في تحرك يهدف للرد على الانتقادات الموجهة إلى الحكومة بالتقصير في محاربة الإرهاب، جال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أمس، في المنطقة الجبلية الفاصلة بين بلاده وجارتها الجزائر للاطمئنان على سير عملية ملاحقة مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة.. بالموازاة مع إحباط مخطط إرهابي كان يستهدف الدولة.. في حين أفيد بإعلان الجيش الجزائري حالة الطوارئ على الحدود لمنع تسلّل المجموعات المتطرفة إلى الأراضي الجزائرية.
وتأتي زيارة الرئيس التونسي، وهو الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس أركان الجيوش، إلى جبل الشعانبي بالتزامن مع ارتفاع الانتقادات لعجز الحكومة على القضاء على هذه المجموعة ونقص التجهيزات لمواجهتها، حيث احتج مئات من قوات الأمن الأسبوع الماضي على نقص التجهيزات لمكافحة المتشددين الاسلاميين في المناطق الحدودية مع الجزائر وليبيا.
وأفاد مكتب الرئيس التونسي بأنّ المرزوقي تفقّد منطقة الشعانبي الجبلية بصحبة قائد الجيوش التونسية الجنرال رشيد عمار لمتابعة عمليات التطهير الجارية هناك، وللاطمئنان على سير عملية ملاحقة مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة.
مجموعتان إرهابيتان
وكشفت وزارة الداخلية التونسية عن مجموعتين في الكاف وجبال الشعانبي تتكون من 35 مقاتلاً على صلة بتنظيم القاعدة. وأضاف «هناك مجموعتان واحدة بالكاف تتكون من حوالي 15 شخصاً، والثانية في جبال الشعانبي تضم حوالي 20 شخصاً.
وتلاحق الشرطة والجيش منذ أسابيع مسلحين إسلاميين يعتقد انهم يحتمون بالجبال وزرعوا فيه ألغاماً خلفت إصابة عدة جنود من بينهم من بترت ساقه وفقد عينه ما زاد المخاوف من قدرة هذه الجماعات على شن هجمات في البلاد.
كشف 16 مخبأ
من جهته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع العميد مختار بن نصر إن عمليات التمشيط في جبل الشعانبي، التي بوشر بها، منذ 29 أبريل الماضي أدت الى كشف 16 مخبأ تمثل أماكن استراحة وتدريب لجماعات ارهابية كما عثر على وثائق ورسائل وكتب تبسط صنع المتفجرات.
وأضاف بن نصر أنّ الهدف من عملية التمشيط «تنظيف الجبل من الألغام. سنأخذ الوقت اللازم والإصابات لن تثني قواتنا عن الاستمرار في العملية».
ويخشى كثير من التونسيين من ان عجز الجيش على انتزاع الغام زرعت في جبال الشعانبي وعلى تفكيك هذه المجموعة بسرعة سيجعل هذه المجموعات تشعر بأنها قادرة على ضرب مصالح في البلاد. إلى ذلك، أفادت تقارير اعلامية في الجزائر بأن الجيش الجزائري اعلن حالة الطوارئ على الحدود مع تونس تحسبا لفرار المجموعات الإسلامية المتطرفة الى الجزائر.
إحباط مخطط إرهابي
في غضون ذلك، كشفت وزارة الداخلية التونسية عن احباط الأمن والجيش مخططا إرهابيا يستهدف الدولة.
وكشف الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية علي العروي عن أن قوات الأمن والجيش تمكنت خلال رصدها لنشاطات عناصر إرهابية منذ شهر ديسمبر الماضي من إيقاف العشرات موزعين عبر مجموعتين في مدينتي الكاف والقصرين المتجاورتين غرب البلاد قرب الحدود الجزائرية اعترفوا بوجود مخططات لاستهداف رموز الدولة.
وأوضح الناطق الأمني أنه بموجب هذه الاعترافات تمكنت قوات الامن من إيقاف سيارة محملة بالأسلحة والمتفجرات بمدينة الكاف كانت ستستعمل في المخطط الإرهابي، وأضاف أنه منذ تلك الأحداث أوقف 37 شخصاً ينتمون لكتيبة عقبة بن نافع يحمل بعضهم جنسيات دول مجاورة، مشيرا الى ان المجموعات الارهابية كانت تتلقى الدعم والتموين والمساعدة اللوجستية من داخل مدينة القصرين.
