قرر السودان تمديد فترة السماح بتصدير نفط جنوب السودان حتى السادس من سبتمبر المقبل، في خطوة تأتي في أعقاب وساطة الاتحاد الأفريقي لمواصلة ضخ صادرات النفط.... في وقت أعلنت الأمم المتحدة أمس أن عدد المتضررين بالفيضانات التي اجتاحت السودان هذا الشهر وصل إلى نحو 150 ألف شخص.

وجاء في رسالة نصية من وكالة الأنباء السودانية الرسمية «تمديد فترة استمرار سريان صادرات نفط الجنوب لأسبوعين آخرين حتى 6 سبتمبر».

وكان السودان - الممر الوحيد لصادرات النفط القادمة من جنوب السودان - مدد الشهر الماضي الموعد النهائي للتصدير أسبوعين آخرين، بعد أن حدد له يوم السابع من أغسطس الجاري.

وتتهم الخرطوم جنوب السودان بدعم المتمردين المناوئين لها الذين ينشطون عبر الحدود بين البلدين. غير أن جوبا تنفي هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.

وكثف الاتحاد الأفريقي جهوده للحيلولة دون وقف الإنتاج، وبدأت تحقيقاً في المزاعم السودانية، فيما توسطت إثيوبيا بين البلدين.

يشار إلى أن اقتصاد جنوب السودان الذي انفصل عن السودان في عام 2011، يعتمد كثيراً على صادرات النفط، وقد يكون لوقف التصدير تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة.

وسيضر إغلاق خطوط الأنابيب أيضاً باقتصاد السودان الذي يحتاج إلى الرسوم التي تدفعها جوبا، مقابل نقل النفط عبر أراضيه.

150 ألف متضرر

وفي ملف الكارثة الطبيعية التي حلت بالسودان، أعلنت الأمم المتحدة أمس أن عدد المتضررين بالفيضانات التي اجتاحت السودان هذا الشهر وصل إلى نحو 150 ألف شخص، متوقعة ارتفاع هذا العدد.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن أكثر من نصف المتضررين (84 ألف شخص) هم في المنطقة المحيطة بالعاصمة الخرطوم.

وقال المكتب في بيان صحافي «يتوقع هطول مزيد من الأمطار خلال الأيام المقبلة، ولذلك فمن المرجح أن يرتفع عدد المتضررين مع استمرار الأمطار، ومع تكشف المزيد من المعلومات».

وجاءت تقديرات الأمم المتحدة بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت ليل الجمعة السبت، وتستند إلى بيان الهلال الأحمر السوداني وغيره من المنظمات.

وبدأ هطول الأمطار الغزيرة التي أدت إلى سيول، في الأول من أغسطس الجاري، وألحقت أضراراً بنحو 100 ألف شخص في العديد من الولايات ودمر 26 ألف منزل على الأقل، طبقاً لتقديرات المكتب الأولية.

وقال مكتب الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية بالتعاون مع منظمات أخرى قدمت مساعدات، ومن بينها الخيام والأغطية البلاستيكية ومياه الشرب.

من جهتها، ذكرت مجموعة «نفير» الشبابية التطوعية للإغاثة أمس، أنها عثرت على 150 عائلة محاصرة في منطقة على مشارف الخرطوم.

وكانت إذاعة أم درمان الرسمية ذكرت أول أمس، أن الفيضانات أدت إلى مقتل 36 شخصاً في ولاية النيل شمال العاصمة.

دعم قطري

في هذه الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمر بتسيير جسر جوي لدعم

المتضررين جراء السيول والأمطار التي اجتاحت معظم مدن وولايات السودان.

وأبلغ رئيس الوزراء، وزير الداخلية القطري الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد، بأن تسيير الجسر بدأ أمس لدعم المتضررين من السيول والأمطار، مشيراً إلى أن الدعم يحتوي على مواد إيواء وأدوية وغيرها.

مناشدة إنسانية

وجه رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، نداء إنسانياً، ناشد فيه الدول العربية والجامعة العربية ومنظمتي الهلال الأحمر والصليب الأحمر والمنظمات الإقليمية والدولية تقديم يد العون الإنساني العاجل للشعب السوداني الذي تعرض عشرات الآلاف منهم للتشريد وفقدان منازلهم إثر الفيضانات الواسعة والسيول والأمطار التي اجتاحت أغلب مناطق ومدن السودان، والتي يتوقع لها أن تستمر في الهطول حتى نهاية الأسبوع.

ودعا الجروان رجال الأعمال والأيادي الخيرة في الوطن العربي والإسلامي والعالم أجمع إلى التحرك العاجل للوصول بالمعونات إلى الجهات المعنية بالسودان، وبسرعة، تفادياً لتفاقم الأزمة في البلد الشقيق. الخرطوم-وام