جدد الرئيسي الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ في مقر الرئاسة في مدينة رام الله أمس، تأكيد الموقف الفلسطيني من عملية السلام، بعيد لقائهما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بهدف تحريك عملية التسوية.

وعقد عباس وكيري اجتماعا موسعا في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله امس ضم أمين سر اللجنة التنفيذية لـمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ومستشار الرئيس للشؤون الاقتصادية محمد مصطفى. وجري خلال الاجتماع «استكمال ما تم بحثه بين عباس وكيري خلال الأسابيع الماضية حول الجهود المبذولة لإحياء عملية السلام».

وأكد أبومازن الموقف الفلسطيني «إزاء متطلبات استئناف عملية مفاوضات جادة وذات مصداقية لإنقاذ حل الدولتين». كما أثار مجدداً «قضايا استمرار الاستيطان والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة واعتداءات المستوطنين واستمرار اعتقال الأسرى».

كما عقد عباس ووزير الخارجية الأميركي جلسة مباحثات مغلقة استمرت زهاء الساعة قبل مغادرة الأخير مقر الرئاسة في مدينة رام الله. كما عقد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ محادثات منفصلة مع أبومازن تناولت ملف التسوية، حيث جدد الرئيس الفلسطيني أيضاً تأكيده ثبات الموقف الفلسطيني، في حين قال هيغ: «زيارتي هنا هي لدعم جهود السلام». وأردف: «نحضّ كافة الأطراف على دفع عملية السلام إلى الأمام وإعطاء قيادة قوية ومصممة ستسمح بنجاح ذلك».

لقاء نتانياهو

وكان كيري وهيغ التقيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبيل توجهه إلى رام الله.

وقال نتانياهو، في بداية لقائه مع كيري: «نريد أن نحرك من جديد محادثات السلام مع الفلسطينيين، وقد عملنا معا كثيراً من أجل ذلك، وهذا ما أريده أنا وهذا ما تريده أنت وآمل أن الفلسطينيين يريدون ذلك أيضا، وينبغي أن ننجح في ذلك لسبب بسيط وهو أنه إذا كانت هناك رغبة فسنجد الطريقة لتحقيق ذلك»، على حد وصفه.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن كيري القول إن «العمل الجاد والصبر كفيلان بوضع المسيرة السلمية على مسارها الصحيح».

وأضاف: «أعرف هذه المنطقة جيدا لدرجة أنني أعلم بأن هناك شكوكا، وقد مضت أعوام مريرة من خيبة الأمل».

واستدرك: «نأمل انه من خلال كوننا منهجيين وحذرين وصبورين وواضحين، سيمكننا التقدم».

وعلى الرغم من التصريحات العلنية بدعم جهود كيري لدفع الجانبين إلى طاولة المفاوضات، يبدو الجانبان متشككين في إمكانية نجاح جهوده.

موقف فرنسي

في موازاة ذلك، حضّ الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الاسرائيليين على «فهم» رغبة الفلسطينيين في الحصول على دولة مستقلة.

وقال ساركوزي، خلال لقائه الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز في القدس، ان «الشعب اليهودي الذي انتظر طويلا دولته هو الأقدر على فهم القضية الفلسطينية»، على حد تعبيره.

من جانبه، أوضح بيريز انه يأمل في ان تؤدي جهود كيري إلى استئناف محادثات السلام المتعثرة.

انقسام إسرائيلي

وفـي سيـاق متصـل، اقـرت وزيـرة العـدل الاسرائيلـية المسؤولـة عـن ملــف المفاوضـات مـع الفلسطينييـن تسيبـي ليفني بوجود انقسام في حكومة نتانياهو حول القضية الفلسطينية.

وقالـت ليفنـي فـي تصريحات: «يوجـد خلافـات ايديولوجيـة داخـل الحكومـة»، مشيـرة إلـى ان تعثـر المفاوضـات منـذ اكـثر من ثلاثـة أعـوام «لا يخـدم سـوى أولئـك الذيـن يعتقـدون كل يوم ان بإمكانهم الاستيطان على ارض (في الضفة الغربية) وبناء منزل جديد (في مستوطنة) وبأنه بهذه الطريقة يمكن منع التوصل إلى اتفاق».

 

اجتماع أممي

 

قال المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور ان المجموعة العربية تريد أن تتحمل المنظمة الدولية مسؤولياتها وتوقف الاستفزازات الإسرائيلية.

وذكر منصور، خلال لقائه الصحافيين في أعقاب الجلسة التي عقدها مجلس الأمن حول الشرق الأوسط، إنه بعث أربع رسائل إلى رئيس مجلس الأمن وإلى الأمين العام خلال الأسبوعين الماضيين تتعلق بالسياسات والممارسات غير المشروعة لإسرائيل، خاصة في القدس المحتلة. وقال ان المجموعة العربية شكلت وفداً كبيراً من المندوبين التقى بنائب الأمين العام، وبرئيسي مجلس الأمن والجمعية العمومية. من جانبه، قال المندوب الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة السفير محمد لوليشكي، الذي ترأس بلاده «لجنة القدس»، إن السلام ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى. نيويورك- يو.بي.آي