بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري عملية التسوية المعطلة أمس مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) والرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، في لقاء ثلاثي على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» في منطقة البحر الميت في الأردن عارضاً خطة لتنمية الضفة بتكلفة 4 مليارات دولار.

وحذر عباس من ان جيلاً جديداً من الفلسطينيين الشباب بدأوا يفقدون الثقتة في بإقامة حل الدولتين، تزامنا مع قول رئيس دائرة شؤون المفاوضات في السلطة الوطنية الفلسطينية صائب عريقات إن مفتاح السلام يكمن في تجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي، فيما أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أن تحقيق السلام يشكل «امكانية حقيقية».

وحضّ وزير الخارجية الأميركي خلال لقائه بالرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي الطرفين بالالتزام بعملية التسوية، والتقدم في خطوات لتحريك المفاوضات.

وقال كيري أمام دافوس انه يتطلع لإعداد خطة لتنمية الضفة الفلسطينية وجمع 4 مليارات دولار أميركي لتنفيذها.

وقبل ساعات من الاجتماع الذي رعته واشنطن، قال عباس إن «كثيراً من الشباب الفلسطيني بدأوا يفقدون ثقتهم في ظل حل الدولتين، ما يحدث على الأرض يجعلهم لا يأملون في المستقبل بإقامة الدولتين». وحذّر من «هذا التيار اليائس الذي سيسود في المستقبل».

وقال صائب عريقات، في زيارة له إلى الأردن: «أرجو من بيريز إقناع رئيس الوزراء نتانياهو بقبول مبدأ حل الدولتين على حدود 1967». ولفت إلى أن «من يسعى إلى السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، عليه أن يدرك أن المفتاح الرئيس يكمن بتجفيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي».

وأكد عريقات: «نأمل ونبذل كل جهد ممكن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري حتى نستطيع انجاحه لأنه لا احد يستفيد من نجاحه بقدر الطرف الفلسطيني ولا احد يخسر من فشله بقدر الطرف الفلسطيني».

واضاف: «لم يحدث في تاريخنا ان كنا مؤيدين ومعززين من المجتمع الدولي كما نحن عليه الان»، مشيرا الى ان «المفتاح هنا هو قبول اسرائيل بما عليها من التزامات كوقف الاستيطان، وقبول حل الدولتين وحدود عام 1967 والافراج عن الأسرى».

إضاعة الوقت

في الأثناء، قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قبل الاجتماع الذي رعاه كيري، انه لا ينبغي اضاعة الوقت في البحث عن السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي يشكل «امكانية حقيقية»، داعيا الطرفين الى تجاوز خلافاتهما. وأضاف ان «هناك نقطتين ملحتين، لا ينبغي لنا ان نفقد الفرصة لأنه يمكن ان تحل محلها خيبة أمل كبيرة».

واضاف: «يجب أن نتغلب على التشاؤم والشكوك، ثانيا انا أشعر أن هناك امكانية حقيقية»،

وقال بيريز «هذه فرصة مهمة لكي نؤكد ارادتنا، وعدم اضاعة الوقت، علينا العودة إلى المفاوضات وإتمام عملية السلام مع الفلسطينيين على أساس دولتين لشعبين، دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان على مبدأ حسن الجوار وتتعاونان اقتصاديا لصالح أجيال المستقبل».

التنمية الاقتصادية

من جهة اخرى، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري امام طلاب في جامعة اديس ابابا قبيل مغادرته العاصمة الاثيوبية إلى عمّان: «سأكون في عمّان للحديث عن التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية والساحل والمغرب». واضاف: «اعتقد ان التطرف والعنف الاصولي المتطرف يملاان فراغا ناتجا من انعدام الادارة» السليمة.

 

استئناف الاستيطان

أكد مسؤول اسرائيلي أمس ان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو لن يوافق على تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصدر رسمي اسرائيلي رفض ذكر اسمه انه «بالرغم من طلب وزير الخارجية الأميركية جون كيري من اسرائيل وقف الاستيطان طوعا فان رئيس الحكومة لن يعلن تجميد البناء في الضفة الغربية».

واستبعد قيام نتانياهو بتلك الخطوة للمرة الثانية خلال اربعة أعوام من أجل تسهيل العودة الى مفاوضات السلام مع الفلسطينيين مضيفا أن «الرئيس الفلسطيني محمود عباس حصل على هذه الفرصة مرة واحدة في الماضي واسرائيل لن تكرر هذه الفرصة مرة اخرى». غزة - كونا