أعلن وزير خارجية سوريا وليد المعلم أمس، خلال زيارة غير معلنة إلى العراق، أن نظامه قرر المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، مؤكداً أنه اتفق والمسؤولين العراقيين على أن بغداد «لن تكون جزءًا من محور أعداء سوريا»، على حد وصفه، ومعتبراً أن كلا البلدين «يعانيان من الإرهاب»، في حين لاحت بوادر تطور إيجابي في قضية توسيع الائتلاف الوطني السوري المعارض بعدما ضم شخصياتٍ كردية إلى صفوفه.

وقال المعلم في مؤتمر صحافي مشترك عقده في بغداد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري امس انه بحث ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «سبل تطوير العلاقات الثنائية وزيادة التنسيق بيننا فضلا عن التطورات في الساحة، حيث قمنا بإبلاغ رئيس الوزراء قرارنا المشاركة في وفد رسمي في المؤتمر الدولي المزمع عقدة في جنيف لحل الأزمة السورية الشهر المقبل».

وأضاف أن «سوريا، ومنذ بدء الأزمة، تشدد على أن الحوار هو الحل، كما أكدت أن لا قوة في الدنيا تستطيع أن تقرر شيئا نيابة عن الشعب السوري»، على حد وصفه، موضحاً أن المؤتمر «يشكل فرصة مواتية لحل سياسي للازمة».

وأردف أن زيارته إلى بغداد «جاءت للتعبير عن تضامن الشعب السوري والقيادة السورية مع الشعب العراقي إزاء ما يواجهه العراق من عمليات إرهابية تطال حياة المدنيين العراقيين» وقال المعلم ان «العراق عانى من الإرهاب وما زلنا نعاني منه، لكن العراق وسوريا بلدان متداخلان وما يحصل في إي بلد يؤثر على الآخر».

واستطرد ان «الاتفاق الوحيد بين العراق وسوريا، وهو يصب في مصلحة الشعبين، هو انه لا يمكن ان يكون العراق في محور اعداء سوريا».

 وتابع ان «الدول الاقليمية التي تتآمر على سوريا في ذاتها من يدعم الارهاب في العراق»، على حد تعبيره.

حلول سياسية

بدوره، قال زيباري إن زيارة المعلم «مهمة جدا وفي توقيت مهم للتشاور وتبادل الرأي بين الطرفين حول قضايا جوهرية وأساسية تهم امن سوريا والمنطقة». وأضاف أن «الأزمة السورية لم تعد سورية بحتة، بل ان كل دول جوار سوريا بدأت تتأثر وتشعر بالتداعيات الخطيرة على امن وسلامة المنطقة ككل».

وأردف أن «مواقفنا في المحافل الدولية والعربية هي التأكيد على أن العنف لن يحل المشكلة، ولابد من تبني حلول سياسية يتفق عليها أولا السوريون انفسهم بدون ضغط أو إملاء أو فرض إرادة أو وصاية على الشعب السوري». وأضاف: «تم بحث الجهود الدولية الدبلوماسية للتحضير لعقد مؤتمر جنيف الثاني، والعراق كان حاضرا في الاجتماع الأول وسيكون حاضرا في المؤتمر الثاني».

ترحيب المالكي

كذلك، ذكر بيان لرئاسة الوزراء العراقية ان المالكي جدد التأكيد خلال استقباله المعلم على «ضرورة التوصل الى حل سلمي للأزمة السورية عبر الحوار وتجنب الحل العسكري»، الذي وصفه بأنه «طريق مسدود».

وأفاد البيان أن المالكي «بحث في تطورات الأزمة وتداعياتها على دول المنطقة لا سيما الدول المجاورة لسوريا»، موضحاً أن رئيس الوزراء العراقي «رحب بقرار الحكومة السورية المشاركة في مؤتمر جنيف، لان العراق مع أي جهد إقليمي أو دولي لإيجاد حل سياسي لما تعاني منه سوريا حاليا».

«الائتلاف» يتوسع

من جهةٍ أخرى، قال الناطق باسم المجلس الوطني السوري خالد صالح ان «اعضاء من احزاب كردية» انضموا الى الائتلاف الوطني المعارض فيما تواصلت المحادثات التي يجريها في اسطنبول لتوسعة نطاق الائتلاف.

واضاف صالح في مؤتمر صحافي عقده بينما تواصلت المحادثات المغلقة ان الاجتماع «يسوده شعور بأنه سيتم إحراز تقدم». وأردف: «بدأنا مناقشات بشأن التوسعة ثم تحولنا الى جنيف ثم عدنا الى التوسعة.

نأمل ان تكون لدينا اجابة الاثنين»، مستطرداً: «الامور ايجابية وتتحرك في الاتجاه الصحيح». وكانت بعض الشخصيات الكردية وافقت على الانضمام إلى الائتلاف، حيث وصف صالح الامر بأنه «لا يستهان به».

 

الأسد وبوتفليقة

بعث رئيس النظام السوري بشار الاسد برقية أمس الى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لـ«الاطمئنان فيها عن صحته»، و«تمنى له الشفاء العاجل». وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية أن الأسد تمنى «عودة بوتفليقة الى ارض الوطن بتمام العافية والاستمرار في مسيرة العطاء والبناء والقيادة الرشيدة للجزائر الشقيق».

والجزائر، مع العراق، هما الدولتان العربيتان اللتان اعتمدتا مواقف تعتبر مؤيدة لنظام الرئيس السوري. دمشق- أ.ف.ب