لم يمر يوم العيد الثاني في تونس بهدوء، حيث نشبت معركة كر وفر قصيرة بين قوات الأمن ومعتصمي ساحة باردو أمام المجلس التأسيسي بعدما أزال الأمن خيام المحتجين قبل أن يعيد هؤلاء نصبها إثر تدخل وزير الداخلية لطفي بن جدو شخصياً.
ووصف النائب المنسحب من المجلس التأسيسي عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي أمس فك اعتصام ساحة باردو بالقوة بـ«المحاولة الفاشلة»، مشيرا إلى أن الاعتصام «سلمي ولم يشهد فوضى، ولا يستوجب أخذ هذا القرار».
وقال البارودي إن «قوات الأمن استغلت غياب النواب الذين كانوا في زيارة إلى مستشفى الأطفال بباب سعدون في العاصمة وقاموا بفك الخيام في ساحة اعتصام باردو بعد منحهم مهلة ساعة للمعتصمين لإخلاء الساحة».
وأكد البارودي أن «لا موجب لفك الاعتصام»، معتبرا أنه «قرار سياسي في محاولة لتركيع النواب المعتصمين وكسر للإرادة». وأردف أن «وزير الداخلية تحمل المسؤولية الكاملة بإبقاء الاعتصام خوفا من مواجهات دامية».
تدخل الداخلية
بدوره، قال النائب المنسحب عن حركة «نداء تونس» خميس قسيلة ان «فك الاعتصام قرار سياسي لم يصدر عن وزير الداخلية لطفي بن جدو»، مشيرا إلى أن المعتصمين «أعادوا نصب الخيام بعد مفاوضات مع وزارة الداخلية».
وأوضح قسيلة أن «بن جدو أصدر تعليماته بالإبقاء على الاعتصام وأمر بالسماح للمعتصمين للاستمرار في اعتصامهم»، مضيفاً أن ذلك أدى إلى «توافد الناس على الساحة الآن». وأفادت مصادر سياسية ان وزير الداخلية التونسي «قرر التدخل لتفادي أي مسلسل لإراقة الدماء، خاصة أنه يأتي في ثاني أيام العيد، حيث أصدر تعليماته بالابقاء على الاعتصام بعد مفاوضات مع عدد من نواب المجلس التأسيسي المنسحبين».
خلفية وبلاغ
يشار إلى أن رئيس النيابة في منطقة بارود المنجي الفقيه صرح في وقتٍ سابق أن البلدية «تدرس مخاطبة وزارة الداخلية لطلب النظر في فض اعتصام الرحيل والاشكاليات التي تسبب فيها باعتبارها الجهة المعنية والمسؤولة عن منح التراخيص للمعتصمين».
وكان الاعتصام بدأ في 24 يوليو الماضي، وهو اليوم الذي قٌتل فيه النائب التونسي محمد البراهمي، حيث شرعت شرائح كبيرة من المجتمع التونسي وبعض الأحزاب في تنفيذ ما اسمته بـ«اعتصام الرحيل» للمطالبة بإقالة الحكومة الحالية.
اتهامات للنهضة
كما اتهم النائب منجي الرحوي الحكومة المؤقتة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بـ«حمل البلاد الى مربع العنف»، لافتاً الى «قيام عناصر من رابطات حماية الثورة الموالية لحركة النهضة الاسلامية باستفزاز المعتصمين».
