انتقلت شظايا الأزمة السورية أمس إلى تركيا، حيث ضرب تفجيران بسيارتين مفخختين مدينة الريحانية الحدودية مع سوريا ليسقط 43 قتيلاً وعشرات الجرحى، وسرعان ما وجهت أنقرة أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى الاستخبارات السورية، وسط توتر بين سكان المدينة الأتراك واللاجئين السوريين.
وقال وزير الداخلية التركي معمر غولر في تصريحات أمس ان نحو 43 شخصاً قتلوا في انفجارين بسيارتين مفخختين في بلدة الريحانية الجنوبية القريبة من الحدود مع سوريا. وأفاد غولر ان التفجيرين سببهما سيارتان مفخختان انفجرتا بالقرب من مبنى البلدية ومكتب البريد في البلدة. وأضاف: «تم تحديد هويات الاشخاص والمنظمة الذين نفذوا الهجوم. تبين انهم مرتبطون بمجموعات تدعم النظام السوري وتدعم اجهزة استخباراته».
كما اتهم نائب رئيس الوزراء بشير أتالاي الاستخبارات السورية بالتورط. وكان نائب رئيس الوزراء التركي الآخر بولنت ارينج قال ان «النظام السوري باجهزته السرية وجماعاته المسلحة هو بالتاكيد احد المشتبه بهم المعتادين على التحريض على مثل هذه المؤامرة الفظيعة وتنفيذها».
أوغلو يُحذّر
في السياق، حذّر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو من اختبار قدرة تركيا، قائلاً إن أنقرة ستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية نفسها.
وقال داود أوغلو للصحافيين خلال زيارته برلين: «يجب ألا يحاول أحد اختبار قدرة تركيا. وستتخذ قواتنا الأمنية جميع الإجراءات الضرورية».
انفجار ثالث
وبعد ساعات، هز انفجار ثالث البلدة. وذكرت قناة «ان تي في» الاخبارية التركية انه وقع في حي سكني يبعد مئات الامتار عن وسط البلدة. لكن غولر قال ان الحادث الثالث نتج من انفجار خزان وقود في سيارة ولا صلة له بسابقيه.
هجمات وصدامات
وما لبثت أن اندلعت احتجاجات في البلدة بعد ساعات من الانفجار، بينما يلقي بعض سكان القرية باللائمة على سوريين مقيمين في جلب العنف عبر الحدود بينما يشكو آخرون من السياسة الخارجية التركية. وأرسلت الشرطة تعزيزات إلى البلدة بعد انفجار السيارتين. وعرضت لقطات فيديو أخرى مشاهد لسكان يحطمون زجاج السيارات التي تحمل لوحات معدنية سورية.
طريق البادية
وداخل سوريا، أغلق مقاتلو الجيش الحر طريق البادية التي تشكل خط الإمداد الرئيسي للقوات النظام من وسط سوريا إلى حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي تحاول اعادة فتح طريق حماة حلب»، غداة تمكن المقاتلين «من قطع الطريق الاستراتيجي بين حماة وحلب بعد السيطرة على حاجزي القبتين وام عامود اثر اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة منذ أيام عدة». ويعرف الطريق الذي اعاد المقاتلون المعارضون قطعه باسم «طريق البادية»، وتمتد من السلمية في حماة الى مطار حلب الدولي.
وشكلت الخطوة في حينه اختراقاً ميدانياً يتيح للقوات النظامية ارسال الامدادات من وسط البلاد الى شمالها، بعدما حال المقاتلون دون ذلك بسيطرتهم على مدينة معرة النعمان في ريف ادلب في أكتوبر الماضي، ما مكنهم من قطع الطريق الدولية بين دمشق وحلب عبر حماة.

