، فسيتم الاعلان عن انطلاق الحوار بين الجانبين»، مضيفاً: « إذا لم تقبل المعارضة المقترحات، فسنلتقي من جديد مع رئيس حركة النهضة لإبلاغه بذلك، وستكون هناك فرصة اخرى لحوارات أخرى»، مبيّناً أنّ لقاءه الغنوشي هو الثالث منذ اندلاع الأزمة.

كما حذّر العبّاسي أنّ الوضع الذي تمر به تونس «يتطلب من النهضة والمعارضة إنهاء مسلسل المفاوضات الماراثونية اليومية لأنّ البلاد والاقتصاد والأمن والاقتصاد والوضع الاجتماعي لم تعد قادرة على الانتظار».

لا حل للحكومة

وفي تصريح مضاد، أبان عضو المكتب السياسي ورئيس العلاقات مع المجتمع المدني في حركة النهضة يوسف النوري أنّ «تصريحات الغنوشي فهمت على وجه الخطأ»، مؤكّداً أنّ «الحكومة لن تحل، والنهضة لم توافق على مبادرة الاتحاد وإنما تمّ اتخاذها نقطة لانطلاق الحوار الوطني».

بدوره، أوضح القيادي في حركة النهضة محمد القلوي أنّ «الحركة قبلت مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل كمنطلق للحوار، ولم يتم قبولها في المطلق».

وبيّن القلوي أنّه «ليس للنهضة أي مشكلة مع مبادرة الاتحاد وقبلت بها كمنطلق للحوار تحت سقف تواصل أشغال المجلس الوطني التأسيسي والحفاظ على مخرجاته السابقة»، قائلا: «نحن منفتحون على كل المبادرات، فالمهم هو الوصول إلى الانتخابات».

كسب وقت

وفي الشأن ذاته، شدّد مراقبون على أنّ «حركة النهضة تحاول الاستفادة من الوقت والحيلولة دون تصعيد الحراك الشعبي في إطار أسبوع الرحيل»، الذي ينطلق اليوم، مرجحين «تأزماً أكبر للأوضاع بعد الكشف عن حقيقة ما تخطط له الحركة من شق صفوف المعارضة وجبهة الإنقاذ الوطني، والترويج لمجموعة وعود بهدف الوصول إلى عودة المجلس الوطني التأسيسي إلى مزاولة أعماله بداية من الثلاثاء المقبل».

تعيينات جيش

على صعيد آخر، أجرى الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي تعديلات في قيادة الجيش شملت قيادة جيش الطيران والأمن العسكري. وجاء في بيان للرئاسة أنّ المرزوقي «باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرر تسمية أمير اللواء بشير البدوي رئيسا لأركان جيش الطيران خلفا لأمير اللواء محمد نجيب الجلاصي الذي عين مديرا عاما للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الدفاع الوطني». كما قرر تسمية أمير اللواء النوري بن طاوس مديرا عاما للأمن العسكري خلفا لأمير اللواء في البحرية كمال العكروت الذي عين ملحقا عسكريا بالخارج. وتم تسمية أمير اللواء محمد النفطي متفقدا عاما للقوات المسلحة.

 

حصار قناة

 

حاصرت قوات الأمن التونسية مقر قناة «الحوار» الخاصة بهدف إيقاف مالكها الطاهر بن حسين بتهمة التحريض على العصيان وقلب النظام. واتجهت قوات الأمن الى مقر قناة الحوار لإيقاف بن حسين وتحويله الى قاضي التحقيق بعد ان وجهت له النيابة العامة تهمة التحريض على العصيان. وكان قاضي التحقيق قد وجه بالفعل دعوة الى الطاهر بن حسين للمثول امامه في 13 سبتمبر للنظر في تهمة التحريض على قلب النظام الموجهة إليه. د.ب.أ