قابل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو المبادرة العربية بقبول تبادل أراضٍ بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالإعلان أنّ «أصل النزاع» ليس على الاراضي، بل على وجود اسرائيل.. في وقت سيعقد الكنيست الإسرائيلي جلسة خاصة قريباً لمناقشة المبادرة التي أثارت موجة من الرفض الإسرائيلي.

ونقل مسؤول حكومي عن نتانياهو قوله إن «النزاع الاسرائيلي-الفلسطيني ليس على الاراضي بل على وجود اسرائيل نفسها»، مشيرا الى ان «عدم رغبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي هو اصل النزاع»، زاعماً أنّ «أصل النزاع بدأ قبل العام 1967. لقد رأينا عندما خرجنا من قطاع غزة (العام 2005) وعلى ماذا حصلنا؟ على صواريخ» المقاومة.

وتأتي تصريحات نتانياهو بعد يومين من التعديل الذي اعلن عنه في مبادرة السلام العربية التي اطلقت في 2002، بحيث اجازت فيها رسميا مبدأ تبادل أراض بين اسرائيل والفلسطينيين، برعاية أميركية. وسيتيح هذا التعديل لإسرائيل الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، حيث تقيم غالبية المستوطنين، بينما سيحصل الفلسطينيون على أراض تحت السيادة الإسرائيلية حاليا كتعويض.

رفض مكرر

كذلك، أكد جلعاد اردان، وهو وزير الاتصالات وأحد وزراء المجلس الامني المصغر ومقرب من نتانياهو، أن اسرائيل لاتزال ترفض التفاوض مع الفلسطينيين على اساس حدود عام 1967، بما يعني الانسحاب الكامل من الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

الكنيست يناقش

وفي خضم ذلك، سيناقش الكنيست خلال أيام في جلسة خاصة المبادرة العربية، حيث من المقرر أن يقدم نتانياهو تقريراً بهذا الشأن.

وذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أن 52 نائباً إسرائيلياً وقعوا عريضة مقدمة إلى الكنيست تطالب نتانياهو بتوضيح الموقف، ومخاطبة الكنيست إزاء هذا التطور.

تجميد تحركات

بالمقابل، ذكرت مواقع إخبارية فلسطينية وإسرائيلية أن وزير الخارجية الفلسطيني د. رياض المالكي قال إن القيادة الفلسطينية وعدت واشنطن بتجميد مساعيها المتعلقة بالانضمام لوكالات الأمم المتحدة مقابل تجميد إسرائيل مشروعها الاستيطاني المعروف بـ«إي1».

وقال المالكي، في مؤتمر صحافي في العاصمة الأميركية واشنطن مساء نظمه مكتب بعثة منظمة التحرير في العاصمة الأميركية بعد انتهاء لجنة مبادرة السلام العربية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري: «تقدمنا بوعد لوزير الخارجية بتجميد مساعينا الحالية في الانضمام إلى وكالات الأمم المتحدة المختلفة، خاصة محكمة العدل الدولية، كبادرة حسن نية من طرفنا، ومن أجل إثبات نوايانا الصادقة في إعطاء الفرصة الأكبر لعملية السلام».

وأضاف الوزير الفلسطيني: «كنا تقدمنا بوعدنا هذا أثناء زيارة الرئيس أوباما لرام الله في مارس الماضي، لإثبات حسن نيتنا، وصدقنا في بذل الجهود المتفانية لتحقيق السلام مع إسرائيل». وتابع المالكي القول: «في الوقت الذي لم نحصل فيه على مقابل لذلك، مثل تعهدات إسرائيلية أو أميركية بوقف الاستيطان، نؤكد للعالم، كما أكدنا للوزير كيري، أننا إذ نقوم بذلك من موقع قوة وليس من موقع ضعف».

وأضاف أنّه «إذا مضت إسرائيل قدماً بخطتها لبناء طريق التفافي لخدمة الاستيطان أو الشروع في البناء في مستوطنة إي 1، فإننا سنذهب فوراً إلى الأمم المتحدة، وإلى محكمة العدل الدولية في لاهاي».

ترحيب أميركي

من جانبه، رحب وزير الخارجية الاميركي بالتغيير الذي أدخلته الجامعة العربية الاثنين على مبادرتها للسلام في الشرق الاوسط، مشيدا في لقاء مع الصحافيين بهذه «الخطوة الكبيرة جدا الى الامام».

قلق فلسطيني

بالمقابل، أثارت المبادرة العربية مخاوف أوساط رسمية وشعبية فلسطينية، ويرى محللون في موقف الجامعة العربية الجديد تراجعا ملحوظا وتنازلا جديدا وإسقاطا للمبادرة العربية للسلام .

وفيما بدا لافتا الصمت الرسمي في الضفة وقطاع غزة على المقترح العربي، حاولت «البيان» الحديث مع أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومع مسؤولين حكوميين دون أن تلقى إجابة من أحدهم.

وقال النائب الثاني في المجلس التشريعي حسن خريشة، في حديث إلى «البيان»، إن المبادرة العربية «ماتت في مهدها ولم تنل موافقة أميركية ولا اسرائيلية».. في حين اعتبر القيادي في المبادرة الوطنية صلاح الخواجا «الموافقة العربية على مبدأ التبادل تراجع عن مبادرة السلام».

بدورها، أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عن رفضها، وأعلنت في بيان أن «هذه الخطوة المرفوضة والمدانة مقدمة لتشريع الاستيطان الزاحف في مدينة القدس والضفة الغربية».

 

زيارة

يتوقع أن يزور كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الصين الأسبوع المقبل، لكنهما لن يلتقيا.

وأفادت صحيفة «معاريف» بأن نتانياهو سيصل أولاً إلى مدينة شنغهاي وبعد ذلك سيتوجه إلى بكين بعد أن يكون عباس قد غادر العاصمة الصينية.

 وأضافت الصحيفة إن الصينيين وضعوا جدولاً زمنياً لزيارتي عباس ونتانياهو بشكل يمنع تواجدهما في بكين في وقت واحد، منعاً لإحراجهما. يو.بي.آي