سيطر الجيش السوري الحر أمس على مدينة درعا القديمة بعد نسفه آخر حواجز قوات الرئيس بشار الأسد في المدينة، في وقت شهد حي القابون في دمشق قصفاً غير مسبوق بصواريخ أرض أرض، فيما تحدثت تقارير عن مجازر لم تتضح معالمها في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص.
قال ناشطون في درعا إن مقاتلي الجيش الحر سيطروا على آخر حواجز النظام في المدينة القديمة التي تعرف باسم درعا البلد، وذكرت تقارير مفصلة أن الثوار سيطروا على حاجز البنايات، وهو آخر حواجز النظام في مدينة درعا، وذلك بعد هجومين انتحاريين بعربة مدرعة وسيارة على الحاجز، وأظهرت صور لحظة تفجير الحاجز.
وتأتي السيطرة في إطار عملية واسعة لانتزاع آخر ثلاثة مخافر في المحافظة - التي يحتشد فيها الكثير من الجيش النظامي- وهي هجانة وكتيبة الهجانة والجمرك القديم، ويعد الأخير معبرا حدوديا مع الأردن. وشهدت المحافظة أيضا استمرار القصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على أحياء مدن درعا وجاسم وإنخل.
قصف دمشق
وفي دمشق، ذكرت مصادر إعلامية أن مدافع وراجمات القوات النظامية استهدفت بشكل «غير مسبوق» أحياء برزة والقابون والعسالي والحجر الأسود، في وقت اندلعت اشتباكات بين الجيش الحر والجيش السوري في ريف العاصمة.
وأفاد ناشطون بسقوط أربعة صواريخ أرض أرض على أحياء جنوب العاصمة، مما أسفر عن دمار كبير في المباني السكنية. وقالت شبكة «شام» إن القصف طال أحياء القابون وبرزة، مع وقوع اشتباكات عنيفة في حيي مخيم اليرموك والعسالي تزامنا مع حملة مداهمات في أحياء الموازيني وقبر عاتكة والتيامنة والمجتهد.
وكان المركز الإعلامي السوري قد تحدث في وقت سابق عن حالات اختناق في القابون نتيجة قصفها بمواد سامة، ويتعرض هذا الحي لقصف متواصل منذ ثلاثة أسابيع.
وفي ريف دمشق، أصاب القصف المدفعي كلا من زملكا والمليحة وداريا والمعضمية والزبداني، كما قصف النظام بطائراته بلدتي الزمانية والأحمدية في الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم كتائب درع الشام أبو فاروق الشامي إن الاشتباكات تواصلت عند منطقة الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي، إلى جانب اشتباكات أخرى في مدينة داريّا.
تفجير انتحاري
من جهة أخرى، قتل اربعة اشخاص في تفجير انتحاري في حي مسيحي في وسط دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري.
وقال التلفزيون في شريط اخباري عاجل على الشاشة: «تفجير ارهابي انتحاري في حي باب توما قرب جمعية الاحسان والكنيسة المريمية في دمشق يسفر عن مقتل اربعة مواطنين وعدد من الاصابات».
وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها ان التفجير وقع في حي باب شرقي. والحيان متجاوران، وتقع الكنيسة لجهة باب شرقي. واكد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته ان «رجلا فجر نفسه قرب الكنيسة المريمية»، مشيرا الى حصيلة القتلى نفسها. وذكر شهود لوكالة «فرانس برس» ان قوات الامن اقفلت الطريق العام بين باب شرقي وباب توما. وقال مصور لوكالة فرانس برس وصل الى المكان انه شاهد جثة ممددة في الشارع.
كما تسبب الانفجار بأضرار كبيرة في محلين تجاريين. ووصلت الى المكان سيارة اطفاء وجنود وعناصر في القوى الامنية.
الوضع في تلكلخ
في ريف حمص، قال ناشطون إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة مدينة الحولة في حمص، كما أكدوا تواصل الحملة العسكرية من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني على مدينة تلكلخ بالمحافظة، متحدثين عن وقوع اعتقالات وإعدامات ميدانية وعمليات نهب وتخريب وحرق للمنازل. وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرا عن الحملة المتواصلة في تلكلخ منذ عشرة أيام، وقالت إنها وثقت خلال الأسبوع الأول من الحملة مقتل 15 شخصا بينهم امرأتان وثلاثة عناصر من الجيش الحر، إضافة إلى فقدان 60 شخصا وإصابة أكثر من 200.
اشتباكات حلب
تواصلت المواجهات بين الجيش الحر والقوات الموالية للنظام في حي الراشدين الواقع شمال غربي مدينة حلب بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة عليه، ويستهدف الجيش الحر تجمعات للقوات الحكومية في بلدتي نبل والزهراء بريف المدينة.
