دعت فرنسا أمس إلى إعادة التوازن بين قوات النظام السوري والجيش الحر، في مسعى لإنقاذ مؤتمر «جنيف2» الذي لن تحضره المعارضة في حال تقدمت قوات الرئيس بشار الأسد في حلب بحسب باريس، فيما اعتبرت روسيا أن «تساهل» الغرب في تسليح المعارضة السورية من شأنه أن يقوض عقد المؤتمر الدولي، فيما يلتقي قادة بريطانيا وروسيا في لندن الأحد المقبل لبحث الأزمة السورية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس رداً على أسئلة الشبكة التلفزيونية الفرنسية الثانية إن تقدم قوات النظام السوري المدعومة من إيران وحزب الله اللبناني نحو حلب تمهيداً لهجوم كبير على هذه المدينة الواقعة في شمال البلاد يجب أن يتوقف. وأضاف: «يجب أن نتمكن من وقف هذا التقدم قبل حلب.
إنه الهدف المقبل لحزب الله والإيرانيين في آن». وتابع: «يجب تحقيق إعادة توازن (بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة) لأنه في الأسابيع الأخيرة حققت قوات (الرئيس السوري) بشار الأسد، وخصوصا حزب الله والإيرانيين، تقدما هائلا بواسطة الأسلحة الروسية». وردد مرة جديدة أن «بشار (الأسد) استخدم الأسلحة الكيميائية بشكل مشين».
وأضاف: «يجب أن نوقفه لأنّه إن لم تحصل إعادة توازن للقوى على الأرض، لن يكون هناك مؤتمر سلام في جنيف، لأن المعارضة لن توافق على الحضور، في حين ينبغي تحقيق حل سياسي». لكن فابيوس لم يوضح ما الذي يقصده بقوله «يجب أن نوقفه»، وفيما إذا كان يقصد تسليح المعارضة أم ممارسة ضغوط على نظام الأسد.
جنود المقاومة
وأضاف: «بالنسبة إلى جنود المقاومة يجب أن تكون لديهم أسلحة، لأن الأسد لديه طائرات وأسلحة قوية، واستخدم أسلحة كيماوية. يجب ألا نسلحهم من أجل التسليح فقط، ولكن يجب أن تكون هناك إعادة للتوازن».
ويستمد هذا الكلام أهمية إضافية من كونه جاء غداة محادثات فرنسية سعودية موسعة في باريس شارك فيها وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات السعودية الأميران سعود الفيصل وبندر بن سلطان. واتفق الجانبان السعودي والفرنسي على ضرورة اتخاذ خطوات دولية عاجلة كي لا يتكرر في حلب ما حصل في القصير، لكن الفرنسيين يقرون بأن التوافق الدولي حول عمل عسكري مستحيل في ظل الموقف الروسي المعروف.
المسألة الإيرانية
وقال فابيوس: «خلف المسألة السورية هناك المسألة الإيرانية. وإن لم نكن قادرين على منع إيران من الهيمنة في سوريا، كيف يمكن أن تكون لنا مصداقية حين نطالبها بعدم حيازة السلاح الذري؟ كل شيء مترابط إذاً». وشدد على ضرورة أن «يتمكن المقاومون (السوريون) من الدفاع عن أنفسهم، من خلال امتلاك أسلحة».
رفض روسي
في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «تساهل الغرب مع طلبات المعارضة السورية بتسليحها يعمل على إحباط الجهود الرامية إلى عقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا». وأضاف في ختام مباحثاته مع نظيره البرازيلي أنطونيو باتريوتا في ريو دي جانيرو أن موقف المعارضة السورية يشير إلى أنها لن تحضر المؤتمر قبل استعادة التوازن العسكري، «لكن إذا أخذنا هذا المعيار بعين الاعتبار، فلن يعقد هذا المؤتمر أبداً».
جهود بريطانيا
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بريطانيا تنوي استغلال دورها كدولة مضيفة لقمة مجموعة الثماني الأسبوع المقبل لمحاولة الجمع بين طرفي الصراع في سوريا لحضور مؤتمر سلام. وقال كاميرون أمام البرلمان: «علينا أن نستغل قمة الثماني لمحاولة الضغط على كل الأطراف لعقد مؤتمر سلام... عملية سلام واتخاذ خطوة نحو تشكيل حكومة انتقالية في سوريا». وأضاف كاميرون أنه من المقرر أن يتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى لندن يوم الأحد المقبل لإجراء محادثات بشأن سوريا قبل القمة التي تعقد في ايرلندا الشمالية.
دعوة شفهية
نقل التلفزيون الإيراني الرسمي عن نائب لوزير الخارجية الإيراني قوله إن بلاده تلقت الدعوة لمؤتمر دولي للسلام من المزمع عقده في جنيف يهدف إلى إنهاء الحرب في سوريا.
وقال حسين امير عبد اللهيان لتلفزيون «برس.تي.في»: «تلقينا دعوة شفهية للمشاركة في مؤتمر جنيف2. إيران جزء مهم من حل الأزمة في سوريا». ولم يذكر الجهة التي وجهت الدعوة، لكنه قال إن إيران سترد بعد أن تتلقى دعوة مكتوبة. رويترز
