قبل أيام قلائل تفصل المشهد المصري عن تظاهرات مُرتقبة في 30 يونيو الجاري، بدأت مصر تشهد جملة من المواجهات الحادة بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي من أنصار تنظيم الإخوان المسلمين ومعارضيه، فيما بدى وكأنه «بروفة» لما قد يحدث في نهاية الجاري، وذلك تزامناً مع تصاعد حدة «الشحن السلبي» والتحريض من قبل الطرفين لشبابهم ومؤيديهم، وسط حالة من الانفلات الأمني التي تعمّ المحافظات المصرية.

مواجهات وفضّ اعتصام

وأصيب عدد كبير من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ومنتمين لأحزاب وقوى معارضة في اشتباكات وقعت بينهم ظهر أمس في محيط مبنى محافظة الغربية شمال القاهرة.

وذكر مصدر محلي بمدينة طنطا (مركز محافظة الغربية شمال غرب القاهرة)، أن «مجموعة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ولقوى إسلامية هاجموا عدداً من شباب الأحزاب والقوى المعارضة يعتصمون حول مبنى محافظة الغربية، لمنع المحافظ الجديد أحمد البيلي من دخول مكتبه».

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة عدد غير محدد من الجانبين بجروح، جرّاء التشابك بالأيدي والتراشق بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما تمكَّن شباب جماعة الإخوان المسلمين من فتح أبواب مبنى المحافظة، وفضّ اعتصام المعارضين.

وكانت آخر المواجهات التي وقعت بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة، في محافظة الفيوم (غرب القاهرة)، بين عناصر من الإخوان وشباب حركة تمرد، إذ تم الاعتداء على شباب الحركة الساعين لجمع توقيعات المواطنين لسحب الثقة من الرئيس مرسي وجماعته، فيما اعتبره عناصر الحركة بروفة مُصغرة لما قد يحدث في يونيو، في ظل قيام فصائل إسلامية بالتحريض والتهديد باستخدام العنف والقوة في مواجهة المتظاهرين، وهي الواقعة التي تنضم إلى عشرات الوقائع المماثلة الأخرى، والتي تُعد دليلاً على بدء حالة الاحتراب والاحتكام لـ «العنف» بين الطرفين، تمهيداً لـ 30 يونيو.

استباحة دم المصريين

من جانبه، قال القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني (أكبر تجمع للمعارضة المصرية يضم أحزاب ليبرالية ويسارية مختلفة) د. أحمد البرعي، إن «تنظيم الإخوان استباح دم المصريين، وراح يُمهد لحرب أهلية في 30 الجاري».

وأكد البرعي أن ذلك ما هو إلا دليل واضح وعملي على تخوفهم من نتائج تلك التظاهرات وتأثيراتها في المشهد المصري خلال الفترة المقبلة. مشيراً إلى أن أحداث الفيوم الأخيرة أضحت وكأنها تمهيد أو بروفة للتظاهرات المرتقبة، ما قد يُمكن أن يحدث خلال الفعاليات الثورية المقبلة، إذ تضامن الأهالي مع الثوار في مواجهة بطش الإخوان.

انفلات أمني

وتأتي تلك المواجهات في الوقت الذي تزايدت فيه حدة الانفلات الأمني، والتي عبّرت عنها حوادث قطع الطرق وسرقة السيارات وغيرها من الحوادث، فضلاً عن حوادث التفجيرات وخطف الجنود، والعمليات الإرهابية ضد منشآت ومراكز بالدولة، ما دفع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم للتأكيد على ضرورة قيام الشارع بمساندة الوزارة، من خلال «الالتزام بسلمية التظاهرات»، مؤكداً على أنه في حالة ما إن انكسرت الداخلية مرة أخرى وتهاوت هيبة الشرطة، فلن تقوم لها قائمة لمدة 30 سنة مُقبلة.

إخفاق ذريع

وحمّل مراقبون مسؤولية ذلك المشهد المليء بالأعباء والضغوط والانفلات الأمني، على عاتق السلطة الحالية التي تعهدت بحل المشكلات الأمينة خلال الـ 100 يوم الأولى من حكم الرئيس مرسي، وأخفقت في ذلك إخفاقاً ذريعاً، كما أنها، وبقراراتها المتخبطة وما يخرج عنها من تصريحات ومواقف، أسهمت في زيادة حالة الجدل السياسي بالساحة المصرية، ما دفع بالتبعية إلى زيادة تخوف المواطنين من مصير مجهول، بسبب حالة الاحتراب السياسي الحالية، تزامناً مع تهاوي هيبة رأس الدولة كذلك.

 

خطة ما بعد مرسى: السلطة لـ«الدستورية» والأمن للجيش

بدأت ملامح خطة المعارضة المصرية لإسقاط الرئيس محمد مرسي تظهر بشكل أكثر وضوحا بالاتفاق على تسليم السلطة للمحكمة الدستورية، فيما يتولى الجيش أمن البلاد.

واتفقت «اللجنة التنسيقية لـ30 يونيو» ومبادرة «ما بعد الرحيل» على تفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا لإدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة محايدة، وإسناد الملف الأمنى للمؤسسة العسكرية.

وقال عضو «اللجنة التنسيقية لـ30 يونيو» حسام فودة إن اللجنة اتفقت على طرح تفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا لإدارة شؤون البلاد، مشيرا الى ان اللجنة تستقبل المقترحات لبلورة رؤية محددة لرفعها للهيئة العليا للإنقاذ للتصديق عليها، واعتمادها كخطة المعارضة لإدارة البلاد عقب سحب الثقة من النظام الإخواني.

فيما كشفت مصادر عن توافق د.محمد البرادعى وحمدين صباحى، القياديين بجبهة الإنقاذ، على نقل السلطة لرئيس المحكمة الدستورية.

من جانبه، قال عضو المكتب التنفيذي لـ«شباب جبهة الإنقاذ» محمود طه إنه جرى الاتفاق على تنظيم اعتصام في الاتحادية، و3 مسيرات من مسجد النور في العباسية، وميدان رابعة العدوية بمدينة نصر، وميدان الحجاز في مصر الجديدة، مع وجود مسيرات فرعية من شبرا وإمبابة والسيدة زينب، وذلك في يوم 30 يونيو المرتقب.

وأشار طه إلى أنه سوف تكون هناك نقاط تجمع فى الأحياء تنضم للمسيرات الرئيسية فى خطوط سيرها، على أن يبدأ التجمع من الساعة 2 ظهراً ويكون الانطلاق الساعة الرابعة.

وكان البرادعى قال، خلال حضوره إلى مقر وزارة الثقافة لمشاركة المثقفين فى اعتصامهم، إن النظام الحالي يجب ألا يستمر بعد أن وصف معارضيه بالكفار، مستبعداً إمكانية ترشحه لأى انتخابات رئاسية مقبلة.

 

«تمرّد»: 2 مليون توقيع جديد لإسقاط مرسي

أوضح عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد محمد نبوي، أن الحركة نجحت في جمع 2 مليون توقيع جديد في مركز أشمون بمحافظة المنوفية لسحب الثقة من الرئيس المصري محمد مرسي.

وقال نبوي إن «هذا يعد إنجازاً كبيراً لهم، خصوصاً أن الرئيس عين أحمد شعراوي المسؤول عن ملف الأخوات بجماعة الإخوان المسلمين محافظاً لدمياط».

وتابع قائلاً، إن تمرد نجحت أول أمس في عقد مؤتمر صحافي بمركز أشمون، لإعلان نتائج التوقيعات التي حصلت عليها، لافتاً إلى أن الحركة واجهت صعوبات عديدة لاستكمال هذا المؤتمر، «حيث أصدر محافظ دمياط أمراً بقطع الكهرباء في المحافظة بكاملها حتى يمنعهم من استكمال مهمتهم على أكمل وجه».

وطالب عضو اللجنة المركزية لحركة تمرد، الشعب المصري بالخروج يوم 30 يونيو لسحب الثقة من مرسي، داعياً إلى ضرورة محاكمة الرئيس بتهمة الخيانة العظمى «لأنه سبق وأن أصدر قراراً بتحصين عمل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، ما يجعل من بقائه باطلاً، لأنه أقسم على دستور غير شرعي». الوكالات