يعتزم حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، والذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، طرح مشروع «قانون أساس» يمهد لابتلاع الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل بصورة تتنافى مع القانون الدولي، وكشفت تقارير إخبارية عبرية أنه تم تسمين المستوطنات خلال العام 2012 بثمانية آلاف دونم.

ومشروع القانون الجديد هو تعديل لمشروع قانون أساس ينص على أن إسرائيل هي «دولة الشعب اليهودي» وطابعها اليهودي يتغلب على طابعها الديمقراطي، ويسعى التعديل الجديد إلى تعريف مكانة الضفة المحتلة ومكانة المستوطنين فيها.

وكشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس عن أن رئيس الائتلاف الحاكم في الكنيست ياريف ليفين «سيطرح مشروع القانون الجديد على جدول أعمال الكنيست خلال الأسبوع الجاري». وجاء في أحد البنود الجديدة في مشروع القانون أن «أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، ومكان تأسيس دولة إسرائيل».

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنه قد تكون في المستقبل انعكاسات لهذا البند على قرارات المحاكم الإسرائيلية.

ويقضي مشروع القانون الأولي أيضا بخفض مكانة اللغة العربية والتوقف عن اعتبارها لغة رسمية، برغم أن العرب (الفلسطينيين) أكبر اقلية قومية في إسرائيل، وهم أصحاب الأرض.

وقال ليفين لإذاعة الجيش الإسرائيلي إنه «تم الدوس خلال السنوات الماضية على التوازن بين دولة يهودية وديمقراطية، ونعمل على تصحيح هذا الوضع».

كارثة

وقابلت المعارضة الإسرائيلية مشروع القانون برد فعل غاضب، واعتبرته كارثة.

وقال عضو الكنيست أفيشاي برافرمان، من حزب العمل المعارض، إن القانون «كارثة»، لافتاً إلى أنّ ما يحدث تراجع عن المبادئ التي أقام عليها ديفيد «بن غوريون الدولة، أي دولة يهودية وديمقراطية»، معتبراً أنّ ما تفعله حكومة نتانياهو «هو ضم يهودا والسامرة (أي الضفة) وتراجع في الدولة الديمقراطية».

تسمين مستوطنات

في موازاة ذلك، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن المستوطنات ابتلعت ثمانية آلاف دونم تم ضمها إليها في العام الماضي 2012، بموجب قرار اتخذه الجيش الإسرائيلي.

وذكرت أن قيادة الجبهة الوسطى للجيش وسّعت مساحة منطقة نفوذ المستوطنات في الضفة بما لا يقل عن ثمانية آلاف دونم، وأن قائد المنطقة الوسطى صادق على ذلك بواسطة أمر عسكري، من خلال عملية «ضم زاحف للأراضي» إلى المستوطنات.

وأوضحت أنه بالمقارنة بين خرائط من العام 2011 والعام 2012 تبين أن المساحة الإجمالية لمنطقة نفوذ المستوطنات ازدادت من 530931 دونما، وأصبحت 538303 دونمات.

تحذير

وأضافت الصحيفة أن الإضافة في مساحة منطقة النفوذ هذه تنقسم إلى نوعين، إضافة أراض جديدة بعد استيلاء إسرائيل عليها، وإضافة ما يسمى بـ«أراضي الدولة» إلى المستوطنات.

وحذرت "هآرتس" من أنه على الرغم من أن هذه الأراضي ليست مأهولة بالفلسطينيين، إلا أن زيادة منطقة نفوذ المستوطنة تمهد الطريق أمام تقديم مخططات بناء جديدة من أجل توسيع مستوطنات قائمة.

تبييض مستوطنات

وتعمل السلطات الإسرائيلية في الأثناء على «تبييض» وحدات سكنية في المستوطنة، التي تم بناؤها من دون تصاريح، إضافة إلى «تبييض» 100 وحدة سكنية بنيت في المستوطنة من دون تصاريح، وتم إيقاف بنائها بموجب قرار من المحكمة العليا.

مخطط في الخليل

في الأثناء، شرعت جرافات الاحتلال بأعمال تجريف للبدء بتنفيذ مخطط استيطاني في منطقة وادي الحصين شرقي مدينة الخليل.

وقال كايد دعنا، احد سكان المنطقة، ان جرافات معززة بقوة كبيرة من جيش الاحتلال بدأت صباح أمس بأعمال التجريف داخل اراضي زراعية تعود لعائلة جابر وعائلة دعنا والسعافين في منطقة وادي الحصين.

وأكد دعنا ان المخطط الاستيطاني هو لشق طريق جديد للمستوطنين من منطقة وادي الحصين، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي الشريف.

 

مجندات يقتحمن «الأقصى» بحراسة خاصة

اقتحمت مجموعة كبيرة من المجندات في جيش الاحتلال الإسرائيلي بلباسهن العسكري أمس المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحماية مشددة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال.

وتقدّم المجندات مرشد يشرح الرواية التلمودية المزعومة حول المكان، في حين تجولت المجموعة في العديد من باحات ومرافق المسجد المبارك، وسط حالة من التوتر والغضب الشديد سادت المصلين في الأقصى. كذلك، اقتحمت مجموعات متتالية من المستوطنين أمس المسجد المبارك من باب المغاربة، وسط حراسات مشددة من قوات الاحتلال.

وذكر شهود عيان أن «نحو 100 مجندة من قوات الاحتلال اقتحمن المسجد الأقصى من باب المغاربة، بالإضافة إلى نحو عشرة من عناصر مخابرات الاحتلال، وكذلك أعداد من المستوطنين».

يذكر أن الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى باتت بشكل شبه يومي، بالإضافة للاعتداءات المتزايدة على المصلين والمرابطين داخله.

في الأثناء، حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أن تلك الاقتحامات المتتالية يرافقها تقديم طلبات من قبل منظمات يهودية لوزير الأديان الإسرائيلي نفتالي بنط لتأدية شعائر تلمودية، منها إنارة الشموع في قبة الصخرة المشرفة، ما يشكل تدنيسا وانتهاكا صارخا لحرمتها الإسلامية الخالصة.

ونددت مؤسسة الأقصى بشدة باعتداء قوات الاحتلال على حراس المسجد الليلة قبل الماضية، ووجهت تحيتها وتقديرها لجهودهم في الدفاع عن الأقصى وحمايته، رغم كل التضييقات التي تواجههم من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

 

2

استولى عشرات المستوطنين أمس على محلين تجاريين يعودان لعائلة وزوز، في عقبة السرايا، القريبة من المسجد الأقصى المبارك، في البلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، بحماية قوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وتجمع عشرات المواطنين المقدسيين لحماية محلاتهم التجارية، فيما أحاطت قوات إسرائيلية خاصة بمحيط المحلات التجارية، وسط غضب شعبي فلسطيني عارم. البيان