أثمرت زيارة رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح إلى العراق توقيع ست اتفاقات: في الاقتصاد والثقافة والبيئة والدبلوماسية والنقل، مع إعلان الكويت عزمها دعم العراق أمميا لإخراجها من الفصل السابع إلى الفصل السادس مع العمل سويا على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.. وتأكيد البلدين انتقال العلاقة بينهما إلى مرحلة جديدة.. مع تأكيد القيادة الكويتية إبلاغها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بإيفاء العراق بالتزاماته وإن «ما تبقى منها يمكن معالجته ضمن الفصل السادس» ما يعني دعم الكويت إخراج العراق من مظلة الفصل السابع للميثاق الأممي.
وبحث جابر المبارك خلال الزيارة الرسمية إلى بغداد التي استغرقت بضع ساعات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العلاقات الثنائية وإخراج العراق من الفصل السابع وهو الهدف الذي تعمل الحكومة العراقية على تحقيقه، إضافة إلى مناقشة إمكانية إنهاء ملفات عالقة تتعلق بالحدود والمفقودين والأرشيف الكويتي، وما تبقى من تعويضات غزو العراق للكويت والبالغة 11 مليار دولار.
وأعلن مجلس الوزراء العراقي في بيان صدر إن «العراق والكويت وقعا ست اتفاقيات بمجالات الاقتصاد والثقافة والبيئة والدبلوماسية والنقل»، لافتا إلى أن «المسؤولين في العراق ثمنوا الدور الايجابي والبناء الذي أبداه شعب وحكومة ودولة الكويت لمساعدة العراق للخروج من الفصل السابع بعد أن أوفى كافة التزاماته» المتعلّقة بالقرارات الأممية ذات الصلة بالغزو العراقي للكويت في العام 1990.
وأكد المالكي في كلمة افتتح بها جلسة الاجتماع المشترك بدء مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين الجارين، وقال: «لن نكتفي بتجاوز الأزمات وإنما نفتح عهدا جديدا في التعاون وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وفي مجالات الاستثمار والطاقة والنقل والبيئة»، داعيا رجال الأعمال والقطاع الخاص الكويتي إلى "الإفادة من فرص الاستثمار الكثيرة المتوفرة في العراق.
من جهته، قال رئيس مجلس الوزراء الكويتي: «استطعنا فتح مرحلة جديدة في العلاقات العراقية الكويتية تجاوزنا خلالها معالجة التركة الثقيلة وطي صفحة الماضي إلى علاقات أوسع في جميع المجالات».
محادثات تثمر 6 اتفاقات
من جهته، أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد، أن زيارة الوفد الكويتي «كانت مثمرة... وقعنا 6 مذكرات تعاون وسينعكس إيجابا على الشعبين الشقيقين».
وقال زيباري إن «المباحثات كانت مثمرة بين وفدي البلدين في مسار العلاقات العراقية الكويتية»، وأضاف: «توصلنا إلى نتائج مثمرة للتخلص من هذه التبعات التي أثرت على العراق.. ركزت المحادثات على ما تحقق من هذه الانجازات والتطلع خارج إطار الفصل السابع والعلاقات الطبيعية بين البلدين لتحقيق شراكة حقيقية بين الشعبين».
وأوضح وزير الخارجية العراقي أن «مجموعة من الأفكار طرحت في كيفية تطوير الاقتصاد واتفقنا على مجموعة من الخطوات لتعضيد العلاقات بين الشعبين الشقيقين وكل هذه الأمور أصبحت ممكنة للتطبيق».
دعم كويتي
من جانبه، قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح: «أنجزنا في الـ 27 من الشهر الماضي في ما يتعلق بقرار 833 ووقعنا على تشكيل لجنة لخروج العراق من طائلة البند السابع.... نحن سعداء لخروج العراق من الفصل السابع وسنبلغ مجلس الامن بدعمنا نقل العراق من البند السابع الى السادس لكي يصبح العراق ركيزة أساسية لأنه من الدول المؤثرة في المنطقة».
وأضاف صباح الخالد ان «هذا الأمر سيقدم إلى الأمين العام للامم المتحدة لكي يقرر في النصف من هذا الشهر ويكون العراق استوفى قراراته تحت بند الفصل السابع وهذه الزيارة تمثل انطلاقة جديدة في البلدين لاستمرار العلاقة ودعمها لكي ينجح البلدان».
وأوضح الصباح «نحن نثق بالعراق على تجاوز كل المشاكل لأنهم وضعوا خطوات كبيرة لكل هذه الأمور، والعراق قادر على مواجهة كل الصعاب»، مبينا ان «هناك منتدى اقتصادي بين البلدين وسيتيح الفرص للاقتصاد».
وفي معرض جوابه على سؤال حول ميناء مبارك الكويتي المثير للجدل، اعتبر الصباح ميناء مبارك الكبير، الذي يثير غضب قطاع من العرقيين «تكاملياً وليس تنافسياً والمنطقة تحتاج أكثر من ميناء»، ما اعتُبر رسالة تطمين الى الجانب العراقي الذي عبّر مراراً عن اعتراضه على بناء الميناء المذكور في هذا المكان بسبب تأثيراته المحتملة على الملاحة البحرية العراقية.
تعاون ثنائي
وأكد الصباح استعداد بلاده للتعاون مع العراق في جميع المجالات خصوصاً في قطاعات النقل البري والبحري والجوي.
يذكر أن العراق يخضع منذ العام 1990 للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة الذي فرض عليه بعد غزو النظام البائد دولة الكويت في أغسطس من العام نفسه، ويسمح هذا البند باستخدام القوة ضد العراق باعتباره يشكل تهديداً للأمن الدولي، بالإضافة إلى تجميد مبالغ كبيرة من أرصدته المالية في البنوك العالمية لدفع تعويضات للمتضررين جراء الغزو.
مقتل 16 عراقياً في سلسلة هجمات شمال شرقي بغداد
أعلنت مصادر الشرطة العراقية أمس أن 16 شخصا قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في سلسلة هجمات متفرقة شهدتها مناطق متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كيلومترا شمال شرقي بغداد).
وقالت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية إن«مسلحين مجهولين قتلوا أمس سبعة من سائقي الشاحنات بعد خطفهم شمال شرق مدينة بعقوبة ..في منطقة حمرين شمال شرق بعقوبة رمياً بالرصاص فيما اطلق مسلحون الرصاص على نقطة تفتيش للشرطة أسفر عن مقتل ثلاثة من منتسبي الشرطة في قرية زاغنية شمال شرق بعقوبة»
وأضافت المصادر إن «ثلاثة من منتسبي الشرطة قتلوا وأصيب ثلاثة اخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للشرطة في حي الاحيمر شرقي بعقوبة»، وتابعت «قتلت قوة أمنية مشتركة ثلاثة من عناصر القاعدة وأبطلت مفعول 12 عبوة ناسفة في عملية أمنية جرت شمال بعقوبة». بغداد-د.ب.أ
