لايزال حمام الدم متواصلاً في العراق بمقتل سبعة من عناصر الجيش العراقي وخمسة من عناصر الصحوة في رابع يوم من الاشتباكات والأعمال الارتدادية التي فجّرها اقتحام الجيش ساحة الاعتصام بالحويجة، مع تسجيل أول اشتباك مسلح بين معتصمي الأنبار وقوات حكومية بعد24 ساعة من تشكيل جيش (العزة والكرامة) في الرمادي، فيما هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان المسلحين في الأنبار بالعودة إلى أيام معارك العام 2006 إذا لم يسلّم المسؤولون عن قتل خمسة عناصر من الجيش، بالتزامن مع دخول البيشمركة الكردية على خط الأزمة بإعلان الانتشار في مناطق محيطة بكركوك.

وقال ضابط في شرطة الرمادي غرب بغداد: إن خمسة من استخبارات الجيش قتلوا وأصيب اثنان كما جرح مسلح في أول اشتباك بين عناصر الاستخبارات ومسلحين قرب مكان الاعتصام في الرمادي الذي يطالب بسقوط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وأضاف أن «الاشتباكات وقعت بين الجانبين بعدما أوقف مسلحون عناصر الاستخبارات الذين كانوا يستقلون سيارتين ويجولون قرب مكان الاعتصام».

من جهته، أكد مصدر مقرب من معتصمي الرمادي بمحافظة الأنبار أن خمسة مسلحين يستقلون سيارة مدنية، كانوا يحملون كاميرات تصوير ومسدسات، اقتربوا من ساحة اعتصام الرمادي، شرقي المدينة، وبدأوا بتصوير المعتصمين، مبيناً أن «اشتباكاً مسلحاً اندلع بينهم وبين المتظاهرين ما أسفر عن مقتل خمسة منهم وإصابة اثنين آخرين وأحد عناصر الجيش».

 وأضاف المصدر أنه «بعد تفتيش سيارة المسلحين عثر بداخلها على هويات تعود لاستخبارات الجيش، غير أن قائد القوة البرية الفريق الأول الركن علي غيدان مجيد قال في تصريحات نقلها تلفزيون «العراقية»: إن هؤلاء العناصر «جنود عزل»، معتبراً أن «قتل الجنود العزل فعل جبان لا يمت للعرف العشائري بصلة».

مقتل عناصر الصحوة

وفي تطور آخر، قتل خمسة من عناصر قوات الصحوة قرب ناحية عوينات الواقعة على بعد عشرين كيلومتراً جنوبي مدينة تكريت بعدما هاجم مسلحون نقطة تفتيش تابعة لهذه القوات، في وقت شهد ليل الجمعة اشتباكات غرب الفلوجة غرب بغداد ما أدى إلى مقتل عنصرين من الشرطة الاتحادية ومسلح.

يأتي ذلك بعد يوم من إعلان ساحات الاعتصام في عدد من المحافظات العراقية تشكيل جيش من أبناء العشائر لحماية المدن المنتفضة وساحات الاعتصام، وتزامن ذلك مع انتهاء المهلة التي أعطيت لخروج قوات الجيش والشرطة الاتحادية من المدن.

تهديد من الصحوة

إلى ذلك، هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان المسلحين في محافظة الأنبار الغربية بالعودة إلى أيام معارك العام 2006 إذا لم يسلم المسؤولون عن قتل خمسة عناصر من الجيش.

وقال الحردان تصريح صحافي: «إنه إذا لم يسلم قتلة الجيش العراقي ستقوم الصحوة بالإجراءات المطلوبة وتفعل ما فعلته عام 2006»، مضيفاً «نمهل المعتصمين 24 ساعة لتسليم قتلة الجيش العراقي وإلا لن نقف مكتوفي الأيدي».

انتشار البيشمركة

ووسط هذه التطورات، انتشرت قوات من البيشمركة الكردية في محيط مدينة كركوك بهدف «ملء الفراغ الأمني وحماية المواطنين» بحسب ما أفاد بيان لوزاة البيشمركة (الدفاع) الكردية.

وقال الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور في البيان إنه «بعد مشاورات مع محافظ كركوك، تقرر أن تملأ قوات البيشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة وبالأخص محيط مدينة كركوك (240 كيلومتراً شمالي العاصمة الاتحادية بغداد) بما يساهم في إحلال الأمن ومنع استهداف الأشخاص العزل».

 

المالكي: الفتنة الطائفية عادت إلى العراق من بلد آخر

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن الفتنة الطائفية عادت إلى العراق قادمة من بلد آخر في المنطقة، في إشارة إلى سوريا على الأرجح.

وأوضح المالكي، خلال افتتاح مؤتمر إسلامي دولي للحوار في بغداد، أن «الطائفية شر، ورياح الطائفية لا تحتاج لإجازة عبور من هذا البلد إلى آخر... وما عودتها إلى العراق إلا لأنها اشتعلت في منطقة أخرى »، ويشير المالكي بذلك على ما يبدو إلى سوريا التي تملك حدوداً مشتركة مع العراق بطول نحو 600 كيلومتر، وتشهد نزاعاً دامياً مسلحاً بين جماعات مسلحة والنظام، يحمل طابعاً مذهبياً، قتل فيه عشرات الآلاف.

وذكر رئيس الوزراء العراقي أن «الفتنة التي تدق طبولها أبواب الجميع... لا أحد سينجو منها إن اشتعلت»، في تكرار لتحذيره السابق الذي أطلقه يوم الخميس الماضي خلال كلمة متلفزة، معتبراً أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في زمن «انفجار الفتنة الطائفية» في العالم الإسلامي.

وأضاف «من مخاوف الطائفية، هي أنها سرعان ما تتحول بحركة سريعة الى عملية تقسيم وتمزيق للبلدان الإسلامية... وهذا ما نره في العراق والدول العربية والإسلامية الأخرى التي تعيش حالات طائفية».

ورأى المالكي أن «نار الطائفية في العراق سرعان ما عادت بعد أن انطفأت.. وعودتها ليست بالصدفة، إنما مخطط وتوجيه وتبني»، متهماً بعض السياسيين في بلاده، بركوب موجة الطائفية للحصول على مكاسب شخصية، محذراً من خطورة التصعيد الطائفي، الذي يؤدي إلى التقسيم، مؤكداً على أن «عمليات التصدي بالقوة المسلحة لا تجدي نفعاً في مواجهة الفكر السيئ»، لافتاً إلى دور المؤسسات الدينية بقتل هذا الفكر».

وأوضح أن «دعوات التقريب من قبل المراجع الدينية والدول الإسلامية، لم تتمكن من إجهاض الدعوة للتميز المذهبي.. ورغم الأصوات الكثيرة التي خرجت، لم نتمكن من السيطرة على الفكر المتطرف التكفيري»

وكانت رئاسة الجمهورية العراقية أكدت مشاركة نحو 300 شخصية دينية من الداخل والخارج في المؤتمر الإسلامي الدولي الذي يسعى لصياغة بيان ختامي يدعو إلى وقف الاحتقان الداخلي في العراق.

 

احتجاج

5

أعلنت خمس عشائر عراقية انسحابها من ساحة الاعتصام في محافظة الأنبار احتجاجاً على قتل جنود عراقيين في مدينة الرمادي، وطالبت باقي العشائر بالانسحاب أيضاً، فيما تعهدت بملاحقة «الإرهابيين» الذين استهدفوا الجنود.

وقال مصدر في ساحة الاعتصام في الأنبار إن «الشيخ أحمد المصلح شيخ عشيرة البوفراج والشيخ ماجد السليمان شيخ عشيرة البوعساف والشيخ خميس عبدالكريم شيخ عشيرة البوفهد والشيخ جاسم محمد صالح شيخ عشيرة البو سودة والشيخ اركان الطرموز شيخ عشيرة البومرعي، أصدروا أوامرهم إلى أبناء عشائرهم للانسحاب فوراً من ساحة الاعتصام في الرمادي». «البيان»