هز مدينة بنغازي الليبية انفجاران قويان أحدهما بالقرب من أحد المستشفيات الكبرى في المدينة، والآخر في أحد شوارعها الرئيسية، ما أوقع 15 قتيلاً وجرح العشرات، معظمهم من النساء والأطفال، تزامناً مع إعلان لواء من الثوار الليبيين السابقين المعروف بـ «لواء أحرار ليبيا» عن حل نفسه، وتسليم ما بعهدته من مقرات عسكرية ومعدّات حربية وإدارية إلى جهاز المخابرات العامة.

وأفادت وسائل الإعلام الليبية بأنّ الانفجار الذي وقع أمام مستشفى الجلاء ناجم عن سيارة مفخّخة، وأدّى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى أغلبهم من الأطفال، إلى جانب تضرر عدد كبير من السيارات التي كانت متوقفة بالقرب من المستشفى. وذكرت بعض المواقع الإخبارية المحلية أن 15 شخصاً قتلوا نتيجة انفجار السيّارة المفخّخة أمام مستشفى الجلاء.

وقال نائب وزير الداخلية الليبي عبدالله مسعود أن الانفجار دمر مطعما بالكامل والحق أضرارا جسيمة في مبان قريبة.

وفي السياق، ذكرت فضائيات ليبية عدّة إن الانفجار الثاني وقع في شارع العشرين وأدّى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى.

وأوضح شاهد أن الانفجار وقع في منطقة مزدحمة، وأضاف: «رأيت أناساً يجرون وبعضهم يجمع أشلاء جثث».

يشار إلى أن مدينة بنغازي تعتبر معقل الثورة الليبية، حيث كانت مسرحا لهجمات عدة واعتداءات في الأشهر الأخيرة ضد أجهزة الأمن ومصالح دول غربية.

خطوة جريئة

على صعيد آخر، أعلن لواء من الثوار الليبيين السابقين عن حلّ نفسه وتسليم كافة أسلحته ومقرّاته لجهاز المخابرات، في خطوة وُضعت في إطار تعزيز سيطرة الدولة على الأوضاع الأمنية في البلاد.

وبحضور كبار المسؤولين الليبيين وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة علي زيدان أعلن في احتفالية أقيمت في مقر البرلمان عن حل «لواء أحرار ليبيا» لنفسه، وتسليم ما بعهدته من مقرات عسكرية ومعدّات حربية وإدارية إلى جهاز المخابرات العامة.

وعُرض خلال هذه الاحتفالية شريط مرئي تضمن شهادات حيّة لعدد من الثوار، وما تعرّضوا له من تعذيب وتنكيل من كتائب نظام العقيد الراحل معمّر القذافي إبّان ما يُعرف في ليبيا بـ«حرب التحرير». وتضمّن العرض تسجيلاً للاتصالات التي كان يجريها الثوار مع بعض القنوات الفضائية في العالم لـ«كشف الممارسات القمعية التي ينفذها النظام السابق ضد الليبيين».

يشار إلى أن عدداً من كتائب الثوار بالمنطقة الشرقية، سبق أن حلّت نفسها وسلّمت كافة معداتها وأسلحتها ومقراتها للجهات المختصّة.

 

معلومات متوقعة

توقع نائب جمهوري بارز أن يدلي المزيد من شهود العيان بمعلومات عن الهجوم المميت الذي وقع العام الماضي على بعثة أميركية في بنغازي والكيفية التي تعاملت بها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وقال رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز في مقابلة مع محطة «فوكس نيوز» التلفزيونية: «أعتقد اننا سنرى المزيد من المبلغين عن المخالفات. أعرف بشكل مؤكد انه قد جرت اتصالات مع لجنتي». واشنطن ــ رويترز