أعلن مسؤول كبير في وزارة النفط السودانية أمس أن صادرات نفط جنوب السودان استؤنفت من السودان رغم أمر الرئيس السوداني عمر البشير بإغلاق أنبوب تصدير النفط، فيما شهد دارفور مقتل نحو 50 شخصاً على إثر اشتباكات قبلية قرب منجم للذهب في الإقليم.

وقال وكيل وزارة النفط السوداني عوض الكريم محمود إن «الشحنة الأولى انطلقت من ميناء بورتسودان في 21 يونيو الجاري لكنه ليس متأكدا من الجهة التي اشترتها». وأوضح «يتم تصدير النفط من حقل جنوب السودان النفطي».

وكان البشير أمر في الثامن من يونيو الجاري بإغلاق أنبوب النفط الذي ينقل النفط من جنوب السودان إلى الميناء السوداني بعد تحذير الجنوب من دعم متمردين في الشمال.

وقامت الخرطوم بتجميد تسعة اتفاقات أمنية واقتصادية بينها اتفاق حيوي اقتصادي لاستئناف صادرات النفط لكنها عرضت بادرة تصالحية أيضا.

وأبلغت وزارة النفط السودانية بعد يومين على ذلك، الشركات العاملة في نقل نفط الجنوب وتصديره عبر الأراضي السودانية بوقف تدفق نفط الجنوب.

وقال وزير الإعلام السوداني احمد بلال عثمان آنذاك ان بعض نفط جنوب السودان وصل إلى ميناء التصدير وان الجنوب له حرية بيعه طالما انه يدفع الرسوم المتوجبة للخرطوم.

يشار إلى أنه في أبريل الماضي استأنف جنوب السودان ضخ نفطه الذي بدأ ينقل ببطء عبر أنبوب النفط إلى بورتسودان بعد توقف اعلن مطلع العام الماضي بسبب خلاف مع الخرطوم على رسوم العبور.

مقتل العشرات

ميدانياً، قتل نحو 50 شخصاً على خلفية اقتتال بين قبيلتين عربيتين تتنافسان على السيطرة على منجم للذهب في إقليم دارفور السوداني وقال مسار الدومة اتيم أحد مشايخ قبيلة بني حسين ان الاشتباكات اندلعت أول من أمس بين قبيلته وقبيلة الرزيقات، مؤكداً أن ما بين 40 و50 شخصا قتلوا في هذه الاشتباكات.

من جهته، قال مسؤول آخر من قبيلة بني حسين ان رجال الرزيقات وصلوا في سيارات رباعية الدفع وسرقوا ماشية وأطلقوا النار على مدنيين في السريف وقال بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته «أبلغنا الحكومة والجيش لكنهم لم يفعلوا أي شيء».

وذكرت وكالة «رويترز» أنه لم يتسن لها الوصول إلى قبيلة الرزيقات والناطق باسم الجيش والقوة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي للحصول على تعليقهم.

وكانت الاشتباكات بدأت بين القبيلتين في يناير الماضي على خلفية استغلال منجم للذهب قرب السريف في شمال دارفور.

وفشلت الجهود الدولية لأعوام في تحقيق السلام في إقليم دارفور الغربي السوداني حيث حمل المتمردون وأغلبهم من أصول افريقية السلاح العام 2003 ضد الحكومة التي يتهمونها بالتمييز ضدهم. وتراجع العنف في دارفور بعد أن وصل لذروته عامي 2004و2005 لكنه عاد للتصاعد مرة أخرى هذا العام حيث يدور القتال على الموارد والأرض فيما بين قبائل عربية سلحت الحكومة كثيرا منها في بداية الصراع. وتقول الأمم المتحدة ان حوالي 300 ألف شخص اضطروا للنزوح عن منازلهم في دارفور هذا العام بسبب القتال بين الجيش والمتمردين والقبائل المتناحرة.