استهدف الثوار السوريون للمرة الأولى، نهار أمس، السفارة الروسية في قلب العاصمة دمشق بعدد من قذائف هاون أسفرت عن إصابة محيط السفارة وفرع التحقيق التابع للأمن السياسي المجاور لها، في حين اندلعت معارك عنيفة في مدينة معضمية الشام بريف دمشق بين الجيش الحر من جهة وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله، بالتزامن مع تأكيد منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن قتلى نهر قويق في حلب الذين عثر عليهم مطلع العام الجاري أعدموا ميدانيا على أيدي قوات النظام.

وسقطت عدة قذائف أمس في محيط السفارة الروسية وفرع التحقيق التابع للأمن السياسي بمنطقة الفيحاء في قلب العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن وقوع إصابات.

وقال أحد السكان إن «عدة قذائف سقطت في منطقة ما بين السفارة الروسية وفرع الأمن السياسي بمنطقة الفيحاء»، مضيفاً أن «اثنين على الأقل أصيبا جراء الحادث وجراحهما خطيرة».

وسبق أن تعرضت المنطقة ذاتها ومنطقة المشاتل القريبة منها إلى سقوط عدة قذائف أدت إلى مقتل وجرح عدة أشخاص.

معارك المعضمية

في الاثناء اندلعت معارك عنيفة في مدينة معضمية الشام بريف دمشق منذ صباح أمس بين كتائب الجيش الحر من جهة وقوات النظام مدعومة بمقاتلي حزب الله اللبناني من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط سبعة قتلى من النظام وحزب الله، حسب الهيئة العامة للثورة السورية التي ذكرت أن الثوار سيطروا على حاجز لمقاتلي حزب الله على أطراف المعضمية. كما أشارت شبكة شام إلى تعرض المدينة لقصف مكثف وعنيف من الدبابات والمدفعية.

أحياء العاصمة

ويتزامن احتدام المعارك في معضمية الشام القريبة من العاصمة مع قصف عنيف استهدف منازل المدنيين في حي تشرين وجادة المشروح في حي برزة، إضافة لحيي القابون وجوبر بالعاصمة دمشق. وقال مجلس قيادة الثورة إن قذيفة تسقط كل أربع دقائق على حي تشرين.. في وقت قال ناشطون إن الطيران الحربي التابع للنظام شن غارات على أحياء بالعاصمة، وإن اشتباكات عنيفة تجري في بلدات بريف دمشق بين كتائب الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومة بمقاتلين من حزب الله.

في غضون ذلك، قال ناشطون إن السلطات السورية أقدمت خلال اليومين الماضيين على حرق أراض زراعية في عدد من المدن والبلدات والقرى السورية.

وذكر ناشطون أن عناصر من أجهزة الأمن السورية أحرقوا أمس أراضي زراعية واسعة في قرية كفر نبودة التابعة لمحافظة حماة وسط البلاد، موضحاً أن الساعات الثماني والأربعين الماضية شهدت أيضا إحراق مساحات زراعية في محافظات درعا وحمص وريف دمشق، إما بهدف المعاقبة الجماعية للسكان أو لمنع مقاتلي المعارضة من الاختباء فيها.

على صعيد متصل قتل ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة وسقط عدد من الجرحى بينهم أطفال ونساء جراء قصف قوات النظام منزلهم بحي الحميدية بدير الزور صباح أمس، بحسب الهيئة العامة للثورة وسط اشتباكات عنيفة في عدة أحياء من المدينة الواقعة بشرق سوريا. كما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان منذ صباح أمس سقوط 14 قتيلاً معظمهم في دير الزور ودمشق وريفها وحمص.

إعدامات جماعية

من جانب آخر، ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس أن 147 شخصاً على الأقل عثر على جثثهم في نهر يمر في حلب في الفترة بين يناير ومارس 2013، تم إعدامهم على الأرجح في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.

 

رئيس أركان الجيش الحر يحذّر من حرب طويلة

حذّر رئيس أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس من وقوع سوريا في مستنقع الحرب الأهلية لعقود قادمة ما لم يتم تسليح الجيش السوري الحر.

وقال اللواء ادريس لصحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية نشرته أمس إن استمرار هذا الوضع «لن يمكّن نظام الرئيس الأسد من الفوز أو استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من أيدي المتمردين ولا الأخيرين من تحقيق ثورتهم، لكنه بدلاً من ذلك سيلقي بسوريا في مستنقع حرب أهلية تستمر لعقود».

وأكد رئيس أركان الجيش السوري الحر أن بريطانيا «لم توافق حتى الآن على توفير قوة النيران المطلوبة رغم قيامها بتنسيق جهود رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على سوريا، وليست هناك ضمانات على الإطلاق باستثناء وعود بتزويدنا بالأسلحة، لكننا لم نتلق أية إشارات منها بأننا سنحصل على هذا الدعم بعد رفع الحظر المفروض على الأسلحة»، مضيفاً القول إن «التغيير في المد العسكري في الأشهر الأخيرة بحصول نظام الرئيس الأسد على أسلحة روسية ودعم من مقاتلي حزب الله الموالي لإيران، وضع الجيش السوري الحر في موقف خطير جداً وغير قادر على كسب المعركة، لأن ما يحصل عليه من دعم ليس كافياً لوضع حد للقتال في سوريا، في حين يحصل نظام الأسد على دعم كبير جداً».

وقال إدريس: «نحن في أشد الحاجة إلى مجموعة من أفضل الأسلحة المضادة للدبابات، لأن راجمات القنابل المستخدمة من قبل الثوار حاليا لم تعد فعالة ضد الدبابات الروسية الحديثة، التي حصل عليها النظام السوري مؤخراً وبلغ عددها 120 دبابة، ويحتاجون بصورة ماسة لأسلحة مضادة للدبابات والطائرات أكثر قوة». واضاف: «نحن حزينون جداً لأن المجتمع الدولي يتحدث ولكن بدون فعل، فيما يقوم مقاتلو حزب الله بالقتال في سوريا والغرب يتفرج كيف يُقتل السوريون بالسكاكين ويتم تدمير كل شيء دون أن يتخذ أي اجراء».

 

كارثة صحية

حذّرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد خطر الأوبئة في سوريا والدول المجاورة مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصاً التيفوئيد والكوليرا والدزنتاريا.

وأعربت المنظمة في تقرير عن القلق العميق من تزايد حالات الأمراض المتنقلة داخل سوريا وبين السوريين النازحين إلى الدول المجاورة في المنطقة، محذّرة من أن غياب إجراءات الوقاية والسيطرة من شأنه أن يؤدي إلى خطر محتمل لتفشّي الأوبئة. وأشارت في تقريرها إلى أنه في العامين الماضيين، تعرّض النظام الصحي السوري إلى تعطيل خطير، حيث إن 35 في المئة من المستشفيات الحكومية توقفت عن العمل، وفرّ حوالي 70 في المئة من العاملين في القطاع الصحي في بعض المحافظات، وهو ما قاد إلى تناقص كبير في عدد الموظفين الصحيين الأكفاء وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية.