دان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أمس، قتل قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد وعناصر حزب الله اللبناني للمدنيين في مدينة القصير بريف حمص، مطالباً بإجراء تحقيق خاص بشأن أحداث المدينة، في حين برر رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف مشاركة ميليشيات الحزب في القتال، معتبراً أنها موجودة لـ«حماية المقدسات الشيعية» في سوريا.

وندد القرار الأممي الذي عرضته الولايات المتحدة وتركيا وقطر وأقر أمس بغالبية 36 صوتاً بينما عارضت فنزويلا وامتنعت ولم تصوت على القرار عشر دول، بـ«المذابح الأخيرة في القصير»، مطالباً لجنة التحقيق المستقلة بشأن سوريا، التي تعمل بتفويض من مجلس حقوق الانسان، القيام بـ«تحقيق خاص حول الأحداث في القصير».

كما دان القرار، الذي أقر بأغلبية واضحة بعد عرضه على الدول الـ47 الأعضاء في المجلس وليس من بينهم روسيا والصين، «تدخل مقاتلين أجانب يقاتلون لحساب النظام السوري في القصير»، معرباً عن «القلق الشديد من أن يشكل تورطهم تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي».

تحذيرات بيلاي

بدورها، اعتبرت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي أن «العدد المتزايد للجنود الأجانب الذين يعبرون الحدود من جهة او أخرى لا يؤدي إلا إلى تشجيع العنف الطائفي، حيث يبدو أن الوضع أصبح يحمل مؤشرات زعزعة استقرار بمجمله». واضافت في كلمة خلال اجتماع المجلس أن «القوات الحكومية تواصل قصف مدنيين في كل أنحاء البلاد بما يشمل القصير».

وطلبت بيلاي من «الدول التي لديها نفوذ على الأطراف» أن «تعمل من أجل وقف النزاع»، معتبرة أن إرسال أسلحة «لا يتيح إيجاد حل للنزاع». وقالت بيلاي: إن «الرسالة منّا جميعاً يجب أن تكون نفسها: لن ندعم هذا النزاع بالأسلحة والذخائر والسياسة والدين»، محذرة من أن «انهيار الدولة السورية سيكون له تداعيات مدمرة للمنطقة والعالم بأسره».

كلمة السعودية

من جهته، قال سفير السعودية في الأمم المتحدة في جنيف عبد الوهاب عطار في كلمة خلال الاجتماع أن «القوات الحكومية تستهدف مباشرة كيانات إدامة الحياة الرئيسة مثل المخابز والصيدليات والمستشفيات والمدارس حيث يحتمي المدنيون».

وقال إن «الوضع في القصير بلغ حدًا مأساويًا يحتم على الجميع التعاون للإسراع بإنهاء محنة الشعب السوري والعمل على انتقال السلطة بكل الوسائل الممكنة خاصة في ظل تزايد أعداد القتلى والمشردين واللاجئين من أبناء الشعب السوري».

موقف لافروف

وفي رد فعل فوري، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القرار. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في تصريحات صحافية في موسكو: إن «الإصرار على القرار يمثل بالنسبة لنا محاولة زرع الصعوبات على طريق تنفيذ المبادرة الروسية الأميركية بشأن المؤتمر الدولي»، مذكراً بتبني قرار الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة قراراً حول سوريا فور إعلان موسكو عن مبادرة «جنيف 2».

وقال لافروف: إن القرار «أحادي الجانب ويبعث على الاشمئزاز»، على حد وصفه، مضيفاً أنه «من غير المقبول تأييد مؤتمر السلام وفي الوقت نفسه اتخاذ خطوات هي في الأساس تهدف الى تقويض هذا الاقتراح».

وبشأن وجود مقاتلين من حزب الله اللبناني في سوريا، أوضح لافروف أنه «يأتي في سبيل حماية المقدسات الشيعية فيها»، مستطرداً: «منذ وقت طويل، تكتسب الأزمة السورية طابعاً طائفياً بشكل متزايد، وهو ما يهدد بتعميق الخلافات داخل العالم الإسلامي وتنامي الأخطار المحدقة بالعناصر غير المسلمة في المجتمع السوري».

 أرقام

اكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس ان حزب الله اللبناني ارسل ما بين ثلاثة واربعة الاف مقاتل للقتال الى جانب الجيش النظامي.

وصرح في جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية: «بخصوص عناصر حزب الله المشاركين في المعركة نقدر وجود ثلاثة الى اربعة الاف». باريس- أ.ف.ب