اشتدت وتيرة القتال حول مدينة القصير في سوريا، في وقتٍ تمكن مئات المقاتلين القادمين من مدينة حلب لإمداد الثوار فيها من خرق الحصار المفروض من ميليشيا حزب الله اللبناني وقوات النظام، في تطورٍ ميدانيٍ قد يشكل تحولاً في الوضع على الأرض، مع استمرار الحزب في قتل المدنيين الهاربين، بينما خرجت تظاهرات ضخمة على الرغم من الأوضاع الأمنية، جددت التمسك بمبادئ الثورة.

وتمكن مقاتلون سوريون معارضون خلال الساعات الماضية من دخول مدينة القصير المحاصرة من قوات النظام. وأعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السوري بالإنابة جورج صبرة في اسطنبول ان «ألف مقاتل من كل أنحاء سوريا نجحوا في دخول القصير»، التي كان الجيش السوري النظامي ومقاتلو حزب الله أحكموا الطوق عليها خلال اليومين الماضيين. وعلى صفحته على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي، أعلن «لواء التوحيد»، إحدى ابرز المجموعات المقاتلة ضد النظام في سوريا، «وصول مجاهدي لواء التوحيد الى داخل القصير» بدون تفاصيل اضافية.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان «مئات المقاتلين تمكنوا من فتح ثغرة لجهة بلدة شمسين شمال شرق القصير ونفذوا منها الى داخل المدينة».

وأوضح ان اشتباكاً حصل في شمسين بين مجموعة من المقاتلين كانت متجهة الى القصير وقوات النظام ما تسبب بمقتل أحد عشر مقاتلًا. وأردف: «بينما ساد الاعتقاد للوهلة الاولى ان المقاتلين الآخرين انسحبوا، تبين أنهم قاموا بعملية التفاف وعادوا وتمكنوا من دخول المدينة من الموقع نفسه».

استهداف المدنيين

وبالتوازي، أعلن الجيش الحر مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 20 في مجزرة نفذها عناصر الحزب بحق النازحين في الضبعة بمدينة القصير. وقالت القيادة المشتركة للجيش الحر إن مسلحين من الحزب «ارتكبوا مجزرة مروعة جديدة بحق النازحين في الضبعة راح ضحيتها ثمانية قتلى وعشرين جريحاً». وأوضحت أن الضحايا «من الأهالي المدنيين الذين حاولوا النزوح خارج القصير هرباً من شدة القصف والمعارك لكنهم تعرضوا لكمين قرب مطار الضبعة العسكري».

قصف مكثف

في الأثناء، تعرضت المدينة لقصف مكثف من عدة محاور استخدمت فيه المدفعية الثقيلة وصواريخ أرض- أرض إلى جانب القصف الجوي المكثف، حيث تعرضت الى أربع غارات، فيما ذكر الجيش الحر أن قواته قتلت أكثر من 25 من عناصر حزب الله وأصابت ثلاثين في معارك ضارية متفرقة في غرب وجنوب القصير وفي الجوسية، مضيفاً أن مقاتليه «نجحوا في استدراج سبعة من عناصر الجيش النظامي إلى داخل أحد الأنفاق المفخخة قرب شمال شرق مدينة القصير، حيث لقوا مصرعهم جميعاً».

مناطق متفرقة

ميدانياً أيضاً، أفاد المركز الإعلامي السوري أن قوات النظام قصفت بالطائرات حي برزة بدمشق، كما تعرض الحي للقصف من المدفعية وراجمات الصواريخ، مضيفا أن بساتين برزة شهدت اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام التي حاولت اقتحام الحي، ومنبهاً إلى «الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانيها سكان الحي في ظل الحصار الأمني المفروض عليه».

كما قصف جيش النظام أحياء عديدة في حلب شمال سوريا، في حين قصف الجيش الحر بالهاون الأكاديمية العسكرية في حلب كما أعطب مروحية قرب فرع الاستخبارات الجوية في حلب المدينة.

مبادئ الثورة

وفي سياق متصل، خرجت تظاهرات عارمة، شارك فيها الآلاف على الرغم من الوضع الأمني، في معظم المناطق السورية في جمعة أطلقوا عليها اسم جمعة «مبادئ الثورة خطوطنا الحمراء». ورفع المشاركون في الاحتجاجات التي عمت ريف دمشق وحلب وريفها وإدلب والرقة، أعلام الثورة السورية ودعوات للائتلاف الوطني المعارض بعدم الدخول في مفاوضات مع النظام.