أعلن رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز تحفظه على تدخلٍ عسكريٍ غربيٍ في سوريا خشية أن يؤدي ذلك إلى «جر القوات البريطانية إلى حرب شاملة»، في وقت صدرت تعليمات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لوزراء حكومته بـ«التزام الصمت»، حيال ما يحدث في سوريا، في حين التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمين عام حزب الله حسن نصر الله في بيروت، التي اجتمع فيها أيضاً بوفد من «هيئة التنسيق» السورية المعارضة، حيث شدد على مرجعية بيان جنيف.
وحذّر ريتشاردز، خلال اجتماع مغلق مع عدد من قادة الجيش، من أن التدخل في سوريا رداً على استخدام أسلحة كيماوية «يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة».
وقال ريتشاردز إن «أي رد عسكري على استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون على نطاق واسع لتحقيق النجاح»، داعياً رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى «النظر بصورة ملية في ما اعتبرته نقطة تحول حيال ما بدا بأنه استخدام على نطاق صغير للمواد الكيماوية في سوريا»، على حد وصفه.
وابلغ المسؤول البريطاني شخصيات عسكرية بارزة أن «اللجوء حتى إلى إقامة مناطق إنسانية آمنة سيكون عملية عسكرية كبيرة بدون تعاون من السوريين»، مضيفاً إن «عملية عسكرية محدودة لإنشاء منطقة محظورة الطيران على غرار عملية البوسنة العام 1993 لن تكون كافية بسبب الدفاعات الجوية السورية».
لقاءات بوغدانوف
إلى ذلك، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمين عام حزب الله حسن نصر الله. وقال الحزب في بيان ان نصر الله استقبل بوغدانوف «حيث تم استعراض تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة وخاصة في لبنان وسوريا».
وبالتوازي، قال المسؤول الروسي في مؤتمر صحافي عقده في المطار قبيل مغادرته بيروت في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام قبيل توجهه إلى الأردن: «التقيت في السفارة الروسية وفداً من المعارضة السورية، وعلى رأسه الأمين العام لهيئة التنسيق الوطنية حسن عبد العظيم، وتباحثنا في الوضع السوري وعن حل وطريقة تسوية سورية».
وتابع: «نعتقد ان بيان جنيف لا بديل عنه، ونبني عملنا في سبيل تحقيق هذه التسوية على قاعدة البيان».
واستطرد: «أود ان أذكركم ان المضمون الأساسي لهذه الوثيقة يتمثل في انه يجب ان تحل المسألة السورية عن طريق الحوار الواسع، والسوريون بأنفسهم يجب ان يحلوا هذه المسألة».
مواقف إسرائيلية
وفي سياق متصل، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توجيهات للوزراء في حكومته بعدم إطلاق تصريحات بشأن الأزمة في سوريا «لكي لا يُفهم أن إسرائيل تدفع الولايات المتحدة إلى شن عملية عسكرية في سوريا».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن نتانياهو «أصدر تعليمات للوزراء طالبهم فيها بالامتناع عن إجراء مقابلات صحافية حول موضوع الأزمة السورية».
بدوره، قال السفير الإسرائيلي في واشنطن ميشيل اورين إن تل أبيب «لا تدفع الولايات المتحدة من أجل التدخل العسكري في سوريا».
وذكر اورين في مقابلة صحافية أن «الخط الأحمر بالنسبة لإسرائيل في هذا الصراع يختلف عن ذلك الذي وضعته الولايات المتحدة».
وأوضح اورين أن إسرائيل ترى أن وصول الأسلحة الكيماوية السورية إلى أيدي حزب الله اللبناني «يعد من الأمور التي لا يمكن القبول بها».
من جهته، دعا وزير البيئة عامير بيريتز واشنطن إلى التدخل في سوريا، قائلاً إن« تدخلاً كان يتوجب أن يُتخذ منذ وقت طويل بسبب حصيلة قتلى المدنيين المرتفعة». وأردف: «نتوقع ممن يرسم خطاً أحمر بأن يفعل ما يتوجب عمله».
جواسيس بريطانيون
كشفت صحيفة «ديلي ستار صندي» أمس أن جواسيس بريطانيين يعملون سراً داخل سوريا في مهمة للعثور على أدلة تثبت أن نظامها يستخدم الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين. وقالت الصحيفة إن الجواسيس البريطانيين «تسللوا إلى المناطق التي تردد بأن سكانها تعرضوا لهجمات بسلاح كيميائي».
وأضافت إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «يعول على جهاز الأمن الخارجي لتقديم الدليل المطلوب». ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية قولها إن «لجنة الاستخبارات المشتركة الحكومية ستقبل فقط بأدلة الجواسيس البريطانيين». لندن- يو.بي.آي
