مع اقتراب موعد زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنطقة بهدف دفع عملية السلام والتي ذكرت تقارير اسرائيلية انها تأجلت لإعطاء فرصة للفلسطينيين من اجل تحديد موقفهم بشأن اطلاق المفاوضات المباشرة التي اكدت مصادر انها مرهونة فلسطينيا بموافقة اسرائيل الافراج عن الاسرى القدامى، بينما اكدت الرئاسة الفلسطينية ان كيري لم يؤجل زيارته وانما لم يحدد موعدها بعد.
بينما اظهرت بيانات اسرائيلية ارتفاع نسبة البناء الاستيطاني في الربع الاول من العام الحالي الى 176 في المئة في الوقت الذي استؤنف فيه البناء في اكبر مستوطنتين في الضفة الغربية وهما «بيتار ايليت» و«مودين ايليت» بعد توقف شبه تام خلال السنوات الثلاث الاخيرة، تزامنا مع تأكيد مجلس حقوق الانسان ان عمليات توسيع المستوطنات تمثل تهديدات أساسية لحق الفلسطينيين في تقرير المصير .
وقال مكتب الاحصاء المركزي الاسرائيلي انه خلال الشهور الثلاثة الاولى من العام الحالي بدأ العمل لبناء 865 منزلا جديدا في الضفة الغربية، من بينها 265 في «بيتار ايليت» و341 في «مودين ايليت»، بحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية على موقعها الالكتروني .
ومقارنة بالربع الاول للعام الماضي، بدأ العمل بشأن 313 منزلا جديدا للمستوطنين من بينها 12 في «بيتار ايليت» و26 في «مودين ايليت». وتقع المستوطنتان بالقرب من خطوط ما قبل عام 1967 ومن المحتمل ان تصبح المستوطنتان جزءا من اسرائيل في اي اتفاق بشان الوضع النهائي مع الفلسطينيين.
الى ذلك أكد المقرر الخاص الأممي لحالة حقوق الانسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد فولك في تقرير قدمه امس الى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة والمنعقد فى جنيف ان عمليات توسيع المستوطنات الاسرائيلية غير القانونية والتي توصف بالضم الزاحف وتهدف الى احداث تغيير ديمغرافي بما في ذلك في القدس الشرقية تمثل تهديدات أساسية لحق الفلسطينيين في تقرير المصير .
موعد الزيارة
تأتي بيانات مكتب الاحصاء في الوقت الذي يدفع فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري بمبادرة دبلوماسية جديدة لاحياء المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة المجمدة منذ شهر ديسمبر عام 2008.
في الاثناء أعلنت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن كيري أرجأ زيارته إلى المنطقة التي كانت مقررة اليوم إلى أجل غير مسمى.
في حين نقلت صحيفة «إسرائيل اليوم»، عن مصادر اسرائيلية، قولها إن كيري اجل زيارته للمنطقة من أجل منح المزيد من الوقت للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكي يقرر بشأن المطالب الفلسطينية فيما يتعلق باستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وأضافت أن كيري يريد معرفة ما إذا كان عباس سيقرر إلغاء وضع «شروط مسبقة» لاستئناف المفاوضات، والتي تتمثل بمطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
في المقابل أوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، أنه لم يكن هناك موعد لزيارة كيري حتى يتم تأجيله، ونحن بانتظار عودته لمتابعة الجهود التي يبذلها لإحياء عملية السلام.
وجدد أبو ردينة، التأكيد على موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من استئناف المفاوضات المتمثل بوقف الاستيطان وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل.
الأسرى القدامى
وفي السياق نقل امس موقع «والاه» العبري عن مصدر فلسطيني لم يكشف عنه، استعداد الجانب الفلسطيني للتجاوب مع المساعي المبذولة من قبل كيري للعودة الى المفاوضات، حال وافقت اسرائيل على الافراج عن كافة المعتقلين الفلسطينيين ما قبل اوسلو.
وأشار الموقع الى ان نتانياهو سبق ووافق قبل عام على الافراج عن 50 اسيرا من الاسرى القدامى أثناء مساعٍ كانت تبذل للعودة الى المفاوضات، ولكن القيادة الفلسطينية أصرت على الافراج عن كافة المعتقلين للعودة الى المفاوضات.
تهنئة
هنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد رامي الحمد الله على توليه مهام منصبه، مناشدة الدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وجاء في خطاب التهنئة الذي نشر مضمونه امس في برلين، إن الحكومة الألمانية تأمل في أن يكون هناك «استئناف قريب لمفاوضات سلام مباشرة لتحقيق حل الدولتين». برلين د.ب.أ
