أكد تنظيم القاعدة مقتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سعيد الشهري (سعودي) في هجوم بطائرة أميركية بلا طيار في اليمن، ليضع حداً لمسلسل طويل الأمد من الملاحقات والشائعات التي تحدثت عن مقتله، في أربع مناسبات آخرها يناير الماضي.
وقال أحد قيادات التنظيم إبراهيم الربيش في تسجيل فيديو بث على الإنترنت: إن الشهري قتل في هجوم بطائرة بلا طيار، إلا أن موعد الهجوم لم يحدد. وأوضح الربيش في التسجيل المصور أن «الشهري أصيب في كلتا يديه وقدميه وفقد إحدى عينيه في ثلاث غارات جوية منفصلة بوساطة طائرات بلا طيار قبل أن يقتل في الرابعة». وأضاف: «لقد تساهل في الاحتياطات الأمنية عند الاتصال بالشبكة ما مكن الجيش اليمني من قتله»، مشيراً إلى أن «من بين العمليات التي شارك فيها كان اختطاف نائب القنصل السعودي في عدن». وتابع «الحرب لن تهدأ حتى تدق عظام من أعلن الحرب على الإسلام».
خطف القنصل
وأشار إبراهيم الربيش إلى أن الشهري خطط لخطف القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي بهدف مبادلته بمعتقلين في السعودية.
وخطف الخالدي في مارس من العام الماضي، ولا يزال محتجزاً لدى التنظيم الذي كان سيفرج عنه في أغسطس من العام نفسه، لكنه تراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة وفقاً لوسيط قبلي.
المرتبة 36
وكان مسؤولون أميركيون وصفوا الشهري بأنه أحد أهم المتشددين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة ممن أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو في كوبا بعد أن سجن فيه في يناير 2002 عندما سلمته باكستان إلى السلطات الأميركية.
ويحتل الشهري المرتبة 36 في لائحة تضم 85 مطلوباً للأجهزة الأمنية السعودية. وأُعلن أربع مرات عن مقتله في قصف جوي كان آخرها في يناير الماضي، لكن الشهري نفى ذلك في تسجيل صوتي بث في أبريل المنصرم.
ورجح محللون يمنيون أن الشهري كان موجوداً في منطقة سبق لعناصر التنظيم أن تمركزت فيها مثل حضرموت ومأرب وشبوة، مشيرين إلى أن نائب قائد القاعدة في اليمن كان يتمتع بشخصية كارزمية، واكتسب شهرة كبيرة، ولعب دوراً مهماً في تجميع عناصر «القاعدة» مستبعدين أن يكون لمصرعه تأثير حاسم على التنظيم الذي طردته القوات اليمنية العام الماضي من مناطق كان يسيطر عليها في محافظة أبين (جنوب).
