يبحث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تونس «تشجيع» الديمقراطية، فضلا عن توقيع اتفاقيات وبروتوكولات تعاون بين البلدين في وقت يستعد الشارع التونسي والمعارضة للخروج بتحركات ضد حكم الترويكا الذي تهيمن عليه حركة النهضة.
ووصل هولاند أمس إلى مطار تونس قرطاج الدولي، في زيارة رسمية لتونس تستغرق يومين، هي الأولى لرئيس فرنسي منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير2011.
وقال الناطق باسم قصر الايليزيه رومان ندال ان الرئيس الفرنسي «يستعد بطبيعة الحال للتطرق في تونس للربيع العربي في سوريا وليبيا ومصر».
ويلقي هولاند اليوم كلمة امام المجلس الوطني التأسيسي يوجه فيها «رسالة تشجيع» الى النواب التونسيين الذين يجهدون منذ اكثر من سنة ونصف السنة لارساء اسس مؤسسات سياسية دائمة ومستقرة.
ويرافق الرئيس الفرنسي في زيارته 10 وزراء، منهم وزير الخارجية لوران فابيوس، ووزير التجارة الخارجية، ووزيرة المرأة، ووزير الزراعة، وعدد من المسؤولين، وشريكة هولاند فاليري تريارفيلر.
ويجـري هـولاند خلال الزيارة محادثات مع الرئيس التونسي المؤقت منصـف المرزوقي، ومع رئيس الحكومـة علي العريّض، ورئيس المجلس الوطـني التأسيسي مصطفى بن جعفر.
وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية في تونس إن هولاند سيلتقي خلال الزيارة مع قادة أحزاب سياسية، ومع مندوبين عن أبرز منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية.
وكانت الحكومة التونسـية أشارت في وقت سابق إلى أنه سيتم على هامـش هذه الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، منها النقل والتعليم العالي والزراعة والخدمات ودعم اللامركزية.
تحركات المعارضة
وتتزامن الزيارة مع استعدادات المعارضة والشارع التونسي، خلال الأيام القادمة، للخروج بتحركات ضد حكم الترويكا الذي تهيمن عليه حركة النهضة، إحدى مكوّنات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين.
ويبرر مراقبون هذا الحراك بأن «النهضة» التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس لا تختلف في توجهاتها الفكرية والإيديولوجية وتحالفاتها الداخلية والخارجية وأهدافها المعلنة والخفية مع حزب الحرية والعدالة المصري الذي تمت الإطاحة بحكمه مساء الأربعاء بعد ثورة شعبية شارك فيها عشرات الملايين من الرافضين لحكم الإخوان.
المعارضة تتأهب
وقال القيادي في حركة نداء تونس محسن مرزوق ان بلاده «ستعيش حتما خطر السيناريو المصري إذا استمرت حركة النهضة في مواصلة حيادها عن المسار الديمقراطي الذي تمّ تكريسه».
وأضاف مـرزوق إن «ما حدث في مصر سيتردد صداه حتما في تونس.. المسألة مسألة وقت لا غير» معلّلا ذلك بالحوار الذي حدث أكثر من مرة و لم يُفض الى أي نتيجة إيجابية، في إشارة الى تراجع حركة النهضة في أكثر من مناسبة عن توافقات الحوار الوطني بين الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني.
دعم تمرد
و قال الامين العام لحزب الديمقراطيين الموحد زياد الأخضر ان «مصر تطرح على تونس درسا يجب الوعي به»، معلنا أن الشعب التونسي لا يقبل بالالتفاف على مطالب ثورته.
بينما عبّر القيادي في الجبهة الشعبية النائب في المجلس الوطني التأسيسي منجي الرحوي عن دعمه التام لحملة تمرد التونسية، واعبتر أن «الشرعية الوحيدة في البلاد هي للشعب وللثورة خلافا لما تظنه الحكومة والمجلس الوطني التأسيسي».
فيما تساءل القيادي في الحزب الجمهوري سعيد العايدي «من قال إننا لن نتمرد في تونس؟»، مشيرا الى أن «التمرَد لا يعني الفوضى أو عدم المسؤوليَة، بل الضغط و المساءلة لمن يعتبرون أنفسهم فوق المحاسبة».
هولاند ومصر
دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التونسي المنصف المرزوقي الى «بذل كل الجهود» لإعادة إطلاق العملية الديموقراطية في مصر غداة إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي.
وقال : «يتعين علينا بذل كل الجهود لتتمكن العملية من الانطلاق مجدداً على قاعدة التعددية والتجمع»، مضيفاً أن «ما يهم الان هو ان ينظم الجيش الذي تحمل مسؤولية ازاحة الرئيس (...) في اسرع وقت انتخابات في ظروف لا مآخذ عليها». أ.ف.ب
تحذير للنهضة
حذر مؤسس ورئيس تيار المحبة محمد الهاشمي الحامدي حركة النهضة من ثورة شعبية جديدة بسبب استمرار المعاناة الاجتماعية لقطاعات واسعة من الشعب التونسي، و«بسبب سياسة التغول على أجهزة الدولة والسيطرة على الإدارة، وفرض الرأي الواحد فيما يتعلق بكتابة الدستور الجديد وأمور أخرى كثيرة من أمور السياسة العامة في البلاد». ونصح الحامدي حركة النهضة بعدم التدخل في الشؤون المصرية، وبتقديم النصيحة لنفسها بدل تقديمها للمصريين، قائلا «لا يحق لكم تقديم دروس لأي جهة أخرى في الحوار بعدما ضربتم أسوأ مثال لسياسة الإقصاء وتجاهل الإرادة الشعبية». البيان
