اشتعلت مواجهات طاحنة أمس بين قوات النظام السوري والجيش الحر في حماة، وعلى جبهات متفرقة بالتزامن مع غارات شنتها الطائرات الحربية على مناطق سكنية في ريف دمشق، أدت إلى وقوع عشرات القتلى، مع استمرار الحصار الخانق على داريا، التي تعتبر معقلاً للثوار في ريف العاصمة السورية، حيث استقدمت قوات النظام مزيداً من التعزيزات إليها.
وقالت لجان التنسيق المحلية في حماة في بيان أمس إن الجيش الحر «استهدف ستة حواجز أمنية تابعة لقوات النظام في ريف حماة الشمالي، بينما قامت قوات النظام بإعدامات ميدانية وحرق للمنازل بعد اقتحامها حي طريق حلب في المدينة».
كما ذكرت «شبكة شام» أن الجيش الحر تمكن من تدمير حاجز الجلمة بريف حماة الشمالي بالكامل، كما استهدف بقذائف الهاون والمدفعية كتيبة زور السوس بريف حماة الجنوبي، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط العديد من حواجز قوات النظام بريف حماة الشمالي.
وأشارت «شبكة شام» إلى سقوط عدد من الجرحى جراء قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على قرية الحواش بسهل الغاب بريف حماة. من جهته، أفاد المركز السوري الوطني للإعلام بأن الثوار تمكنوا من السيطرة على حاجز الجلمة في حماة بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
ريف دمشق
وعلى جبهة أخرى، قصفت مدفعيات النظام السوري بلدة خان الشيح بالغوطة الغربية في ريف دمشق، بينما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على حاجز بلدة الديرخبية. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مقاتلات النظام أغارت على كل من داريا والمعضمية ودوما وزملكا في ريف دمشق وقصفتها بالصواريخ والقنابل الفراغية، بينما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة زملكا في الغوطة الشرقية بريف العاصمة السورية.
وتحدثت «شبكة شام» عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في حصيلة أولية لضحايا قصف طيران النظام على بلدة حزة بريف دمشق.
وذكرت الشبكة أن قوات النظام في داريا «استعانت برتل عسكري من مطار المزة مدعوم بخمس دبابات وأربع سيارات مدرعة، بالإضافة إلى عدد من سيارات وحافلات نقل الجنود والشبيحة، مع عدد كبير من الدبابات التي تحاصر المدينة، بينما يستمر القصف بصواريخ أرض- أرض وبالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ الموجودة في الثكنات والحواجز العسكرية المجاورة».
وذكر الناشطون أن المدينة «تعاني من حصار مطبق، في حين تستمر الحالة الإنسانية بالتدهور نتيجة النقص الحاد بالمواد الطبية والغذائية وكل مقومات الحياة إضافة إلى انقطاع كافة الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات».
عبوتان ناسفتان
كذلك، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان ان عبوتين ناسفتين انفجرت احداهما بالقرب من مقر قيادة الشرطة والاخرى في منطقة قريبة منها في دمشق ما أدى إلى سقوط قتيل و15 جريحاً.
مناطق متفرقة
وفي حمص، استهدف القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة بساتين حي الوعر. كما قصف الطيران الحربي عدة قرى بريف حمص الشرقي، وقصف بالمدفعية الثقيلة أيضا بلدة الدار الكبيرة. أما في ريف درعا، فقصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة بلدة تل شهاب، بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة في محيط اللواء 34 ومحيط قسم الأمن العسكري في بلدة المسمية وسط قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة استهدف محيط اللواء 34.
وتكرر مشهد القصف العنيف بالمدفعية الثقيلة في مدينة دير الزور، وسط اشتباكات عنيفة في حيي الصناعة والموظفين بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي سياق متصل، قصف جيش النظام قرية الناجية بجسر الشغور بالطيران المروحي، وقصف قرى الريف الغربي لمعرة النعمان براجمات الصواريخ . كما استخدمت قوات النظام الطيران المروحي بإلقاء البراميل المتفجرة على مصيف سلمى والقرى المحيطة بها بريف اللاذقية.
النسور: لن نسهّل مهمة قوات أجنبية
أكد رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أن الجيش الأردني والمقدرات العسكرية الأردنية «لن تتدخل» في سوريا. وأوضح النسور في تصريحات لصحيفة «الغد» الأردنية نشرتها أمس أن الجيش الأردني «لن يتدخل في سوريا لا عبر إرسال قوات ولا من خلال تسهيل مهمة قوات عسكرية أجنبية». وأوضح أن الحدود الجغرافية للمملكة «تجعلها في عين العاصفة»، مؤكدا أن الموقف الرسمي الأردني يتسم بـ«التوازن» تجاه ما يجري في سوريا.
وقال النسور إن «فاتورة اللجوء السوري إلى المملكة تتجاوز المليار ونصف المليار دولار»، مشيرا إلى «وجود تداعيات اقتصادية وسياسية وأمنية لهذا اللجوء، عدا عما يشكله من تهديد للسلم الاجتماعي للأردنيين». ولفت إلى أن عدد السوريين في مدينتي المفرق والرمثا، المتاخمتين للحدود السورية، أصبح «يفوق عدد مواطني المدينتين الأصليين».
وفد أممي
وكان مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة الأمير زيد بن رعد قال في وقت سابق ان مجلس الأمن «يناقش فكرة زيارة الاردن بناء على طلب من الحكومة». وأكد المندوب الأردني إن مجلس الأمن «أقر بجهود الأردن حيال التعامل مع اللاجئين السوريين، كما اعترف بأن الأمر يعد أزمة».
وأشار إلى ان أعضاء المجلس «أعطوا مؤشرات إيجابية لدعم فكرة زيارة الأردن بناء على طلب من الحكومة الأردنية، ولكن القرار لم يتخذ بعد». يشار إلى أن مجلس الأمن عقد جلسة مغلقة ناقش فيها مشكلة تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، بناء على دعوة رسمية من عمّان.
تبرير روسي
قال السّفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبيكين في تصريحات أمس، ردا على دور حزب الله في سوريا، إن «البعض يركّز على دور حزب الله في سوريا وما يقال عن قتاله إلى جانب النظام، ويتغاضى عن إرسال المسلّحين والسلاح من لبنان إلى الذين يقاتلون النظام»، على حد وصفه. وأضاف زاسبيكين: «النظام السوري هو من يقرّر من يخرق سيادته ومن لا يخرق سيادته، وحرّ بأن يقرّر إذا كان على حزب الله يساعده أو لا»، على حد تعبيره. بيروت- البيان
