في واحد من أكثر الأيام حراكاً دبلوماسياً بشأن الملف السوري، أكد الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة ستضغط لتحضير أرضية التحول إلى سوريا ديمقراطية من دون بشار الأسد، فيما تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أدلة خطيرة للغاية حول استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، في وقت بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الملف السوري، عشية مباحثات إسرائيلية روسية اليوم، وجولة من المباحثات بين وزيري خارجية أميركا وروسيا في استوكهولم.

وأكد الرئيس الأميركي أنه اتفق ورئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، على مواصلة العمل للتحضير لسوريا ديمقراطية من دون الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع كاميرون عقب لقاء جمعهما في البيت الأبيض: «سنواصل الضغط على نظام الأسد لتوفير الدعم الإنساني ولتحضير أرضية التحول إلى سوريا ديمقراطية من دون بشار الأسد»، لافتاً إلى أن بلديهما سيعملان على جمع المعارضة السورية مع ممثلين عن النظام في جنيف خلال الأسابيع المقبلة، مضيفاً القول: «سنواصل استيضاح مسألة استخدام الأسلحة الكيميائية» في سوريا. وقال إن واشنطن ولندن ستواصلان دعم المعارضة السورية المعتدلة.

حاجة للاتحاد

من جهته، قال كاميرون إن العالم بحاجة ماسّة للاتحاد من أجل وقف القتل في سوريا، وأضاف أنه «لا مصلحة لأحد في تواصل النزاع السوري.. ونرحّب بالعمل على إيجاد حل سياسي»، إلا أنه لفت إلى «وجود تحديات كبرى لكن هناك نافذة أمل».

وقال إن هناك فرصة عاجلة قبل أن يتحقق الأسوأ، «وهذه المهمة أكثر إلحاحاً»، مضيفاً: «علينا الوصول إلى حكومة مقبولة من كل الشعب السوري». ولفت إلى ضرورة إقناع الأسد بأنه «لا يمكنه تحقيق نصر عسكري».

وقال الوزير البريطاني: «سنعمل على دعم المعارضة غير المتطرفة من خلال مدّها بالمولدات الكهربائية»، مضيفاً: «سنساعد لبنان والأردن في ما يخص تدفق اللاجئين» إليهما.

وكان كاميرون وصف قبيل لقائه أوباما الأدلة على استخدام سوريا الأسلحة الكيميائية بأنها «خطيرة للغاية». وفي حديث مقتضب لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني «اتخاذ إجراءات أكثر حسما ردا على ما يبدو أنه يحدث حاليا في الميدان». وأضاف: «هناك المزيد من الأدلة، والمجال للشك يتقلص. أعتقد أنه أمر خطير للغاية».

حراك سياسي

من جانب آخر، غادر القاهرة مساء أمس فيليب جوردون مساعد الرئيس الأميركي ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومنطقة الخليج متوجهاً إلى بيروت بعد زيارة لمصر هي الأولى منذ تعيينه في مارس الماضي.

إلى ذلك دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المصري محمد كامل عمرو، كل المجموعات المعارضة السورية لتشكيل تحالف من أجل إجراء محادثات مع الحكومة السورية.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن بيان للخارجية أن لافروف وعمرو ركزا خلال مكالمة هاتفية بينهما «على مشكلة التسوية في سوريا».

من جانب آخر، أعلن الكرملين أمس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو سيجري محادثات اليوم مع الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا حول الأزمة السورية.

 

«الائتلاف»: من المبكر اتخاذ قرار بشأن جنيف 2

أكدت المعارضة السورية أنه من المبكر اتخاذ قرار بشأن مؤتمر جنيف 2، مجددة شرطها برحيل الرئيس بشار الأسد، في حين أعلن اتحاد الديموقراطيين السوريين، والذي انعقدت اجتماعاته في القاهرة السبت الماضي، أن الكيان الوليد الجديد حاز أغلبية الأصوات المجتمعة كاسمٍ جديدٍ يعتبر ناطقاً باسم الديموقراطيين في سوريا.

وقال رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية بالإنابة جورج صبرا في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول: «نعتقد أنه لا يزال من المبكر اتخاذ القرار بشأن حضور المؤتمر الدولي أو عدمه لأنه حتى الآن لم تتضح حيثيات هذا المؤتمر، ولم يعلن له أجندة أو جدول زمني، كذلك لم تعلن قائمة الحضور من الدول أو الممثلين».

وأضاف: «نحن الآن في مرحلة التشاور مع قوى الثورة في الداخل ومع أصدقائنا وحلفائنا في المنطقة، في تركيا والسعودية وقطر وبقية الدول العربية من اجل اتخاذ القرار المناسب».

ترحيب بالمبادرات

وجدد صبرة «الترحيب بجميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حل سياسي لما يجري في بلدنا قائم أولا على وقف القتل وأعمال العنف ضد السوريين وعلى ضرورة رحيل بشار الأسد وطغمته الحاكمة بحيث يفسح المجال لمباشرة عملية سياسية تؤمن انتقال السلطة والبلاد من نظام استبدادي إلى نظام ديموقراطي».

من جانب آخر، أعلن اتحاد الديموقراطيين السوريين، والذي انعقدت اجتماعاته في القاهرة السبت الماضي، تحت عنوان «القطب الديموقراطي» أن الكيان الوليد الجديد «اتحاد الديموقراطيين السوريين» قد حاز على أغلبية الأصوات المجتمعة كاسمٍ جديدٍ للاتحاد السوري، الناطق باسم الديموقراطيين في سوريا.

وأكد الاتحاد في بيانه الختامي أمس «أن هناك أكثر من 200 مندوب من هيئات وتجمعات، أحزاب ديمقراطية، شخصيات وطنية سورية، ومثقفين وممثلين عن المجتمع الأهلي والعشائر في سوريا، قد شاركوا في الجلسات التشاورية للاتحاد، والتي امتدت على مدار ثلاثة أيام ، أقيمت فيها ورشٌ سياسيةٌ وتنظيميةٌ وإغاثيّة».

لجنة متابعة

وقد اتفق المجتمعون على تشكيل لجنة متابعة، وتواصل مكونة من اللجنة التي نظمت اللقاء إضافةً إلى من يتطوع من الهيئة العامة للقاء، وتقوم اللجنة بالاتصال بكافة القوى والفعاليات الثورية والسياسية داخل الوطن وخارجه، وبما فيها التي لم تخضر الاجتماع من أجل نقل التوصيات إليها، واستمرار التشاور بشأنها.

 

انشطار

انقسم القطب الديمقراطي السوري المعارض الذي دعا إليه المعارض السوري البارز ميشيل كيلو، أمس إلى شطرين، «اتحاد الديمقراطيين السوريين»، و«الكتلة الوطنية الجامعة»، بعد خلافات حادة بين معسكرين حضرا الاجتماع الذي اختلف حول أنه تأسيسي أم تشاوري، وحول أهدافه، وذلك في الوقت الذي يجتمع فيه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اسطنبول. القاهرة - أحمد إسماعيل