في أعقاب إقدام الحكومة المصرية على فض اعتصامي جماعة الإخوان المسلمين، شدّدت وزارة الخارجية الإماراتية على تفهّمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها حكومة مصر بعد ممارستها أقصى درجات ضبط النفس، مؤكّدة الحرص على تجنيب مصر العنف وإراقة الدماء، بالتوازي، صدرت ردود فعل عديدة مختلفة في لهجتها إزاء فض الاعتصامين، لكنها أجمعت على الدعوة إلى ضبط النفس، والإعراب عن القلق إزاء تصاعد حدة الأحداث.

وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، أنّها تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع على الساحة المصرية، وتؤكد تفهّمها للإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية بعدما مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال الفترة الماضية، كما وجهت مراراً الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة لا تقصي أحداً عن الإسهام في العملية السياسية في إطار خريطة المستقبل التي جاءت استجابة إلى الإرادة الشعبية في مصر، كما تجلت في 30 يونيو.

وأعربت الوزارة عن بالغ أسفها لإصرار جماعات التطرّف السياسي على خطاب العنف والتحريض، وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري، ما أدى إلى الأحداث المؤسفة اليوم، مؤكّدة حرص دولة الإمارات على تجنيب مصر والمصريين العنف وإراقة الدماء، وحضّها على المباشرة في المصالحة الوطنية والالتفاف حول خريطة الطريق، بما يحقق الانتقال السياسي والمدني والديمقراطي المطلوب.

قلق ودعوات

في السياق، صدرت ردود فعل عديدة ومختلفة في لهجتها إزاء فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في مصر أمس، لكنها أجمعت على الدعوة إلى ضبط النفس، والإعراب عن القلق إزاء تصاعد حدة الأحداث.

وأعرب بيان صدر عن الأمين عام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عن «الأسف لخيار السلطات المصرية استخدام القوة، رداً على التظاهرات الحاصلة»، فيما حض «كافة المصريين على التركيز على تعزيز المصالحة الوطنية الشاملة».

كما قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في بيان «أشعر بالأسف لإزهاق الأرواح والإصابات والتدمير في القاهرة وأماكن أخرى من مصر. وأدعو قوات الأمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وأدعو كل المصريين إلى تجنب المزيد من الاستفزازات والتصعيد»، في وقت ناشد وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيليه القوى السياسية في مصر بـ «ضرورة اللجوء إلى الحوار».

واشنطن ولندن

وفي واشنطن، ذكر مساعد الناطق باسم البيت الأبيض جوش آرنست، أن «الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر»، داعياً الجيش المصري إلى «التحلي بضبط النفس».

بدوره، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان: «أدعو قوات الأمن إلى التحرك بضبط النفس»، معبراً عن «قلقه العميق من تصاعد العنف في مصر».

وأكد هيغ أن «بريطانيا تشارك بشكل وثيق في جهود دبلوماسية مكثفة، تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي لهذا المأزق». وأضاف: «آسف لأنه لم يكن هناك أي تسوية، على القادة من كل الأطراف العمل من أجل خفض احتمال وقوع أعمال عنف إضافية».

تركيا وقطر

كذلك، وصف الرئيس التركي عبد الله غول، الأحداث التي تشهدها مصر بأنها «غير مقبولة إطلاقاً»، في حين طالب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بتدخل مجلس الأمن وجامعة الدول العربية.

فيما استنكرت قطر ما وصفته «هجوم قوات الأمن المصرية على أنصار جماعة الإخوان المسلمين المعتصمين في القاهرة».

ونقلت وكالة الأنباء القطرية عن مسؤول في وزارة الخارجية، دعوته السلطات المصرية «الامتناع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية».

رد مصري

وعلى الفور، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً، استنكرت فيه موقفي الدوحة وأنقرة. وقال البيان: «تدين وزارة الخارجية بشدة تصريحات رئيس الوزراء التركي التي يطالب فيها بتدخل مجلس الأمن وجامعة الدول العربية في الشأن الداخلي المصري، وهو أمر مرفوض تماماً جملة وتفصيلًا». وأردف: «كما تستنكر وزارة الخارجية بشدة، التصريحات المنسوبة لمسؤول في الخارجية القطرية، والتي حمل فيها السلطات المصرية مسؤولية اللجوء إلى الخيار الأمني، وهو تصريح يجافي الحقيقة».