تعرضت أحياء العاصمة الخاضعة لسيطرة الثوار لقصف عنيف منذ الليلة قبل الماضية أسفر عن حرائق وتدمير هائل في البنى التحتية، بالتزامن مع محاولات من قوات النظام لاقتحام بعض هذه الأحياء تصدى لها الثوار وكبدوها خسائر بالعتاد والأرواح.
في حين ذكرت صحيفة «ديرشبيغل» الألمانية أن المملكة العربية السعودية تعتزم تزويد الثوار بصواريخ مضادة للطائرات مع ورود أنباء عن نية إيران إرسال أربعة آلاف عنصر من الحرس الثوري للقتال إلى جانب النظام.
واندلعت اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في عدد من أحياء العاصمة دمشق وفق ما أفادت مصادر الثوار التي أعلنت أن الجيش الحر دمر دبابة لقوات النظام في حي بورسعيد بالقدم، كما دمر مدرعة ناقلة للجند من نوع «بي أم بي» في حي العسالي.
جاء ذلك بينما نشبت حرائق في عدد من أحياء العاصمة جراء حملة من القصف بالطائرات والمدفعية وراجمات الصواريخ بدأت بها قوات النظام منذ أول من أمس وأصابت صباح أمس عدداً من أحياء دمشق منها جوبر شرقاً وبرزة والقابون شمالاً والحجر الأسود والقدم والعسالي جنوباً.
قصف الحجر الأسود
وأفاد المركز الإعلامي السوري بتعرض حي الحجر الأسود لقصف عنيف فجر أمس بلغ 700 قذيفة وسط اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام عند مدخل مخيم اليرموك، في حين أشارت شبكة شام إلى قصف يتركز على الأحياء الجنوبية من العاصمة ومعظم مناطق الريف الجنوبي والغربي لدمشق.
وفي السياق نفسه، قال مجلس قيادة الثورة في دمشق إن الجيش الحر صد محاولة تسلل لقوات النظام من ساحة العباسيين إلى حي جوبر المجاور.
وأفاد ناشطون أن الطيران الحربي للنظام نفذ غارتين على حيي جوبر والقابون بالعاصمة، ما أدى إلى دمار في عدد من المباني. كما ذكر ناشطون أن قوات النظام قصفت مسجد الصحابة في حي تشرين، ونفذت حملات دهم واعتقالات في حي ركن الدين.
الزبداني
في غضون ذلك، أعلن الثوار تدمير دبابة بمدينة الزبداني في ريف دمشق، ما أدى إلى مقتل عدة جنود من جيش النظام. وقال مصدر من الثوار إن اشتباكات مستمرة تدور حول أطراف المدينة.
وبالقرب من دمشق، تعرضت معضمية الشام والسبينة ومنطقة وادي بردى لقصف بمدافع الهاون أسفر عن إصابات وأضرار مادية. ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قصف جيش النظام بقذائف الهاون أحياء في حمص والرستن.
صواريخ
على صعيد متصل، قالت مجلة دير شبيغل الألمانية أمس أن المملكة العربية السعودية تعتزم تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات لمواجهة مقاتلات نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وذكرت المجلة في مقال قالت إنه يستند إلى تقرير سري لجهاز الاستخبارات الأجنبية الألمانية والحكومة الألمانية الأسبوع الماضي أن السعودية تدرس إرسال صواريخ «مانبادس» مسترال الأوروبية الصنع والتي تعرف باسم أنظمة الدفاع الجوي المحمولة.
وأشارت المجلة إلى أن الصواريخ ارض جو التي تطلق من الكتف يمكن ان تستهدف الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، ومن بينها المروحيات، والتي ساعدت المقاتلين في افغانستان في التغلب على القوات السوفييتية في الثمانينات.
مقاتلون إيرانيون
من جهتها، أفادت صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانية في عددها أمس أن إيران اتخذت قرارا عسكريا، حتى قبل انتخابات الرئاسة، بإرسال أول وحدة من أربعة آلاف جندي من الحرس الثوري الإيراني إلى سوريا لدعم قوات الرئيس بشار الأسد ضد مقاتلي المعارضة في البلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصادر موالية لإيران، قولها إن إيران ملتزمة حاليا بشكل كامل بحماية نظام الأسد، «حتى لدرجة اقتراح فتح جبهة سورية جديدة في مرتفعات الجولان ضد إسرائيل».
قوات بريطانية
أفادت صحيفة «ديلي ستار صندي» أن بريطانيا أرسلت قوات إلى الحدود السورية، في إطار ما اعتبرته انجرارها إلى الصراع الدائر في هذا البلد منذ أكثر من عامين.
وقالت الصحيفة، إن أكثر من 350 جندياً من مشاة البحرية الملكية البريطانية سيتوجهون هذا الأسبوع إلى الأردن، بعد أن هاجم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، النظام السوري لاستخدامه الأسلحة الكيميائية.
