ينطلق الأسبوع السياسي في تونس اليوم الاثنين، وسط حالة من الترقب لما قد تؤول إليه الأوضاع في البلاد في ظل المشاورات بين الفرقاء السياسيين، مع اتساع دائرة الحراك الشعبي في المناطق الداخلية ومن خلال البدء في تنفيذ حملة «ارحل»، في حين ينتظر أن يلتقي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين العباسي، وسط أنباء عن نية حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات الانسحاب من الترويكا الحاكمة.
وقالت مصادر تونسية مطلعة أمس إنه «من غير المستبعد أن يفاجئ زعيم حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات مصطفى بن جعفر الجميع بإعلان حزبه الانسحاب من الحكومة الحالية التي يشترك فيها». وكان الحزب، الشريك في حكم الترويكا في تونس، عقد اول من أمس اجتماعا استثنائيا لمجلسه الوطني.
حيث صرح الناطق الرسمي باسم الحزب محمد بنور ان «استمرار رفض حركة النهضة لحكومة إنقاذ وطني لن يساعد على حل الأزمة»، داعيا الى «الجلوس إلى طاولة الحوار دون شروط وإملاءات من طرف جميع الفرقاء السياسيين حتى يتم التوصل لحل وتجاوز الوضع الراهن في البلاد».
لقاء اليوم
وبالتوازي، ينتظر أن يلتقي رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين العباسي لدراسة الوضع العام وما آل إليه اجتماع مجلس شورى حركة النهضة من مواقف حول مبادرة الاتحاد ومطالب المعارضة، فيما تتجه حركة النهضة للتمسّك برئاسة علي العريّض للحكومة، مع التعبير عن الاستعداد لتوسيع الائتلاف الحاكم، وهو ما ترفضه المعارضة بشدة.
حملة «ارحل»
وفي هذه الأثناء، أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني في بيان تمسكها بمطالبها المتمثّلة في حلّ المجلس التأسيسي والمؤسّسات النّابعة عنه وتشكيل حكومة إنقاذ وطني برئاسة شخصيّة وطنية مستقلّة.
ودعت الجبهة مناصريها ألا يعمدوا خلال تنفيذ حملة «ارحل» التي تنطلق اليوم الاثنين، إلى «عدم الاعتداء على أي كان سواء من المسؤولين المراد إزاحتهم أو من أنصارهم، وعدم المساس بالأملاك العامّة والخاصّة واحترام عناصر الأمن والتقيد بأسبوع الرحيل، الذي ينطلق كوسيلة سلمية مدنية». كما دعت إلى «عدم السّقوط في الاستفزاز وتلافي المشادّات والمواجهات التي قد تشحذ بعض الأطراف أتباعها وبعض المأجورين للقيام بها»، بحسب تعبير البيان.
اجتماع «التأسيسي»
في غضون ذلك، التقى رئيس الحكومة علي العريض بقصر الحكومة في القصبة عددا من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، حيث كشف عضو الوفد كمال بن عمارة أن اللقاء «يندرج في إطار سلسلة اللقاءات التي أوصت بها جلسة 14 أغسطس الجاري، والتي جمّعت طيفاً واسعاً من مكونات المجلس الوطني التأسيسي ممثلاً في أحزاب حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية والتكتل من أجل العمل والحريات وتيار المحبة وحركة وفاء وحزب حركة الجمهورية».
وأكد عمارة أن الوفد «حضر لإبلاغ رئيس الحكومة مضمون البيان الصادر عن الجلسة، والذي أكد ضرورة تطبيق وإنفاذ القانون دون تمييز والتشاور مع الحكومة حول رؤيتها ودورها كمؤسسة في تجاوز الأزمة القائمة»، مشيرا إلى أن الوفد «سيقدم تقريراً شاملاً خلال اجتماع بالمجلس الوطني التأسيسي سينعقد الثلاثاء، وسيتم خلاله تقييم نتائج الاتصالات والتشاور حول الخطوات الواجب اتخاذها مستقبلاً».
لقاء سري بين السبسي والغنوشي بلا نتائج
أكد مصدر في حزب حركة نداء تونس أمس ان لقاء تم مؤخرا بين رئيس الحزب الباجي قايد السبسي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في العاصمة الفرنسية باريس بدون ان يخرج بنتائج ملموسة للأزمة السياسية التي تعيشها تونس. وقال القيادي والناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس أبرز الأحزاب المعارضة لزهر العكرمي لوكالة الأنباء الألمانية إن لقاء عقد بين رئيس السبسي والغنوشي مؤخرا تناول سبل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.
وأكد ان الحوار «لم يفض الى اي نتائج ملموسة أو حلول للخروج من الأزمة». وقال العكرمي إن السبسي «تمسك بكامل مطالب جبهة الانقاذ بما في ذلك الدعوة الى تشكيل حكومة انقاذ وطني غير متحزبة ومحدودة العدد تتولى الاشراف على ما تبقى من المرحلة الانتقالية حتى الانتخابات المقبلة مع مراجعة التعيينات في المناصب المهمة في الدولة». وأضاف أن السبسي «لم يتزحزح عن تلك المطالب».
وأوضح ان «الحوار كان مجرد استطلاع آراء بين الطرفين، حيث كان للقاء بين رئيسي حزب ويفترض ان يشمل اطرافا أخرى مكونة لجبهة الانقاذ ومنظمات المجتمع المدني». وعلق الغنوشي امس على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلا ان اللقاء «كان إيجابيا وصريحا بهدف الوصول الى التهدئة والحوار والتوافق بين مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية في البلاد بديلا عن تجييش الشارع والتصعيد».
