شهدت منطقة البقاع اللبناني المحاذية للحدود مع سوريا أمس سقوط نحو 15 قتيلاً في اشتباكات هي الأولى من نوعها بين الجيش السوري الحر وعناصر حزب الله اللبناني الذي يقاتل داخل سوريا إلى جانب النظام، وفيما لم يتضح ما إذا كان ثوار سوريا بدؤوا بنقل المعارك إلى داخل لبنان لمنع وصول تعزيزات من حزب الله إلى النظام، قتل تسعة عناصر من القوات النظامية في تفجير استهدف مقر الشرطة في دمشق، في وقت سقط عشرات القتلى في معارك بريف حمص مع احتدام المواجهات في مدينة القصير.

وفي تفاصيل الوضع الميداني، قالت مصادر أمنية لبنانية إن عددا من المقاتلين قتلوا في اشتباك وقع ليلة أول من امس في شرق لبنان قرب الحدود مع سوريا بين مقاتلين من حزب الله ومقاتلين من المعارضة السورية.

وذكر مصدر أن 15 شخصا قتلوا في الاشتباك شرقي بلدة بعلبك في سهل البقاع إلا أن العدد الفعلي لن يتضح إلا بعد انتشال الجثث من المنطقة الواقعة على بعد نحو كيلومترين من الحدود، كما لم يتضح الطرف الذي ينتمي إليه كل قتيل، إلا ان وسائل إعلام لبنانية قالت إن الحزب فقد مقاتلاً واحداً كما أصيب أربعة منهم بجروح، فيما خسر الجيش الحر 14 شخصاً.

محاذاة ريف دمشق

وقال مصدر امني لبنان ان «عنصرا من حزب الله قتل»، لكنه لم يتحقق من عدد قتلى الجيش الحر قائلاً إن «عدداً من المسلحين من الجانب السوري قتلوا، لم يعرف عددهم».

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان حصول اشتباكات في هذه المنطقة المحاذية لريف الزبداني ويبرود في ريف دمشق من الجهة السورية وجرود بعلبك اللبنانية، والمتداخلة في بعض اجزائها بين البلدين. وتمتد الحدود اللبنانية مع سوريا في الشمال والشرق على كيلومترات طويلة غير مرسمة او محددة بشكل واضح في نقاط عديدة.

وسبق الاشتباك الليلي سقوط صواريخ عدة انطلقت من هذه المنطقة الحدودية، بحسب المصدر الامني، على بلدات في قضاء بعلبك الذي يملك فيه حزب الله نفوذا واسعا. وهي المرة الاولى التي تطاول فيها الصواريخ منطقة بعلبك. وكان الجيش الحر استهدف خلال الاسابيع الماضية بلدات في منطقة الهرمل القريبة من بعلبك ردا على تدخل حزب الله العسكري الى جانب قوات النظام في منطقة القصير في محافظة حمص.

وسقط أمس صاروخان جديدان مصدرهما الاراضي السورية على جرود الهرمل من دون ان يوقعا اصابات.

قسم الشرطة

في الأثناء، قتل تسعة عناصر من القوات النظامية السورية في تفجير انتحاري قرب قسم للشرطة في دمشق، كما افاد المرصد السوري.

وقال المرصد في بيان إنه قتل تسعة من عناصر القوات النظامية الذين قضوا اثر تفجير رجل سيارة مفخخة بالقرب من قسم الشرطة في حي جوبر في شرق العاصمة. واكتفت وكالة الانباء السورية الرسمية بالاشارة الى «معلومات أولية عن انفجار سيارة مفخخة في أول مدخل جوبر»، من دون ان تعطي تفاصيل اضافية.

ويشهد حي جوبر معارك بين الجيش السوري ومسلحي المعارضة. ومنذ اشهر، تدور اشتباكات في هذا الحي الذي يستهدف باستمرار بغارات جوية وقصف بقذائف الهاون.

من جهة اخرى، تمكنت القوات النظامية من اعادة السيطرة على بلدة الزغبة التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية في ريف حماة الشرقي وذلك إثر انسحاب مقاتلي الكتائب المقاتلة منها بعد اسابيع من السيطرة عليها.

وكانت قوات النظام السوري استعادت السبت السيطرة على بلدتي الطليسية والجنينة ذات الغالبية العلوية في المنطقة نفسها. واوضح المرصد ان السكان العلويين كانوا هجروا هذه البلدات بعد دخول مقاتلي المعارضة اليها.

ريف حمص

وفي معارك ريف حمص الشمالي، قتل 28 مقاتلا من المعارضة.

وأفاد المرصد في بريد الكتروني بمقتل 28 «من الكتائب المقاتلة اثر كمين واشتباكات مع القوات النظامية في بساتين قرية كفرنان التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلوية والواقعة بريف حمص الشمالي وبين الشهداء اثنان من قادة الكتائب المقاتلة».

 كما اشار الى هجوم نفذه مقاتلو المعارضة على حاجز الملوك التابع للقوات النظامية عند طرف مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي ايضا، ما تسبب بمقتل ستة عناصر من الحاجز على الاقل. الا ان المقاتلين لم يتمكنوا من السيطرة على الحاجز.

يشار إلى أنّ قوات النظام تحاصر تلبيسة منذ اكثر من سنة.

واشار المرصد الى استمرار النظام في استقدام تعزيزات الى القصير حيث تستمر المعارك بين الجيش السوري وحزب الله اللبناني من جهة ومقاتلي المعارضة المتحصنين خصوصا في الجزء الشمالي من المدينة.

مناشدة

 

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف في بيان أمس وجود مئات الأشخاص من أصحاب الإصابات الشديدة في مدينة القصير السورية بلا رعاية طبية.

وناشدت اللجنة الدولية أطراف الصراع بتمكين أفراد الإغاثة من الوصول إلى المصابين دون شروط مسبقة مشيرة إلى أن هناك متطوعين من الهلال الأحمر السوري على استعداد للقيام بهذه المهمة.

وقال مدير العمليات في الشرق الاوسط روبرت مارديني: «ندعو كل الأطراف لاحترام القانون الدولي وحماية حياة المدنيين والمقاتلين المصابين».

مضايقة لبنانيين شيعة يناهضون القتال في سوريا

يتعرض بعض أفراد الطائفة الشيعية في جنوب لبنان إلى العديد من المضايقات من قبل حزب الله، وذلك بسبب مواقفهم المناهضة لتدخل الحزب في القتال الدائر في سوريا. وأقام الكاتب اللبناني، رامي عليق، الذي كان واحداً من أفراد حزب الله قبل أن ينشقَّ عنه عام 1996، مؤتمراً صحافياً قبل أيام في منزله بعد أن تراجعت نقابة الصحافة وأحد الفنادق في بيروت عن استضافته.

وتحدث عليق عن حملة التهديدات والتخوين التي تطاله مؤخراً بسبب مواقفه وآخرها رفضه لتورط حزب الله في القصير. واعتبر أن «بعض القادة المتهورين في الحزب باعوا قضيتنا وقضية الشيعة وقضية لبنان، وكل ما أنجزناه لمجموعة من السياسيين الإيرانيين الذين لا يقرأون لبنان في إطار مشروعهم الكبير»، مضيفاً: «نحن لسنا وقوداً».

ومن جانبها، تعرضت طالبة الإعلام، مروة عليق، إلى حملة وصلت لحد التهديد بالموت واتهامها بالفجور، بسبب كتاباتها على صفحتها الخاصة على «فيسبوك».

وكانت ابنة الجنوب وابنة الطائفة الشيعية كتبت أن دم أطفال سوريا وشباب لبنان الذين يرسلون ليموتوا في القصير أغلى من جميع المقامات الدينية.

وعلقت مروة عليق، وهي ابنة عم الكاتب اللبناني رامي عليق، المعروف بمناهضته لحزب الله، على الموضوع قائلة لقناة «العربية»: «لم ولن أتعدى على أي مقام ديني».

ومن جانبه، عبر التيار الشيعي الحر صراحة عن رفضه لما يحدث في سوريا. وقال على لسان رئيس التيار، الشيخ محمد الحاج حسن، في مؤتمر أقامه مؤخراً: «نحن هنا لنقول إن هناك شيعة لا يرتضون قتل الشعب السوري».