قصف الطيران الحربي للنظام السوري أمس مناطق في مدينة حمص القديمة، مع مواصلة القوات النظامية لليوم الخامس على التوالي حملتها على الاحياء الواقعة تحت سيطرة المقاتلين المعارضين، من دون ان تتمكن من التقدم، إلا انها سجلت مكاسب على إحدى جبهات دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: «تستمر القوات النظامية في قصفها على أحياء حمص المحاصرة، فيما نفذ الطيران الحربي اربع غارات على الاحياء المحاصرة في حمص».

وأشار الى تعرض حيي القصور وجورة الشياح للقصف، تزامنا مع اشتباكات عنيفة على اطراف حيي باب هود والخالدية «في محاولات من القوات النظامية اقتحام الاحياء المحاصرة» منذ اكثر من عام، والواقعة في وسط مدينة حمص.

وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» ان القوات النظامية «لم تتمكن بعد من اقتحام هذه الاحياء او التقدم في داخلها». وقال أحد سكان لموقع «سكاي نيوز عربية»: «السكان استيقظوا على وقع غارتين صباحا.. دمر 30 منزل.. حمص تحترق».

وتشن قوات نظام بشار الاسد منذ السبت حملة عسكرية على هذه الاحياء التي ما زالت تضم نحو مئة عائلة.

وطالب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الماضي الاطراف المتنازعين بإفساح المجال لنحو 2500 مدني محتجزين في المدينة بمغادرتها وتلقي المساعدات.

وحمص (وسط) هي ثالث كبرى المدن السورية، وشهدت معركة دامية في حي بابا عمرو الذي شكل محطة رئيسية في تحول النزاع الى العسكرة بعد سقوطه في ايدي القوات النظامية في فبراير 2012. وتعتبر استراتيجية بالنسبة الى النظام، لأنها تربط بين دمشق والساحل حيث العمق العلوي، وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.

معاون وزير

وفي دمشق، اصيب معاون وزير العمل ركان ابراهيم بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة وضعت في سيارته، بحسب ما افاد مصدر في الوزارة وكالة «فرانس برس».

واشار المصدر الى ان ابراهيم الذي كان وحيدا في سيارته، نقل الى المستشفى «ووضعه مطمئن». واوضح المرصد السوري ان الانفجار وقع في حي البرامكة وسط دمشق، وادى الى اصابة عدد من الاشخاص بجروح.

وادت اعمال العنف أول من أمس الى مقتل 110 اشخاص، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية.

كراجات البولمان

في الأثناء، حققت القوات النظامية تقدما عسكريا باتجاه كراجات البولمان، شمال شرقي دمشق، والتي تمثل الشريان الواصل بين برزة والقابون والغوطة الشرقية والتي تسيطر عليه المعارضة المسلحة منذ شهور. وقال محمد، من سكان حي برزة: «قوات النظام تقدمت وسيطرت على مبنى (إل جي) للإلكترونيات ومستودع الغاز ومعمل الصابون وعدة نقاط أخرى بعد انسحاب مفاجئ للواء المعارض المقاتل هناك». وعن أهمية هذه المنطقة قال محمد إنها تعتبر «الشريان الذي يصل بين منطقة برزة والقابون والغوطة الشرقية حيث يتمركز الجيش الحر وكتائب معارضة مقاتلة». كما تعرضت مناطق في حي برزة لقصف مدفعي بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والحر من جهة مشفى تشرين العسكري.

معركة حلب

في هذه الأثناء، قال المركز الإعلامي السوري إن الجيش الحر قتل عدداً من جنود النظام ومقاتلي حزب الله في خان العسل بريف حلب، كما دمر ثلاث دبابات في إطار معركة تحرير غرب حلب.

بدورها، نقلت، قالت شبكة شام إن الجيش الحر سيطر على ضاحية الراشدين الجنوبية بمدينة حلب التي يتنازع الطرفان السيطرة عليها. وأفاد ناشطون أن الجيش الحر يتقدم باتجاه مدينة حلب من الغرب ويشتبك مع قوات النظام السوري بخان العسل.

 

 

تقدم في حلب

 

ذكرت شبكة سوريا مباشر إن الجيش الحر استهدف بقذائف الهاون تجمعات لجيش النظام في ملعب الحمدانية غربي مدينة حلب، كما تحدثت الشبكة عن سيطرة الجيش الحر على ضاحية الراشدين على طريق حلب دمشق وقطع الطريق الدولي. وتدور اشتباكات بين طرفي النزاع في أحياء سيف الدولة والإذاعة وصلاح الدين وبستان القصر، كما يتعرض حي قسطل حرامي ومنطقة تراب الغرباء لقصف من قبل القوات النظامية. البيان