أحرز الجيش السوري الحر تقدماً كبيراً داخل العاصمة دمشق من الجهة الشرقية، فيما سيطرت قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني على معظم حي الخالدية في مدينة حمص. وبموازاة ذلك، قصفت قوات النظام مناطق في معرة النعمان بإدلب وحمص وريفها ودير الزور، في وقت بدأ الثوار معركة السيطرة على منطقة جسر الشغور في إدلب وخربة غزالة في درعا.
وبث ناشطون صوراً تظهر سيطرة الجيش الحر على مؤسسة الكهرباء القريبة من كراجات العباسيين وأجزاء واسعة من حي القابون، وتحدثوا عن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المعارضة والقوات النظامية في حي القابون. وتزامن ذلك مع استمرار قصف قوات النظام لمخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون في العاصمة وحرستا ومديرا وداريا ومعضمية الشام في ريفها.
وفي إدلب أفاد ناشطون أن الجيش السوري الحر بدأ معركة كبيرة للسيطرة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية في محافظة إدلب المحاذية لمحافظة اللاذقية، في وقت قتل عدد من الأشخاص معظمهم من الأطفال في غارة جوية شنتها قوات النظام على مدينة معرة النعمان.
درعا
كما شهدت مدينة الحارة في درعا حركة نزوح مماثلة إثر قصف مماثل، فيما أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الطيران الحربي قصف مدينة نوى بريف درعا، كما اقتحمت قواته قرية الشرائع على أطراف منطقة اللجاة بريف المحافظة نفسها، وأضافت أنه شن حملة اعتقال ودهم واسعة في القرية.
يأتي ذلك بينما ينفذ الجيش الحر عملية واسعة في الريف الشرقي لدرعا، في إطار ما سمي «معركة بدر-حوران» لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا المتاخمة للحدود مع الأردن.
حمص
وبموازاة ذلك، سيطرت القوات النظامية السورية مدعومة من عناصر حزب الله اللبناني على معظم حي الخالدية في مدينة حمص وسط البلاد.
وقال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش النظامي يواصل ملاحقة من وصفهم بالإرهابيين في حي الخالدية بعد سيطرته شبه الكاملة على الحي الواقع في شمال حمص، مشيراً إلى أن القوات النظامية باتت تسيطر على 80 في المئة من الحي، ناقلاً عن أحد القادة الميدانيين أنه سيتم السيطرة على الجزء الشمالي «خلال 48 ساعة».
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لا تزال مستمرة في المناطق الجنوبية والشمالية منه.
وكانت القوات النظامية سيطرت السبت على مسجد الصحابي خالد بن الوليد (رضي الله عنه) الواقع وسط الحي، حسب المرصد والإعلام الرسمي السوري. وتحاصر القوات النظامية منذ أكثر من عام الخالدية وأحياء حمص القديمة.
وبدأت هذه القوات وعناصر ما يعرف بالدفاع الوطني وحزب الله اللبناني قبل 29 يوماً حملة عسكرية واسعة للسيطرة على هذه المناطق، آخر معاقل المعارضة في المدينة التي يعدها الناشطون "عاصمة الثورة" التي اندلعت ضد النظام منتصف مارس 2011.
إدانة المعارضة
وفي تطور آخر، أدانت المعارضة السورية قيام مجموعات مسلحة بإعدام جنود تابعين لقوات النظام في قرية خان العسل بالريف الغربي لحلب.
وأعرب الائتلاف الوطني السوري وقيادة أركان الجيش الحر في بيان، عن إدانتهما «المطلقة لكل خرق يطول ميثاق جنيف، بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءه»، وأعلنا تشكيل لجنة تحقيق بعدما كشفت مقاطع مصورة وقوع ما يبدو أنه إعدام جماعي لجنود نظاميين في بلدة خان العسل. وشدد البيان على ضرورة ملاحقة من يثبت ضلوعه في ارتكاب أي جريمة في هذا الصدد، واعتبر أن المستفيد الوحيد من هذه الخروق هو نظام الأسد.
