أكد ناشطون سوريون أن قتلى ومصابين سقطوا فجر أمس، بعدما قصفت القوات الموالية للرئيس بشار الأسد بلدات وأحياء في العاصمة دمشق وريفها بما قالوا إنها «غازات خانقة»، بينما تستمر الاشتباكات في مدينة القصير بريف حمص، وتتعرض مدن أخرى لقصف من قوات النظام.
وقد بث الناشطون صوراً لمن قالوا إنهم مصابون يتلقون علاجاً جراء التعرض لتلك الغازات في عدد من المستشفيات الميدانية.
وأكد المركز الإعلامي السوري أن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب عشرات آخرون في مدينة حرستا بريف دمشق بحالة اختناق، جراء استخدام القوات النظامية لما قال إنها «غازات خانقة».
قنابل كيماوية
وأضاف المركز أن خمسة قتلى وأكثر من 72 مصاباً سقطوا جراء القصف بقنابل «كيماوية» على بلدتي حرستا والبحارية في ريف دمشق وحيي جوبر والقابون بدمشق، مشيراً إلى أنه تم تسجيل نحو مائة حالة اختناق إلى حدود الساعة السادسة من صباح أمس.
وبدوره أفاد مجلس قيادة الثورة في دمشق بأن أكثر من عشرين شخصاً أصيبوا بعدما قصفت القوات النظامية كلاً من جوبر والقابون وحرستا بما سماها «الغازات السامة».
وقالت المعارضة من جانبها إنها غازات كيماوية استهدفت كتائب الجيش الحر المرابطة على جهة أوتوستراد حرستا، حيث تجري معارك طاحنة بين الجانبين.
وليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها القوات الحكومية غازات سامة ضد حرستا، فهي عادة ما تلجأ إلى هذا السلاح في المناطق التي لا تسيطر عليها.
حي برزة
ومن جهة أخرى اشتدت وتيرة الاشتباكات في حي برزة بدمشق بين الجيش السوري الحر وميليشيات «الشبيحة» إثر محاولة اقتحام من جهة جادة الغربية بالتزامن مع إطلاق رصاص من رشاشات في مبنى البحوث العلمية.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام المدعومة بقوات حزب الله والميليشيات العراقية والإيرانية تحاول اقتحام الغوطة الشرقية، حيث تجري اشتباكات قوية بالتزامن مع قصف عنيف.
أما الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقالت إن ثلاثة قتلى سقطوا في دمشق وريفها ومثلهم في حلب، وأفادت بأن بين القتلى الستة ثلاثة أطفال وامرأة.
وأضافت الشبكة أن اشتباكات عنيفة تجري بين قوات الجيش السوري الحر والقوات النظامية على أطراف حي برزة بدمشق، وأن مدينة مديرا بريف دمشق تتعرض لقصف عنيف بقذائف الدبابات والمدفعية.وأكدت الشبكة أن الجيش الحر استهدف حاجز «الخزان» العسكري التابع للنظام في درعا البلد، وأن بلدة اليادودة بريف درعا تتعرض لقصف عنيف بقذائف المدفعية.
كما ذكرت الشبكة أن القوات النظامية تنفذ قصفا عنيفا على مدينة موحسن بريف دير الزور، وعلى جنوب مدينة الحسكة، وكذا مدينة عندان في حلب.
قصف القصير
وفي السياق ذاته واصل الطيران الحربي السوري قصف مدينة القصير وريفها، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين الجيش الحر وعناصر من حزب الله اللبناني.
وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إن الطيران الحربي جدد قصفه للقصير بالتزامن مع محاولات عناصر من حزب الله اقتحام قرية الحميدية في ريف المدينة، لكن الجيش الحر قال إنه تمكن من صدهم. وأفاد مراسل الجزيرة في بيروت بأن حزب الله شيع عشرة من عناصره قتلوا في معارك القصير مؤخرا.
من جهتها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من حزب الله قوله إن 22 من عناصر الحزب قتلوا أثناء مشاركتهم في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير يوم السبت الماضي.
وقال المصدر إنه «سقط 22 قتيلاً السبت.. أحضرت جثث تسعة منهم في اليوم نفسه، في حين نقل الباقون إلى الأراضي اللبنانية الأحد». واعترف المصدر بمقتل 110 من عناصره منذ بدء مشاركته في المعارك داخل سوريا قبل أشهر.
في المقابل أكد الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية أحمد القصير أن الجيش الحر قتل 45 من عناصر حزب الله أثناء محاولتهم اقتحام البلدة السبت الماضي.
«لوموند» تنشر شهادات على استخدام أسلحة كيماوية ضد المعارضة
نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس، شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق، وأكدا ان الجيش السوري النظامي استخدم أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة السورية.
وقال المراسل فيليب ريمي انه كان مع زميله «شاهدين لعدة أيام متتالية» على استعمال متفجرات كيميائية وانعكاساتها على مقاتلي المعارضة على جبهة جوبر «الحي الواقع عند مدخل دمشق دخلته المعارضة في يناير».
ولاحظ المصور لوران فان در ستوك في 13 ابريل كيف ان المقاتلين «بدأوا يسعلون ثم يضعون أقنعة واقية من الغاز بدون تسرع على ما يبدو لأنهم في الحقيقة قد تعرضوا لذلك من قبل وكيف جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيأون».
وجمع الصحافيان شهادات عن استعمال تلك المواد «في محيط اوسع بكثير» من حول العاصمة السورية.
وروى مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره لوران فان در ستوك تبثه لوموند على موقعها الالكتروني، الأعراض التي تتسبب فيها تلك المواد والمتمثلة في صعوبة التنفس وأوجاع الرأس وتوسيع حدقة العين والتقيؤ.
وقال طبيب طالباً عدم ذكر هويته في مستشفى الفاتح في كفر بطنا بمنطقة الغوطة على مشارف دمشق «إذا لم نعالجهم فورا إنهم يموتون». وأكد اطباء ان عينات اخذت من الضحايا يجري تحليلها حاليا.
وكتب جان فيليب ريمي ان «الغازات المستعملة على الجبهات تستخدم من حين لآخر تفاديا لانتشارها بكثافة كي لا تشكل أدلة دامغة» في حين ينفي النظام السوري استعمال أسلحة كيماوية.
وذكر المقال أيضا أن «مصدرا غربيا حسن الاطلاع» أفاد ان السلطات السورية تلجأ الى «خلط مواد مثل الغازات المسيلة للدموع ليصعب التعرف عن طبيعة المواد عبر ملاحظة الأعراض».
