بدأت إثيوبيا أواخر مايو الماضي عملية تحويل مجرى النيل الأزرق تمهيداً لبدء بناء «سد النهضة»، إذ اكتسب الحدث في أديس أبابا ميزة تاريخية ذات دلالات سياسية مهمة بتزامن هذا اليوم مع احتفالات الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية بالذكرى الثانية والعشرين لوصول الائتلاف الحاكم إلى السلطة، وأثار هذا الإنجاز الأثيوبي جدلاً في مصر دولة المصب، التي ترى أنّ حقوقها التاريخية في نهر النيل مكفولة باتفاقيتي 1929 و1957 اللتين تمنحان مصر والسودان 87 في المئة من إجمالي مياه النيل، بالإضافة إلى حق الاعتراض على أي مشاريع تراها القاهرة متعارضة مع مصالحها.
وتدرج الموقف الرسمي من الاطمئنان بأنّ كميات مياه النيل التي ستصل إلى مصر لن تتأثر سلبياً من السد الذي تقدّمت أشغاله بنسبة واحد وعشرين في المئة، إلى تحذير من الرئيس المصري بأن مصر «لا يمكن أن تسكت على أي شيء يمكن أن يؤثّر على نقطة واحدة من مياه النيل»، فيما تدرج الموقف السوداني عكسياً من غضب أبداه السفير السوداني في مصر واصفاً القرار الإثيوبي بـ«الصادم» إلى تأكيد من وزارة الخارجية بأنّ السودان لن يتضرر من سد النهضة.
ويجمع برنامج «قابل للنقاش» الذي تبثّه قناة دبي الأطراف الثلاثة المصرية والسودانية والأثيوبية على مائدة التحليل الهادئ حول تساؤل محوري ما هي تأثيرات سد النهضة الأثيوبي على الأمن المائي المصري والسوداني؟ يشارك في النقاش من القاهرة السفير الأثيوبي في مصر محمود دريرغيدي، والدكتور ضياء الدين القوصي وكيل وزارة الري السابق، ونائب مدير المركز القومي لبحوث المياه سابقاً، ومن كوالالمبور الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان الخبير السوداني الدولي في قوانين وسياسات المياه. ويبث برنامج «قابل للنقاش» على شاشة تلفزيون دبي مساء اليوم الخميس الساعة: 22:30 بتوقيت الإمارات الـ: 18:30 بتوقيت غرينتش، والإعادة يوم الأحد المقبل الساعة: 12:00 بتوقيت الإمارات، وهو من تقديم الإعلامية التونسية نوفر عفلي وإعداد سامي مصدّق.
