الوفدان المفاوضان يتفقان على جولة جديدة بين القدس ورام الله

عباس: لا نريد إسرائيليين في الدولة الفلسطينية

عريقات وليفني مع انطلاق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن بحضور كيري ا.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن رؤيته للوضع النهائي للعلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، للمرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، معلناً الرفض التام لأي وجود إسرائيلي في أي دولة فلسطينية مستقبلية.

فيما أعلن وزير الخارجية جون كيري أن المفاوضات التي انطلقت في واشطن أول من أمس سيجري استئنافها بعد أسبوعين بين رام الله والقدس وأن التوصل إلى اتفاق نهائي خلال فترة تسعة شهور هو الهدف الرئيسي من هذه المفاوضات، وسط تأكيدات إسرائيلية وفلسطينية عن أجواء «جيدة» للقاءات واشنطن، والإعلان عن إبقاء «التفاهمات» سرية.

وقال عباس، في تصريحات صحافية من العاصمة المصرية القاهرة، إنه لا يمكن أن يبقى مستوطنون اسرائيليون أو قوات حدودية في الدولة الفلسطينية المستقبلية، وإن الفلسطينيين يعتبرون كل البناء الاستيطاني داخل الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 غير قانوني. ويبدو أن هذه التصريحات القوية لم تُلبِّ آمال وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأن تبقى شروط المحادثات التي بدأت الليلة قبل الماضية سرية.

وقال عباس: إن «الفلسطينيين لا يريدون في أي حل نهائي رؤية أي إسرائيلي على أراضيهم سواء كان مدنياً أو عسكرياً»، لكنه أضاف أن الجانب الفلسطيني يوافق على وجود دولي أو متعدد الجنسيات مثلما هو الحال في سيناء ولبنان وسوريا.

رفض الاستيطان

وفي ما يتعلق بمستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع القدس، لم يبد الرئيس الفلسطيني ما يشير لأي تخفيف في موقفه. وقال: إن الجانب الفلسطيني قدم بالفعل كل التنازلات الضرورية. وأضاف أن القدس الشرقية هي «عاصمة دولة فلسطين»، وإنه إذا كان من اللازم مبادلة مساحات صغيرة من الارض فلا بد أن تكون مساوية في الحجم والقيمة وأن الجانب الفلسطيني مستعد لبحث هذا الأمر لا أكثر ولا أقل.

الموعد المقبل

وفي واشطن، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات ورئيسة الوفد الاسرائيلي وزيرة العدل تسيبي ليفني: «إن الوفدين اتفقا على اللقاء مجدداً خلال أسبوعين بهدف التوصل الى اتفاق نهائي خلال تسعة شهور». وأضاف: «إن الطرفين سيلتقيان إما في القدس أو رام الله».

وعقب محادثات أجراها عريقات وليفني في البيت الابيض مع الرئيس الاميركي باراك اوباما، وافق الطرفان على طرح جميع القضايا الشائكة مثل الحدود واللاجئين ومصير القدس على طاولة المحادثات. وأكد كيري أن «الإسرائيليين والفلسطينيين عقدوا لقاء إيجابيا للغاية مع اوباما ونائبه جو بايدن». وأوضح أن «إسرائيل ستتخذ عددا من الخطوات في الايام القادمة لتحسين الاوضاع في الضفة الغربية وغزة»، وقال: إن الجانبين «موجودان على الطاولة لتحقيق هدف واحد بسيط هو إنهاء النزاع».

وبدوره أشاد عريقات بجهود كيري لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ ثلاث سنوات، وقال: إنه «لن يستفيد أحد من نجاح هذه الجهود أكثر من الفلسطينيين». وأضاف: «أنا مسرور بطرح جميع القضايا على الطاولة وحلها دون أي استثناءات.

لقد حان الوقت لكي يحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة». أما ليفني فأعربت عن أملها بظهور «بارقة أمل» من المحادثات الجديدة. وقالت: «إن مهمتنا هي العمل معاً حتى نستطيع تحويل بارقة الأمل هذه إلى شيء حقيقي ودائم». وأضافت: «أنا أعتقد أن التاريخ لا يصنعه الساخرون بل الواقعيون الذين لا يخافون من أن يحلموا. ودعونا نكون هؤلاء».

لقاء إيجابي

وفي سراديب لقاءات واشنطن، قالت رئيسة الطاقم الاسرائيلي المفاوض مع الفلسطينيين تسيبي ليفني: إن الاجتماع مع الطاقم الفلسطيني في مقر وزارة الخارجية الاميركية فجر أمس اتسم بأجواء جيدة، مشيرة الى أنها اتفقت مع رئيس الطاقم الفلسطيني صائب عريقات على عدم الإفصاح عن التفاهمات التي تم التوصل إليها. ويدير عملية التفاوض الدبلوماسي الاميركي مارتين انديك، وقد شارك عريقات وليفني في مأدبة إفطار على مائدة وزير الخارجية الاميركي جون كيري، الذي وصف الحدث بـ «لحظة خاصة للغاية».

إلى ذلك، حضّت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية الاسرائيليين والفلسطينيين على تجنب التحركات التي تقوض مفاوضات السلام الجديدة.

وقالت اللجنة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي، في بيان، إن «اللجنة الرباعية تدعو كل الاطراف الى اتخاذ كل خطوة ممكنة لتهيئة الظروف المواتية لنجاح عملية التفاوض والى الاحجام عن كل التحركات التي تقوضها». وقالت اللجنة: إنها مصممة على دعم الجهود الفلسطينية الإسرائيلية لتحقيق حل الدولتين من خلال التفاوض في غضون تسعة شهور.

 

إصابة 7 فلسطينيين بمواجهات في جنين

اندلعت مواجهات عنيفة بين فلسطينيين والجيش الإسرائيلي أثناء اقتحامهم لمخيم جنين بالضفة الغربية، ما أسفر عن إصابة 3 أشخاص بأعيرة نارية، و4 آخرين برصاص مطاطي، فضلا عن اعتقال إمام مسجد بالمدينة.

وقال مصدر أمني فلسطيني إن «عشرات الآليات الإسرائيلية اقتحمت جنين قبل أن تندلع المواجهات، التي أصيب خلالها 3 فلسطينيين بأعيرة نارية، هم مجاهد أبو العز وخضر أبو قطنه ومحمود مطاحن (18 عاماً)».

وأضاف إن «الجيش الإسرائيلي اعتقل الشيخ محمد الشبراوي إمام مسجد محمود طوالبة في المدينة ونقله إلى جهة مجهولة».

وقالت مصادر محلية إنه «عند الساعة الثالثة فجرا قامت قوات كبيرة من جيش الاحتلال باقتحام مخيم جنين من عدة محاور، من خلال الجنود المشاة الذين دُعموا بآليات عسكرية وناقلات الجند، وتمركزت عمليات الاحتلال في حارة الحواشين وبالقرب من مسجد طوالبة في المخيم، وتم اعتقال محمد الشبراوي، وهو مؤذن المسجد، واقتحام منزل احد المواطنين وتفتيشه بشكل دقيق».

وأكدت الصادر أن عمليات جيش الاحتلال ترافقت مع اطلاق وابل من الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز تجاه منازل المواطنين، ما أدى الى اصابات كثيرة بحالات اختناق. وأشارت المصدر الى ان عدد من الشبان قاموا برشق جيش الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، ما أدى الى احتراق جيب عسكري، وإصابة حوالي 7 مواطنين بالرصاص المطاطي من بينهم 3 اصابات بالرصاص الحي.

ويشن الجيش الإسرائيلي حملات دهم للعديد من المدن الفلسطينية بشكل شبه يومي، يقوم خلالها باعتقال الفلسطينيين.

 

زيارة هولاند

أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرانسوا هولاند سيزور إسرائيل والاراضي الفلسطينية «في نهاية العام الجاري» في حين سيسبق هو شخصيا الرئيس الفرنسي في بداية سبتمبر المقبل.

وقال فابيوس في مقابلة مع الصحافيين غداة استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين في واشنطن: «سأكون في بداية سبتمبر في اسرائيل وفلسطين. الرئيس شخصياً سيزورهما في نهاية العام».

وقال فابيوس أيضا: «سنواصل إقامة علاقات وثيقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين». وأضاف فابيوس: «على الرغم من أننا عقدنا الأمل على هذه المفاوضات، لكننا نعرف أنها صعبة للغاية». باريس- أ.ف.ب

Email