واصلت إسرائيل امس حملتها لتهويد مدينة القدس، معتبرة على لسان أحد مسؤوليها ان رام الله هي قدس الفلسطينيين، في وقت ساد ساد محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في المدينة، لليوم الثاني على التوالي، حالة من الغليان والتوتر بالتزامن مع احتفالات إسرائيل بما تعتبره ذكرى توحيد المدينة الذي يصادف اليوم. وشهدت المدينة فجر أمس اعتقال مفتي الديار الفلسطينية محمد حسين لبضع ساعات بزعم ضلوعه في أعمال شغب.. وسط تنديد فلسطيني عربي وإسلامي واحتجاج على الاعتداءات المتواصلة بحق المدينة المقدسة.
استفزاز إسرائيلي
وإمعاناً في الاستفزاز الإسرائيلي، طالب رئيس بلدية الاحتلال في القدس نير بركات الفلسطينيين باتخاذ رام الله قُدساً لهم. واقترح بركات على الفلسطينيين أن يتخذوا من رام الله عاصمة لدولتهم وتغيير اسمها إلى «القدس الشمالية» لو أرادوا.. وقال في هذا السياق: «لن يُسمح بالتفريط في أي شبر من المدينة المقدسة، وإنها يجب أن تظل موحدة وعاصمة أبدية لدولة إسرائيل»، مندداً بما وصفه بالضغط غير الشرعي على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات.
ورافق هذ1ه الدعوة اعتقال قوات الاحتلال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين بعد اقتحام منزله في منطقة الصلعة في جبل المكبر جنوب القدس.
وذكرت مصادر فلسطينية أنه تم اقتياد المفتي حسين بمركبات الشرطة لمركز تحقيق وشرطة المسكوبية غرب القدس للتحقيق معه بتهمة «التحريض».. وأطلق سراحه عصراً بعد التحقيق معه في ادعاء ضلوعه في مواجهات وقعت في باحات الحرم القدسي يوم الثلاثاء على خلفية اقتحام متطرفين يهود للحرم وضلوعه بما تزعم أنذه «أعمال شغب».
وفي إطار استهدفا القيادات الدينية، اعتقلت شرطة الإحتلا رئيس لجنة رعاية المقابر في القدس مصطفى أبوزهرة عند إحدى بوابات المسجد الأقصى.. في وقت سادت مدينة القدس، وخاصة البلدة القديمة ومحيطها، أجواء شديدة التوتر وسط استنفار وانتشار واسع لجنود وشرطة الاحتلال، لتأمين الحماية والحراسة لآلاف المستوطنين الذين يستعدون لاقتحام القدس القديمة بمسيرات ضخمة في الذكرى الـ 46 لما يسمى «توحيد القدس».
ونظمت جماعات من المستوطنين المتطرفين منذ أول من أمس تظاهرات في مختلف أنحاء القدس رافقها اقتحامات جماعية للمسجد الأقصى الذي أغلقته سلطات الاحتلال أمام المصلين تمهيدا لتنظيم التظاهرات.
تنديد فلسطيني
ووصف رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في القدس الشيخ يوسف ادعيس اعتقال المفتي العام بأنه جزء من مخطط حصار المدينة المقدسة وتفريغها من رموزها الدينية والوطنية. وقال ادعيس إن اعتقال الشيخ حسين يعد استهدافاً للقدس بكل مكوناتها، ومقدمة لتصعيد العدوان على المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. كما نددت الهيئة الإسلامية-المسيحية للدفاع عن المقدسات في القدس باعتقال المفتي، واصفة إياه بالعمل الجبان والانتهاك الجسيم لكافة الشرائع السماوية والمواثيق الدولية التي تكفل حرية العبادة والديانة.. في حين ندد وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش باعتقال حسين وباقتحام المستوطنين باحات المسجد الأقصى.
كذلك، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتقال الشيخ حسين، معتبراً أن اعتقاله «يشكل تحدياً صارخاً لحرية العبادة».
إدانة إسلامية ومصرية
وفي سياق ردود الفعل العربية والإسلامية المندّدة، دان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلى وبشدة اعتقال الشيخ حسين، معتبراً إياه عملًا غير قانوني. أيضاً، استنكرت جامعة الدول العربية الاعتقال، وطالبت الاحتلال بالافراج الفوري عن مفتي القدس.
