قتل عشرات من قوات النظام في سوريا أمس في ريف حلب، في وقت استمرت الغارات الجوية لقوات النظام على الأحياء الواقعة جنوبي العاصمة منذ ثلاثة ايام، وسط استمرار معارك الكر والفر في إدلب وريف دمشق، فيما ذكر مصدر خليجي أن المملكة العربية السعودية بدأت فعلاً بتزويد مقاتلي المعارضة السوري بصواريخ مضادة للطائرات قبل نحو شهرين. وقال ناشطون أمس إن أكثر من 50 من عناصر النظام قتلوا اليوم في تفجير سيارة في منطقة الدويرينية بريف حلب دون أن تتضح باقي التفاصيل.
قنبلة فراغية
في هذه الأثناء تواصلت الغارات الجوية على ريف حلب واستخدمت في إحداها قنبلة فراغية، في حين استهدف هجوم آخر حافلة للركاب. وقالت مصادر للجزيرة إن طائرة تابعة للنظام ألقت أمس قنبلة فراغية على مدرسة تؤوي نازحين في دارة عزة بريف حلب مما أدى إلى مقتل شخصين وجرح أكثر من 20.
وبث الناشطون صورا على الإنترنت لعمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض المدرسة، مع العلم أن القصف تسبب في أضرار مادية في المباني المجاورة. وشن الطيران الحربي كذلك غارة جوية أخرى على خان طومان في ريف حلب.
وفي ريف حلب الشمالي قالت شبكة شام في خبر عاجل إن قوات النظام استهدفت حافلة للركاب مما أدى إلى وقوع عدد لم يتحدد بعد من القتلى والجرحى.
غارات على دمشق
في هذه الأثناء استمرت الغارات الجوية والقصف المدفعي على قرى وأحياء في جنوب دمشق وسط استمرار الاشتباكات بين قوات النظام والثوار في ريفها وخصوصا في بلدة داريا والزبداني.
وقال بيان لمجلس قيادة الثورة في دمشق إن قوات النظام قصفت اليوم بمدفعية الدبابات منطقة القدم جنوبي العاصمة، كما قصفت الدبابات المتمركزة قرب شرطة القدم منطقة جورة الشريباتي بعد غارات جوية شنتها على مجمع القدم الصناعي. وأشار بيان آخر إلى قصف عنيف على الزبداني تخللته غارتان جويتان لطائرات النظام شنتاها من ارتفاعات عالية.
كما أفاد ناشطون بأن طائرات النظام شنت غارتين صباح أمس على أحياء القدم والعسالي بالعاصمة دمشق.
وفي منطقة التضامن قصفت قوات النظام مواقع الثوار بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون وسط اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محاولة فاشلة لاقتحام المنطقة، حسب بيان آخر لمجلس قيادة الثورة.
هذا وقد صعدت القوات النظامية السورية من عملياتها في إدلب بعد سيطرة الجيش الحر على حاجز الإسكان العسكري الذي يعد أكبر تجمع لقوات وعتاد الجيش النظامي في المدينة.
قصف مطار الناصرية
من ناحية أخرى أفاد ناشطون بأن الجيش الحر قصف بالصواريخ ومدافع الهاون مطار الناصرية في القلمون بريف دمشق. كما أفادت شبكة شام أنه أحبط محاولة لقوات النظام مدعومة بحزب الله ولواء أبو الفضل العباس اقتحام مدينة برزة من جهة الشرطة العسكرية مكبدا إياهم خسائر فادحة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، على المتحلق الجنوبي من جهة زملكا والمنطقة الواقعة بين السيدة زينب والبحدلية ، وسط قصف مستمر من القوات النظامية بقذائف الهاون على مناطق في مدينة زملكا، فيما قتل مقاتل من بلدة القيسا في اشتباكات مع القوات النظامية بالغوطة الشرقية، في حين وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم أطفال جراء قصف القوات النظامية، على مناطق في بلدتي النشابية ومرج السلطان.
محور الذيابية
وتدور اشتباكات بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية، على محور البحدلية - الذيابية - الحسينية، وسط قصف عنيف من القوات النظامية على مناطق في هذه البلدات، فيما استهدفت الكتائب المقاتلة حاجز الحسينية التابع للقوات النظامية، بعدد من القذائف الصاروخية، وأنباء عن خسائر بشرية .
وذكر المرصد أن هجوما من جانب قوات النظام شُن على حي التضامن حيث دمر مسجد علي بن ابي طالب، كما طال القصف مخيم اليرموك واستهدفت قوات النظام منطقة الثانوية وشارع فلسطين والذي يعتبر ثالث سوق تجاري لدمشق بعد الحميدية والصالحية ، كما قصفت قوات النظام من جبل قاسيون حي القدم وشنت غارات على حي العسالي وكذلك محيط محطة القدم للقطارات.
كما شوهدت تعزيزات مؤلفة من دبابات للنظام تتمركز في أطراف مخيم اليرموك ومداخل حي القدم فيما تصدى الجيش الحر لها بقذائف الهاون وأعطب آليتين عسكريتين.
إمدادات سعودية
من جانب آخر قال مصدر خليجي مطلع أمس إن السعودية بدأت في إمداد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات «على نطاق صغير» منذ نحو شهرين.
وذكر المصدر أن الصواريخ التي تطلق من الكتف تم الحصول على معظمها من موردين في فرنسا وبلجيكا مضيفا ان فرنسا دفعت تكاليف نقل الأسلحة إلى المنطقة. وأضاف المصدر أن الامدادات تصل إلى اللواء سليم إدريس قائد أركان الجيش السوري الحر الذي ما زالت السعودية تعتبره «رجل المرحلة» في المعارضة السورية.
وقال المصدر الخليجي دون الخوض في التفاصيل إن السعودية بدأت في القيام بدور أنشط في الصراع السوري خلال الأسابيع القليلة الماضية بسبب تكثيف الصراع. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من متحدث باسم وزارة الخارجية.
وعاد الملك عبد الله إلى السعودية يوم الجمعة الماضي بعد أن قطع عطلته في المغرب للتعامل مع ما وصفتها وسائل الإعلام الحكومية «بتداعيات الأحداث التي تشهدها المنطقة حاليا».
وتقول مصادر دبلوماسية في المملكة إن الرياض يزداد قلقها بعد دخول حزب الله اللبناني في الصراع وما أعقب ذلك من هزيمة المعارضة في القصير.
بريطانيا تعيد احياء وحدات متخصّصة بتأمين الكيميائي
قالت صحيفة «ديلي تليغراف» أمس إن بريطانيا تستعد لإعادة إحياء وحدات عسكرية متخصّصة استغنت عنها قبل عامين، لتأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا، تماشياً مع قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما، التدخّل في الصراع الدائر هناك.
وقالت الصحيفة إن قادة الدفاع أمروا بإجراء مراجعة عاجلة للتخفيضات التي اعتمدها الجيش البريطاني منذ عام 2011 بهدف توفير المال، لضمان أن تكون لندن قادرة على الانضمام إلى أي قوات تحالف تقودها الولايات المتحدة لمنع وقوع مخزون سوريا من السلاح الكيميائي في أيدي «الإرهابيين».
وأضافت أن المسؤولين العسكريين البريطانيين سعوا لتأمين ملايين الجنيهات الإسترلينية من مصادر أخرى في ميزانية الدفاع لتمويل الوحدات العسكرية المستعادة، والتي تتألف في الأصل من 5 سرايا تضم 500 جندي مدربين تدريباً عالياً، فيما جرى اختبار مركبات استطلاع ألمانية الصنع من طراز «فوكس إن بي سي» وتحديثها للمشاركة في أدوار قتالية بساحة المعركة، بعد سحبها من الخدمة وتخزينها.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطلعة قولها إن «وزارة الدفاع البريطانية ستتخذ قراراً هذا الأسبوع بإعادة المعدات العسكرية المجمّدة إلى الخدمة، واستعادة الوحدات المتخصّصة التي تم الاستغناء عنها»، مضيفة أن الوزارة «أجرت مراجعة سريعة حول ما يمكن لبريطانيا القيام به في سوريا، وخلصت إلى أن غياب القدرات جرّاء التخفيضات الدفاعية من شأنه أن يمنع إلى حد كبير مشاركتها بشكل فعّال في عملية توغل برية أميركية، أو حتى في جهود مرحلة ما بعد الصراع، للتخلّص من مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا قبل تعرّضها للنهب من قبل الإرهابيين».
وأشارت «ديلي تليغراف» إلى أن «وقوع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية في أيدي المقاتلين الإسلاميين أو تمريرها من قبل نظام يائس إلى حلفائه المتطرّفين مثل حزب الله، يمثل لدى أجهزة الأمن البريطانية واحداً من المخاطر الرئيسية للصراع في سوريا».
تحذير أوغلو
اعتبر وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أن هجوم النظام السوري ومن يساعده على مدينة حلب «سيكون خطأً كبيرا».
وقال أوغلو في تصريح خاص لقناة الجزيرة الفضائية إن الموقف الأميركي بعد ما حدث في القصير، معرباً عن اعتقاده بأن الهجوم على حلب سيلقى بالتأكيد مقاومة كبيرة وسنفقد للأسف ضحايا كثر مجددا، وقال إن ما شاهدناه في القصير كان إنذارا للجميع والتقارير التي وصلتنا من القصير كانت مأساوية، خاصة وأن الجرحى لم يسمح لهم بالمغادرة. الدوحة قنا
