طرح رجال العشائر العراقية في الأنبار العراقية، مبادرة جديدة تهدف إلى نزع فتيل التوتر والتهدئة وتفادي سيناريو الحويجة بعد تصاعد أعمال العنف واندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي وعشيرة البوريشة في المحافظة.. في وقت نشر الجيش قطعاته العسكرية لتحرير عناصر الشرطة الخمسة واعتقال الخاطفين، بينما أعلنت المحافظات الست المنتفضة أنه ليس أمامها قرار سوى الأقاليم أو السلاح بالموازاة مع دعوة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى صلاة موحدة كل جمعة بين السنة والشيعة
وقالت مصادر في ساحة الاعتصام إن اجتماعات متواصلة حاليا بين منسقي الاعتصام وشيوخ العشائر وقيادة عمليات الأنبار في الجيش من أجل الاتفاق على بنود تلك المبادرة التي ستركز على عدم إثارة مواجهات عسكرية بين الطرفين وتضمن إنهاء المظاهر المسلحة دون أن تتنازل اللجان التنسيقية عن مطالب ساحات الاعتصام.
نشر قوات الجيش
من جهته، كشف مدير عام شرطة الانبار اللواء هادي ارزيج عن نشر القطاعات العسكرية من قوات الجيش والشرطة في صحراء الانبار في منطقة كيلو 90 من الطريق السريع الرابط بين العراق ودول الجوار بحثا عن المجاميع الإرهابية في المناطق الصحراوية التي وقعت قربها الحادثة، مشيرا إلى استخدام الطائرات المروحية خلال عملية البحث عن الارهابين في صحراء الانبار..
مبادرة المالكي
في الأثناء،دعا المالكي الاحد الى اقامة صلاة موحدة بين السنة والشيعة كل يوم جمعة في بغداد بعد تزايد استهداف مساجد الطرفين في الاسابيع الاخيرة.
وقال المالكي في بيان وزعه مكتبه الاعلامي ان الصلاة الموحدة تهدف الى تجميع العراقيين من السنة والشيعة في احد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر حسبه بصورة دائمة كل يوم جمعة
تهديدات
إلى ذلك، أعلنت اللجان الشعبية الست في المحافظات المنتفضة على الحكومة المركزية أن الحكومة رفضت المبادرة التي أطلقها رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي لحل الأزمة، وأكدت أنه «ليس أمام أهالي المحافظات سوى المواجهة المسلحة أو إعلان خيار الأقاليم»، وطالبت علماء العراق في الداخل والخارج والسياسيين بتحديد موقفهم من هذين الخيارين، خلال خمسة أيام «وإلا سيكون للجان خيارها بهذا الشأن».
وقالت اللجان في بيان صدر عقب اجتماع عقدته في مدينة الرمادي (عاصمة محافظة الأنبار) إن «اللجان تثمن مبادرة (حسن النوايا)، التي أطلقها الشيخ عبد الملك السعدي، والتي ردت عليها الحكومة عملياً من خلال رفضها لمكان التفاوض أولًا وارتكابها جرائم الحرب وعمليات التطهير الطائفي والإبادة الجماعية في مجزرة ديالى الجمعة الماضية، ومناطق بغداد السنية، وقبلها مجزرة الحويجة، فضلاً عن استهداف المصلين في المساجد»، وأضافت أنها «تعد هذه المبادرة مرفوضة من قبل الحكومة ولم يبق أمام أهل السنة والجماعة في العراق سوى خيارين لا ثالث لهما، إما المواجهة المسلحة أو إعلان خيار الأقاليم»
من جانبه، قال المشرف على ميدان الحق للمعتصمين في قضاء سامراء (محافظة صلاح الدين) محمد طه الحمدون إن الشيخ السعدي سيتخلى عن مبادرة النوايا الحسنة التي أطلقها لحقن دماء العراقيين بعد أن لمس عدم تفاعل الحكومة معها واستمرار حمامات الدم في العراق.
وتابع الحمدون أن «الحكومة ضربت مبادرة السعدي وحركت من يرفضها إلى جانب تصاعد أعمال العنف، ولهذا لم يعد هناك مناخ ملائم لها برغم أنها دعوة للإصلاح وفك الاختناق الموجود»، مشيرا إلى أن «القناعة تتزايد يوماً بعد يوم بإقامة إقليم لحفظ دمائنا والابتعاد عن تأثير الأزمات الخانقة التي تديرها الحكومة».
وشدد على أن «إقامة الإقليم في صلاح الدين على وشك استكمال إجراءاته القانونية، فيما تجري التحضيرات في الموصل والأنبار وديالى».
التظاهرات تدفع 23 شركة استثمارية إلى الانسحاب من الأنبار
أدى استمرار التظاهرات والاعتصامات في الأنبار الى انسحاب اكثر من 23 شركة استثمارية من المحافظة.
وقال نائب رئيس مجلس المحافظة سعدون الشعلان «انسحبت اكثر من 23 شركة عربية وأجنبية من المحافظة خلال الأشهر الأربعة الماضية بسبب موجة التظاهرات وعدم استقرار المحافظة امنيا »، مشيرا إلى أن «اكثر من 22 مشروعا استثماريا مهما توقف بسبب عدم انتهاء الإجراءات القانونية والإدارية لتنفيذه»، مبينا «نأمل ان تنتهي الاعتصامات بشكل نهائي ليبدأ تنفيذ الخدمات الرئيسة في المحافظة خلال الاشهر الستة المتبقية من السنة».
وكانت محافظة الأنبار قد أعلنت مناقصة لتنفيذ 120 مشروعا في قطاع التربية لبناء مدارس وإعادة تأهيل اخرى.
الا ان هذه المشاريع التي سوف توفر فرص عمل لعدد كبير من الايدي العاملة وتحسين نوعية الحياة في المحافظة عن طريق توفير مدارس وصفوف لابنائها ومشاريع صرف صحي ومستشفيات وطرق وجسور، قد تواجه عراقيل في التنفيذ مع توقف شركات بعضها اجنبية عن العمل خشية تعرضها لهجمات من متظاهرين غاضبين او جماعات إرهابيه تستغل الاعتصامات لتنفيذ أجنداتها الرامية لتدمير هذه المحافظة الغربية الغنية بالموارد والحدود الطويلة.
كما ابدى مسؤولون محليون ومواطنون في الانبار تخوفهم من استمرار التظاهرات والاعتصامات في محافظتهم بعد تأثر حياتهم اليومية بها، خاصة مع توقف مئات المشاريع الاستراتيجية عن العمل بسبب خشية الشركات والمقاولين من الأوضاع هناك.
وبرر متابعون توقف عمل هذه الشركات، بعد إطلاق عدد من قادة التظاهرات شعارات لاستهداف اهدفا أجنبية في المنطقة، وتزايد هذا الخوف بعد مهاجمة ارهابيين لنقاط تفتيش وقتل جنود ابرياء عزل، واستهداف عناصر في الجهد الهندسي كانوا يرومون إنشاء سدات ترابية لحماية المحافظة من فيضانات محتملة.
من جانبها، أشارت لجنة الأغمار في مجلس محافظة الأنبار الى ان تأخر الميزانية العامة والوضع الأمني قد أديا الى تلكؤ المشاريع في المحافظة خلال هذا العام.
وقال رئيس اللجنة أركان الطرموز في تصريح صحافي ان التلكؤ الحاصل في مشاريع المحافظة يعود الى تأخر الميزانية والأوضاع الأمنية غير المستقرة في المحافظة ، مشيراً الى ان المجلس كان يقوم باحالة المشروع منذ بداية العام، الا ان التأخر هذا العام جاء نتيجة الأوضاع في المحافظة.»
يذكر ان الأنبار تشهد منذ اكثر من أربعة اشهر تظاهرات تحولت الى اعتصامات تسببت بقطع الطريق الرئيس للتجارة بين العراق والدول المجاورة مثل الاردن وسوريا ما انعكس ذلك على المستوى الاقتصادي للمحافظة التي يعتاش معظم أبنائها على المنافذ الحدودية بالمحافظة.
