تلوح نذر مجزرة جديدة في مدينة القصير السورية بعد نداءات استغاثة من المعارضة في المدينة لإنقاذ ألف جريح مع نفاد تام للمواد الطبية والإغاثية، وإمدادهم بالسلاح، بالتوازي مع قصف غير مسبوق لقوات نظام الرئيس بشار الأسد وميليشيات حزب الله على المدينة.
وأطلق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس «نداء استغاثة عاجلًا» لإنقاذ أكثر من ألف جريح في مدينة القصير أصيبوا جراء القصف المستمر الذي تنفذه قوات الأسد وميليشيات حزب الله على المدينة منذ أسبوعين».
وأوضح أن المدينة «تعاني من نقص حاد في المسعفين والأطباء وأبسط مستلزمات الإسعاف الأولية، بما يستدعي استنفار المنظمات الإغاثية الدولية والمستقلة، لإنقاذ هؤلاء الجرحى المدنيين وإخراجهم من المدينة، وتأمين علاجهم في مناطق آمنة بأسرع وقت». ودعا إلى «تحرك عاجل» من الصليب الأحمر والهلال الأحمر لـ«دخول القصير في سبيل إنقاذ الأبرياء فيها وتأمين الحماية لهم».
تدمير المدينة
وبعث مقاتلو المعارضة في القصير بمناشداتهم للحصول على المساعدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالوا إن البلدة يمكن أن تدمر. وقالوا في بيان إنه إذا لم تتحرك كل قوات المعارضة لوقف الجريمة التي يرتكبها حزب الله وجيش الأسد الخائن سيقال قريباً إن في هذا المكان كانت توجد بلدة اسمها القصير. وطلب مقاتلو المعارضة مساعدات عسكرية وطبية في القصير المحاصرة، حيث قالوا إنهم لا يستطيعون إجلاء مئات المصابين تحت قصف القوات النظامية المدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني.
كما ذكر الناشط المعارض مالك عمار في البلدة المحاصرة أن هناك 700 مصاب في القصير من بينهم 100 يتم تزويدهم بالأوكسجين. وتابع أن البلدة محاصرة، ولا يوجد سبيل لإدخال المساعدات الطبية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «المشافي الميدانية في مدينة القصير وريفها تعاني نقصا حادا في المستلزمات الطبية بسبب الحصار الخانق الذي تفرضه القوات النظامية».
وناشد مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» الصليب الأحمر الدولي «نقل المصابين إلى مكان آمن، أكانوا من المقاتلين المعارضين أم المدنيين»، متحدثاً عن «إصابة مئات بشكل مؤكد».
اشتباكات وقصف
وأشار المرصد إلى اشتباكات في المدينة «بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة من جهة، والقوات النظامية ومقاتلين من حزب الله من جهة أخرى»، إضافة إلى اشتباكات في قرية عرجون وأطراف مطار الضبعة العسكري في الريف الشمالي للقصير.
وقال مقاتلون في القصير إنهم يسمعون كل ساعة أصوات سقوط 50 قذيفة على الأقل. ويبدو أن حزب الله والقوات السورية يتقدمان بسرعة أكبر بعد أن سيطرا على قاعدة الضبعة الجوية.
وقالت وحدات لمقاتلي المعارضة من أنحاء مختلفة في سوريا منذ أيام إنها أرسلت مقاتلين لدعم قوات المعارضة في القصير، لكن المقاتلين داخل المدينة قالوا إنه لم يصل أحد بعد. وأظهرت لقطات مسجلة نشرتها بعض الوحدات وصول بعض الكتائب إلى مشارف القصير التي يعيش فيها 30 ألفاً، لكنها لم تتقدم أكثر من ذلك.
ونشر طبيب في مستشفى قريب من القصير نداء حتى يهرع المقاتلون لنجدة المدينة.
وأفاد بأن المقاتلين داخل القصير بحاجة إلى تدخل فوري من الكتائب في الخارج، حيث أكد عدم وصول أي إمدادات، مشيراً إلى أن البلدة بحاجة إلى فتح طريق لنقل المدنيين الجرحى.
وأوضح ناشط من القصير أن مقاتلي المعارضة يحتاجون إلى أن يأتي مقاتلون إلى مشارف المدينة ويهاجموا نقاط التفتيش بما يفتح طرق الخروج والدخول إلى المدينة.
نيران تركية
في غضون ذلك، قال الجيش التركي ان القوات التركية اطلقت النار على اراضي سوريا بعد تعرض إحدى عرباتها المدرعة لإطلاق نار من مسلحين مجهولين اثناء قيامها بدورية حدودية. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا بين القوات التركية.
