حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تعثر التخطيط للمؤتمر الدولي بشأن سوريا، داعياً إلى ضغوط على المشاركين لطرح «الأسماء الضرورية» لحكومة انتقالية والبدء بـ«مفاوضات تفصيلية»، في وقت رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على إدانة النظام السوري الذي ارتكب «جرائم تتجاوز حدود الخيال الإنساني»، بحسب السعودية. واعلنت روسيا ان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث ستكون سوريا على جدول المحادثات.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تعثر التخطيط لمؤتمر السلام بشأن الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ أكثر من عامين، وقال إنه ينبغي أن يتفق الطرفان المتحاربان في أسرع وقت ممكن على حكومة انتقالية.
وقال كاميرون للصحافيين في الأمم المتحدة إنه يدعم تماما المبادرة الأميركية الروسية لتنظيم المؤتمر في مطلع يونيو المقبل. وقال: «المهم هنا هو ممارسة الضغط على المشاركين لطرح الأسماء الضرورية لحكومة انتقالية وأن نبدأ مفاوضات تفصيلية ملائمة».
قلق من التخطيط
وأشار كاميرون إلى قلقه من أن يطول التخطيط لمؤتمر السلام في جنيف، مضيفا أن من الضروري التحرك سريعا لوقف إراقة الدماء في سوريا. وقال: «مبعث قلقي أن ندخل عملية أطول من اللازم. ينبغي القيام بتحرك عاجل الآن والضغط على المشاركين للاجتماع والاتفاق على حكومة انتقالية، يمكن أن يقف وراءها الجميع في سوريا».
وحضر كاميرون اجتماعا للجنة رفيعة المستوى خاصة بأهداف التنمية، يشارك في رئاستها، واجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وسئل كاميرون عن فكرة فرنسية بأن يخفف الاتحاد الأوروبي حظر السلاح عن المعارضة السورية مع تأجيل تنفيذ القرار بهدف زيادة الضغط على دمشق للتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية. ولم يرد بشكل مباشر على الفكرة، لكنه قال إن من المهم الحوار مع المعارضة. وقال: «إذا لم نتحاور مع المعارضة فينبغي ألا نفاجأ إذا نمت العناصر المتطرفة في صفوفها. هذا ما لا نريده، ولذا ينبغي أن نتحاور. هذا هو النقاش الذي سيدور في أوروبا».
الزياني يرحب
إلى ذلك، رحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة أول من أمس على قرار عربي يدين تصاعد أعمال العنف والقتل في سوريا، ويستنكر استمرار السلطات السورية في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.وقال الدكتور عبد اللطيف الزياني إن القرار الذي تقدمت به دولة قطر نيابة عن مجموعة من الدول يمثل خطوة مهمة وضرورية في إطار الجهود التي تبذل إقليميا ودوليا من أجل وضع حد للمأساة المؤلمة التي يعيشها الأشقاء السوريون.
مشيرا إلى أن القرار يعبر عن رفض معظم دول العالم واستنكارها الشديد للجرائم التي ترتكب بحق الشعب العربي السوري. وأعرب عن أمله في أن تلتقي إرادة المجتمع الدولي على ضرورة حماية الشعب السوري من القتل والتشريد، وتحقيق تطلعاته المشروعة في الحرية والكرامة، بعيدا عن المصالح الآنية الضيقة.
موقف السعودية
في الأثناء، أكدت السعودية أن «جرائم النظام السوري ضد المدنيين تتجاوز حدود الخيال الإنساني»، مشيرة إلى تزايد عدد الضحايا الذي بلغ أكثر من 80 ألف قتيل، فضلا عن مئات الآلاف من المصابين وملايين المشردين. وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله يحيى المعلمي، في كلمة المملكة أمام اجتماع الجمعية العامة بنيويورك حول النزاعات المسلحة والوضع في سوريا، والتي وزعت في الرياض أمس، إن «القوات الحكومية (السورية) ازدادت ضراوة في مواجهة الشعب السوري». وأضاف أن «النظام وأعوانه تمادوا في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين وجرائم العنف الجنسي والتطهير العرقي والتعذيب بأساليب وأشكال تتجاوز حدود الخيال الإنساني، في الوقت الذي تضاءلت فرص الحل السلمي بسبب تعنت النظام ورفضه الانصياع لإرادة شعبه ولنداءات المجتمع الدولي».
موقف العربي
بدوره، أكد أمين عام الجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، أن الأزمة السورية وصلت إلى مرحلة خطيرة لا يمكن السكوت عنها، في ظل استمرار شلال الدم وعمليات التهجير والنزوح. وأضاف أنه من المؤسف أننا وصلنا إلى مرحلة لا يمكن تصور ما ستؤول إليه الأمور، موضحا أهمية المقترح الروسي الأميركي بعقد مؤتمر دولي. فيما التقى المعارضان السوريان هيثم المالح ومعاذ الخطيب مع الأمين العام للجامعة العربية للحوار حول المؤتمر الدولي والوفد المشارك ومستوى التمثيل، مشيرين إلى عقد اجتماع للائتلاف في اسطنبول 23 الجاري.
زيارة كي مون
من جهة اخرى، اعلن الكرملين ان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم في مقره في سوتشي (جنوب)، في حين تتكثف الاتصالات الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية.
واوضح الكرملين في بيان مقتضب ان هذا اللقاء سيحصل «في اطار زيارة عمل للأمين العام للأمم المتحدة الى روسيا من 16 الى 19 مايو»، بعدما كان بان كي مون صرح في مقابلة نشرت أمس ان سوريا ستكون على جدول اعمال المحادثات.
أصدقاء سوريا
أعلن نائب الناطق باسم وزارة الخارجية باتريك فنتريل ان وزير الخارجية جون كيري سيشارك في اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» الذي سيعقد في الأردن الأسبوع المقبل. وأكد فنتريل خلال مؤتمر صحافي مشاركة كيري في اجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» بالأردن، مشيراً إلى انه ليس لديه جدول لقاءات وزير الخارجية بالكامل. وأوضح انه ليست لديه تفاصيل بشأن المشاركين في المؤتمر، ولذا لا يمكنه تأكيد عدم مشاركة المعارضة السورية فيه. واشنطن ـ يو بي آي
