جدد النظام السوري أمس تأكيداته انتظار الوقت المناسب للرد على الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية، مشدداً أنه «سينتظر ويختار التوقيت للرد»، فيما أعادت إسرائيل فتح المجال الجوي في الشمال، الذي ساده الهدوء، على الرغم من استنفار سفاراتها حول العالم، مؤكدة، على لسان قائد الجبهة الشمالية اللواء يائير غولان، أن بإمكان سكان تلك المناطق «النوم بهدوء».
واعلن مصدر سوري مسؤول في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» امس ان بلاده «ستختار التوقيت للرد على الغارات الاسرائيلية». وقال المصدر ان «سوريا سترد على العدوان الاسرائيلي لكنها ستختار التوقيت للقيام بذلك»، مشيرا الى ان ذلك «قد لا يحصل على الفور، لان اسرائيل في حالة تأهب». واضاف: «سننتظر، لكننا سنرد»، على حد وصفه.
جبريل يرحب
وبالتوازي، رحب عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، التي يتزعمها أحمد جبريل، أنور رجا باعلان دمشق السماح للفصائل الفلسطينية بضرب اسرائيل عبر الجولان المحتل، قائلاً في تصريحات: «نحن نجد الفرصة مواتية جدا لكي نقوم بالعمليات العسكرية التي تعيد الصراع إلى أصله».
حصيلة ونفي
في هذه الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 42 جنديا سوريا على الاقل في الغارات، موضحاً أن «مصير العشرات من الجنود ما زال مجهولا»، ومشيرا الى ان المواقع العسكرية الثلاثة المستهدفة «عادة ما تضم قرابة 150 جنديا، لكن لا يعرف ما اذا كانوا جميعا فيها وقت القصف».
وأتى ذلك في وقت نفى مساعد رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال مسعود جزايري ما وصفه بـ«الدعاية التي تقوم بها وسائل الاعلام الغربية والاسرائيلية والتي تؤكد ان مستودعات اسلحة ايرانية استهدفت في الغارات».
هدوء واستنفار
إلى ذلك، قال قائد الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي اللواء يائير غولان إن الأوضاع عند حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان «تتصف بالهدوء»، فيما أعلن إعادة فتح المجال الجوي أمام الطيران المدني في حيفا وشمال إسرائيل.
وقال غولان في تصريحات: «لا ينبغي أن نكون هستيريين، فكل شيء هادئ وتحت السيطرة، وبإمكان سكان الشمال أن يناموا بهدوء»، مستطرداً: «يجب أن يكون الجيش مستعدا، وعدا ذلك فإن كل شيء هادئ». وغداة شنها الغارتين، رفعت إسرائيل حالة التأهب، كما عززت من الإجراءات الأمنية في سفاراتها في أنحاء العالم خشية عملية انتقامية من حزب الله في الخارج.
ما الذي استهدف؟
تناولت تقارير عديدة بالتحليل الأهداف التي كانت محط أنظار الطيران الحربي الإسرائيلي في غاراته على دمشق فجر أول من أمس. وأكدت معظم التقارير أن الأهداف كانت:
- صاروخ «سام-17»: وهو صاروخ روسي الصنع يعتبر من الصواريخ المتطورة الموجهة أرض- جو، والتي في حال وقوعها بأيدي حزب الله اللبناني ستضطر اسرائيل إلى وقف خروقاتها الجوية اليومية لسماء لبنان، خوفا من إصابتها بهذه الصواريخ.
- شحنات من صاروخ «سكود– دي»: وهو صاروخ أرض- أرض قادر على حمل رؤوس كيماوية ويبلغ مداه 700 كيلومتر، وفي حال امتلاكه من قبل حزب الله، فسيتمكن من قصف اية بقعة في اسرائيل، من المطلة وحتى ايلات.
- صاروخ «ياخوت»: وهو صاروخ بحري طويل المدى، بإمكانه تدمير سفن سلاح البحرية الاسرائيلية في البحر الأبيض المتوسط وكذلك آبار الغاز الاسرائيلية التي اكتشفت مؤخرا في عمق البحر الأبيض المتوسط، بمحاذاة المياه الاقتصادية اللبنانية.
- صواريخ «الفاتح 110»: وهي ذات مدى قصير، ولكنها معروفة بدقتها وبقوة الدمار الذي يمكن ان تحدثه في المناطق المأهولة.
«الائتلاف» يندد
ندد الإئتلاف الوطني المعارض في بيان بالهجوم الإسرائيلي، محملاً السلطات السورية المسؤولية الكاملة عن «إضعاف الجيش السوري عبر جره إلى معركة خاسرة ضد الشعب».
وأضاف البيان أن «النظام الذي يدعي الممانعة، يضع سوريا وإمكانياتها التي شكلت دائماً جبهة مهمة في مواجهة العدوان الإسرائيلي في حالة تخبط، ويعمل من خلال إصراره على حماية مصالح أسرة بشار الأسد على تضييع القدرات البشرية وتدمير البنية التحتية وتراجع الإقتصاد». واعتبر البيان أن «توقيت الغارات يأتي في إطار السعي لإمداد النظام بحجة تلفت الأنظار عن جرائمه ومجازره التي يرتكبها في الساحل السوري».



