الهجمات الكيمايئية المرصودة في سوريا

استولى الجيش الحر، أمس، على نقاط عسكرية تقع على الطريق السريع الذي يربط كلاً من حلب وادلب بمدن الساحل السوري، وهو طريق حيوي للإمدادات لن يكون بإمكان مسلحي المعارضة قطعه إلا بعد السيطرة على نقاط تفتيش إضافية، في وقت اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام المدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حيث يتمركز غالبية المقاتلين الشيعة القادمين من خارج سوريا.

وقالت جماعات معارضة ان مقاتلي الجيش الحر هاجموا طريقا سريعا هاما في شمال سوريا في محاولة لخنق طريق إمداد رئيسي لقوات الرئيس السوري بشار الاسد في المنطقة.

وقال المرصد السوري ان المقاتلين استولوا على نقطة تفتيش عسكرية على طريق اريحا اللاذقية وهو جزء من طريق دولي يمر عبر حلب كبرى المدن السورية وحتى حدود تركيا.

وقالت جماعات معارضة اخرى ان قوات المعارضة سيطرت على ثلاث نقاط تفتيش وإنها تحتاج الى السيطرة على ثلاث نقاط اخرى حتى تتمكن من قطع طريق الجيش الى الطريق السريع «إم5».

وقال محمد فيزو وهو ناطق باسم مقاتلي المعارضة ان هذه معركة هامة جدا لخنق خطوط إمداد النظام بين معاقله الساحلية والشمال خاصة مدينة إدلب، والتي تعد واحداً من آخر المواقع التي يسيطر عليها في محافظة ادلب. وأضاف ان النظام يرد بقصف الطريق السريع والدفع بطائراته النفاثة لقصف القرى المجاورة. وتحاول قوات الاسد استعادة حلب، حيث تخوض القوات الحكومية معارك دامية مع قوات المعارضة منذ نحو عام.

قطع الإمداد

وذكر مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أنه اذا نجح مقاتلو المعارضة، سيقطعون كل طرق الإمداد البرية بين شمال سوريا وساحل البحر المتوسط، حيث توجد أكثر المواقع العسكرية السورية تحصيناً.

وقالت جماعات معارضة ووسائل اعلام حكومية سورية إنه سمع دوي انفجار قرب موقع عسكري في مدينة اللاذقية الساحلية

. وقال التلفزيون الحكومي ان الانفجار نتج عن عطل فني في مخزن أسلحة بالقاعدة الهندسية العسكرية، وإن ستة اشخاص أصيبوا بجروح. وقال المرصد السوري ان الانفجار في القاعدة التي تقع على المشارف الجنوبية لمدينة اللاذقية لم يتضح سببه حتى الآن، لكنه قال ان 13 جنديا أصيبوا بجروح بعضهم حالته خطيرة. ويندر حدوث انفجارات في اللاذقية وهي معقل لأنصار الأسد.

السيدة زينب

في الأثناء، تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية مدعومة من حزب الله اللبناني ومقاتلين معارضين في محيط مقام السيدة زينب في ريف دمشق، حسبما أفاد المرصد.

وأفاد المرصد عن وقوع «اشتباكات بين الكتائب المقاتلة من جهة والقوات النظامية وعناصر حزب الله اللبناني من جهة أخرى، في محيط مشفى الخميني ببلدة الذيابية» القريبة من بلدة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي. وأشار الى تعرض مناطق في الذيابية وبلدة بيبلا القريبة منها للقصف بقذائف الهاون والمدفعية، مشيرا الى «محاولة من قوات النظام لاقتحام هذه المناطق».

وتعتبر هذه المناطق مختلطة بين السنة والشيعة، ويعتبر مقام السيدة زينب الديني مركز حج مهم للشيعة خصوصا.

وبرر حزب الله لدى كشفه أخيرا مشاركته في القتال الى جانب قوات النظام في سوريا هذا العمل بأنه للدفاع عن الشيعة ومقاماتهم الدينية في وجه «المجموعات المسلحة»، قبل ان يعلن أمينه العام حسن نصرالله ان حزبه لن يسمح "بسقوط سوريا" وأنه سيواصل تحمل مسؤولياته و«سيكون حيث يجب ان يكون».

وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية من جهتها ان القوات النظامية قامت «بقصف هو الأعنف بالصواريخ والهاون» على الذيابية، مشيرة الى وقوع «اكثر من 150 قذيفة خلال ساعة أدت الى وقوع جرحى وقتلى». كما لفتت الى وصول «تعزيزات عسكرية كبيرة لحزب الله ولواء ابي الفضل العباس» الذي يضم مقاتلين شيعة معظمهم عراقيون.

 

«الائتلاف» يتمسك بالعمل العسكري

أعلنت المعارضة السورية أمس احتفاظها بحقها في «العمل العسكري» لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مجددة التأكيد أن رحيل الأسد هو الشرط لقبولها بأي حل سياسي.

وأكد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في بيان: «تعقيباً على المواقف التي عبر عنها المجتمعون» في قمة مجموعة الثماني التي انعقدت في ايرلندا، «التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم بحق السوريين، محتفظاً بحق استخدام جميع الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري».

وقال البيان: إن نظام الأسد «الذي دأب على قتل المدنيين باستخدام الأسلحة البالستية والكيميائية والطيران الحربي، هو مصدر الإرهاب الوحيد في سوريا، ويجب أن تصب جهود الدول كافة لمحاربته وحده من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا».

 من جهة ثانية، شكر الائتلاف الدول الثماني على «تعهداتها بدفع مبلغ 1,5 مليار دولار على شكل مساعدات إنسانية للشعب السوري»، مؤكداً «ضرورة توزيع تلك المساعدات عبر مؤسسات الائتلاف الوطني السوري».

من جهة ثانية، جدد الائتلاف «دعوته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة للتوجه إلى الأراضي السورية المحررة والاطلاع على الأدلة وأخذ العينات والتأكد من استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية ضد أبناء الشعب السوري».

وتتهم واشنطن وبريطانيا وفرنسا النظام السوري باستخدام أسلحة فيها غاز السارين القاتل في قتاله ضد معارضيه، ما تسبب بسقوط العديد من القتلى، الأمر الذي تنفيه دمشق.

 

تبنّي هجوم

أعلنت جماعة معارضة سورية المسؤولية في تسجيل فيديو عن قتل أربعة رجال شيعة في لبنان هذا الاسبوع مع امتداد الصراع السوري الى لبنان. وفي الفيديو الذي بثته أول من أمس جماعة تطلق على نفسها «سرية المجاهدين السورية»، قال أحد مقاتليها ان السرية قتلت الرجال الأربعة وهم يحاولون دخول سوريا. رويترز