لا تمرّد على «تمرّد» .. جموعٌ كبيرةٌ من الشعب المصري أقبلت على الانضمام للحركة المتمرّدة على جماعة الإخوان المسلمين ومرسي بجمع تواقيع هدفها سحب الثقة عنه ولم يكن فنانو مصر استثناء إذ أقبلوا على الحملة زرافات ووحدانا تواصلاً لدور منوط في التأثير على المجتمع والقيام بدور وطني إلى جانب الشعب بدأوه قبل «ثورة يناير» عبر المشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير التي دعا لها محمد البرادعي بعد عودته إلى مصر قبل الثورة وشارك بها عدد من الفنانين، ووقعوا على بيان التغيير وعلى رأسهم الفنان خالد أبو النجا وخالد الصاوي وغيرهم، ليستمر الدور بالمشاركة في أحداث الثورة التي شهدت مشاركات فعّالة من عدد من الفنانين الكبار مثل خالد الصاوي وجيهان فاضل وخالد النبوي وتيسير فهمي والمخرج خالد يوسف.
أنا موجود
وفي خطوة سبّاقة وقع المؤلف والشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر على استمارة سحب الثقة بالتعاون مع الملحن وليد سعد، إذ قاما بنشر صورتهما على مواقع التواصل الاجتماعي لحض البقية لاحتذاء حذوهم، وكتب بهجت قمر على صفحته بالفيس بوك: «لا إخوان بلا إنقاذ.. أناشد جميع الشباب الانضمام إلى جبهة الإنجاز.. اعملوا جبهة جديدة وقوية وانجزوا بقى».
وفيما لم تمض ساعات حتى بدأ بعض الفنانين بالتوقيع على استمارات سحب الثقة من الرئيس، وانضم بعدها المخرج شريف مندور ثم خالد النبوي الذي أعلن عن نيته فعل شيء ما داعما للحركة في الفترة القادمة على غرار حملته السابقة «مصر محدش يتحرش بيها»، وكتب على صفحته بتويتر: «أنا أتمرد إذن أنا موجود»، كما أعلنت الفنانة جيهان فاضل تمرّدها وتوقيعها على استمارة سحب الثقة، وقامت بنشر صورتها على موقع فيس بوك.
حل سلمي
ومن المشاركين أيضا في حملة سحب الثقة من الرئيس مرسي المخرج خالد يوسف والفنانة آثار الحكيم التي أعلنت اعتراضها التام على وجود الإخوان المسلمين في الحكم، متهمة إياهم بتقديم مصلحتهم الخاصة على مصلحة مصر وأمنها القومي، مطالبة بسرعة إقامة انتخابات رئاسية مبكّرة من أجل تصحيح مسار الثورة وتغيير النظام الحالي، وكذلك الراقصة سما المصري التي وصفت الحملة بالدفعة المعنوية القوية في طريق الثورة على النظام الحالي، وأيضا الفنان أحمد حلمي الذي أعلن موقفه المؤيد للحملة من خلال صفحته الرسمية بموقع «تويتر»، ولحقه الفنان نبيل الحلفاوي الذي استنكر تعامل النظام مع التظاهر السلمي.
كما حذّر الفنان خالد الصاوي من تجاهل النظام للحملة وشبابها، مؤكدا على أنّ «الحملة حلٌ سلميٌ فعالٌ من أجل إسقاط النظام»، وتجاهل النظام أو تدخله العنيف قد يؤدي إلى خروج محاولات أخرى غير سلمية.
غضب مثقفين
ومن داخل دار الأوبرا المصرية أقام عددٌ كبيرٌ من الفنانين المصريين مؤتمرا حاشدا للتمرد على النظام الحالي ووزير ثقافته الجديد علاء عبد العزيز، إذ شارك في المؤتمر الفنان حسين فهمي والمنتج السينمائي محمد العدل والكاتبة فتحية العسال والمخرج مجدي أحمد علي، وفي النهاية أصدر الفنانون بيانا ندّدوا فيه بوزير الثقافة الجديد معتبرين وجوده إهانة للثقافة المصرية وإهانة للمنصب نظرا لعدم تمتّعه بأي مؤهلات علمية أو ثقافية تؤهله لشغل المنصب، كما لا يمتلك الوزير الجديد أي خبرة أو إنجاز ثقافي سابق، واعتبروا وجوده محاولة إخوانية للسيطرة على وزارة الثقافة وحركة المثقفين.
لا اختلاف
قالت الناقدة نجلاء أبو النجا: «مشاركة الفنانين في حملة تمرّد لا تختلف كثيرا عن مشاركاتهم في المواقف السياسية التي يتحد فيها الشعب فهم في النهاية فصيلٌ وجزء من نسيج الشعب، ولهم آراء ومواقف سياسية من حقهم التعبير عنها بأي طريقة، والكل يعرف مواقف بعض الفنانين السياسية أو الثورية من قبل قيام الثورة إلى الآن».






