أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، عن تدهور الوضع الصحي لعدد من الأسرى، وذلك خلال زيارة محامي الوزارة للأسرى في عدد من السجون، وكشف التقرير ممارسة سجّاني الاحتلال وسلطاته، أبشع صور الإرهاب والبطش الجسدي والنفسي بحق الأسرى، وتهديدهم بالموت، وتسببه بتفشي الأمراض الخطيرة بينهم.
وحمّل وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع في التقرير، المسؤولية لحكومة الاحتلال عن التدهور الخطير على صحة الأسير ثائر عزيز حلاحلة، الذي أصيب بعد اعتقاله بمرض التهاب الكبد الوبائي بعد إجراء فحص الدم له، وإبلاغه من قبل طبيب السجن بذلك.
وقال قراقع إن قوات الاحتلال ومحققيه هددوا الأسير ثائر بالموت، وهم مسؤولون عن التسبب بإصابته بهذا المرض الخطير، مطالباً بالإفراج الفوري عنه.
ضرب مبرح
وأدلى الأسير حلاحلة بشهادته أمام محامي وزارة الأسرى إبراهيم الأعرج، موضحاً أنه اقتيد وهو مقيد ومعصوب داخل جيب عسكري، وأجبروه على الركوع على أرض الجيب، وقام جنديان بضرب رأسه بباب الجيب الحديدي حتى وصلوا إلى مستوطنة بيت إيل، وهناك احتجزوه حتى الصباح.
وتم نقل الأسير حلاحلة إلى مركز تحقيق المسكوبية، وعند وصوله هناك، قال ضابط إسرائيلي في مكالمة هاتفية مع صديقته، إنه أمسك «بكلب كبير»، وسيرسل لها صورته وهو ملقى القبض عليه، وطلب من جندي آخر تصويره عبر الهاتف النقال لإرسال الصورة، وقد فعل ذلك.
وقال حلاحلة في إفادته بأنه نقل إلى قسم التحقيق في سجن عسقلان، وحقق معه بشكل عنيف لفترة طويلة، وهو مقيد على كرسي، وأصبح يعاني من آلام في العمود الفقري والكلى، وأن الأطباء أعطوه ما يزيد على 200 حبة دواء مختلفة، وكل طبيب يشخص المرض بطريقة خاصة، ولم يستجب المحققون لطلب الأطباء تخفيف التحقيق معه نظراً لحالته الصحية.
واحتجز حلاحلة ما يزيد على شهر ونصف في معتقل عسقلان، ثم نقل إلى سجن عوفر، وهناك أجري له فحص دم، وبعد ذلك أبلغه الطبيب أن نتيجة الفحص هو إصابته بمرض التهاب الكبد الوبائي، وأنه سيؤدي إلى الوفاة، باعتباره مرضاً خطيراً، وأنه ينتقل عن طريق الدم.
اعتداءات وحشية
في السياق، أفاد الأسير شادي أبو زيد محمد أبو زياد، أنه أصيب برضوض وجروح بسبب الاعتداء عليه من قبل الجنود خلال اعتقاله.
وقال لمحامي الوزارة إن جنود الاحتلال الذين اعتقلوه بالقرب من الجدار العازل في العيزرية، وانهالوا عليه بالضرب الوحشي بالأيدي وبأعقاب البنادق، وعلى جميع أنحاء جسمه، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة في عينه اليسرى، ورضوض في يده اليمنى، وانتفاخ في الرأس، وإصابة الجبين الأيمن.
وقال أبو زياد إن «الجنود ألقوه على الأرض، وقام أحدهم بالدوس على وجهه، وقام جندي آخر بتصويره وهو في هذه الوضعية». أما الأسير حازم عوني الطويل، فهو يعاني من أزمة في التنفس، بسبب تعرضه لنوبة قلبية قبل اعتقاله بـ 15 يوماً، حيث وكان يتلقى العلاج في المستشفى الأهلي بالخليل.
أما الأسير مجاهد عبد الناصر، فهو يعاني من التهاب في العين اليمنى، والتي هي عبارة عين زجاجية، بسبب إصابته بعيار مطاطي من قبل جنود الاحتلال قبل اعتقاله، ما أدى إلى فقدان عينه.
أسير أردني
أفاد محامي وزارة الأسرى رامي العلمي، بأن الأسير الأردني منير عبد الله مرعي، المحكوم خمسة مؤبدات، قد بدأ إضراباً عن الماء بعد إضرابه عن الطعام المتواصل منذ 24 يوماً، وذلك احتجاجاً على وضعه في عزل انفرادي مع الأسرى المدنيين في سجن ايشل.
ووفق بيان صادر عن الوزارة، فقد قال الأسير مرعي للمحامي، إن ستة أسرى أردنيين بدأوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وإن مطالبهم هي السماح لأهاليهم بالزيارات، وتدخل الحكومة الأردنية للإفراج عنهم. رام الله- وفا
